ديوان جديد للشاعر إدريس علوش

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-
محمد بنقدور الوهراني
ديوان الشاعر إدريس علوش الجديد ( رأس الدائرة ) الصادر عن سليكي أخوين بطنجة بدعم من وزارة الثقافة.
وهو من الحجم المتوسط، جاء في 111 صفحة ومصدرا بلوحة زين بها الغلاف للفنانة نرجس الجباري.
هذا الديوان يحمل الرقم 14 في المحفظة الشعرية للشاعر إدريس علوش، وهو بهذا يستكمل 25 سنة في مسيرته الشعرية التي افتتحها بديوان الطفل البحري الذي صدر سنة 1990.
” رأس الدائرة ط، كسائر إخوانه، أول ما يثير داخل المتلقي هو حمولة العنوان وانفتاحه على كل القراءات الممكنة، هو كذلك يحمل نفس هواجس الشاعر ونفس منطلقاته وخلفياته ونفس أهدافه ومراميه التي نستشفها في أعماله السابقة. طبعا برؤية شعرية متجددة وبأفق انتظار ينسجم مع الراهن والمعاش، وإن كان البناء الهيكلي للقصيد يظل هو هو ثابتا لا يتغير، ربما لغاية في نفس الشاعر.
لست أدري لماذا كلما قرأت نصا من ( رأس الدائرة ) يخيل إلي بأن الشاعر يتمشى في شوارع مدينة لا يعرفها أحد غيره، يتمشى فيها وحيدا، وفي كل شارع حانة أو مقهى أو حديقة أو مركز بريدي أو محطة أو مكتبة أو دارة شاعر… يقصدها الشاعر سائلا عن أحواله وأحوال الناس.
لست أدري، كذلك، لماذا يتهيأ لي بأن الشاعر ( إدريس علوش ) ظل منسجما في هذا الديوان مع نفسه ومخلصا لمشروعه الشعري الذي بدأه بالطفل البحري.
فالشاعر يظل مصرا على رصد ما يجري حوله من تناقضات أو من انحرافات أو من ممارسات يحبل بها محيطه وواقعه، الظاهر والمدفون في دواخل ذاته، المعلوم والمجهول الذي يحتاج إلى قوة من جنس الشعر لكي يرى الحياة، ومن خلالها الواقع، بصورة أخرى يستعير لها الشاعر استعارات يحيى بها، ويسقينا إياها كأسا كأسا، ونخبا نخبا في صحة الفقراء القابعين في العتمة، وفي صحة الحالمين بقصائد ملفوفة في خرق صفراء، وفي صحة السكارى الذين يتحدثون عن استقامة اللغة، وفي صحة الراحلين الذين لم تنل منهم الريح…
وفي صحة النفس والذات والأنا التي ترى غير ما نراه:
أرى
للمرة الأولى
فوات الأوان
وهو يقامر بما تبقى لي
من أحلام شبيهة
بجزر صغيرة
وينادم الفكرة الصائبة عني
لأني هنا بلا معنى
أستعير صورة الحياة
في المشهد
والسراب
والحقيقة…
حقيقة ديوان ( رأس الدائرة ) تحتاج إلى أكثر من وقفة وأكثر من انتباه، وأكثر من اهتمام …
” رأس الدائرة ” أطل من داخل رأس الشاعر ( إدريس علوش ) مكونا فكرة صائبة متجددة عنه، كشاعر وكإنسان في آن واحد.