د.الكواري: قطر جاذبة لرموز الفكر والسياسة من مختلف البلدان

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-

 

 

افتتح سعادة الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث مساء أمس معرض “حوار لوحات فنية معاصرة بين قطر والبرازيل”، وذلك في مقر الجمعية القطرية للفنون التشكيليّة بكتارا، وسط حضور كثيف من أعضاء البعثات الدبلوماسيّة في الدولة من بينهم سعادة السيد أليبراندو تاديوفالاداريس سفير دولة البرازيل في قطر وجمع من الفنانين والمثقفين والإعلاميين.

 

ويُبرز المعرض أعمالاً لأربعة فنانين قطريين وأربعة فنانين برازيليين، ويتم استضافته بواسطة متاحف قطر، ووزارة الثقافة والفنون والتراث والجمعية القطرية للفنون التشكيلية كجزء من العام الثقافي “قطر – البرازيل 2014”.

 

وأكد سعادة الدكتور الكواري، في كلمة له خلال حفل الافتتاح، أهمية دور الثقافة في تعميق العلاقات وتعزيزها بين الدول، وأهمية التبادل الثقافي في إيجاد أرضية ومنطلقات مشتركة صالحة للبناء لأن تكون جسورًا قويّة للتفاعل الحضاري بين الدول.

 

وقال: “عندما بدأت السنوات الثقافية مع الدول كانت الصورة واضحة بأن الثقافة ستلعب دورًا كبيرًا في تعميق العلاقات الثقافية مع هذه الدول، وستسلط الأضواء على فكرة أن الثقافة لها دورها الحيوي بين الدول، ويمكن أن تشكل أرضيّة خاصّة للعلاقات السياسية والاقتصادية”.. مضيفًا: “إن السنوات الثقافية التي مرّت أثبتت صحة هذا الأمر، بدليل حرص الكثير من الدول على إقامة أعوام ثقافية مع قطر، وجاء هذا نتيجة إدراك هذه الدول لتأثير الثقافة على مجمل العلاقات، خاصة أن دولة قطر ومنذ أن أصبحت الدوحة عاصمة للثقافة العربية باتت جاذبة لرموز الفكر والسياسة من مختلف البلدان”.

 

“فعاليات متنوعّة”

 

وأشار إلى أن العام الثقافي مع دولة البرازيل له أهمية خاصّة، وقد حفل بالعديد من الفعاليّات المشتركة في كلا البلدين وتميّزت الفعاليّات بالثراء والتنوّع، وذلك على الرغم من البُعد الجغرافي.. مؤكدًا أن هذا العام الثقافي يُشكل دافعًا لعلاقات مستمرّة ومتطوّرة مع هذا البلد الصديق الذي كان محط أنظار العالم هذا العام لاستضافته كأس العالم لكرة القدم وبما لها من خلفية ثقافيّة أيضًا، كما أنها إحدى الدول الكبرى في أمريكا اللاتينية وواحدة من الدول الرئيسية في العالم، وهذا من أهم أهداف العام الثقافي بين البلدين.. فالعلاقات لن تنتهي بانتهاء العام بل هي مستمرّة ومتطوّرة.

 

وأوضح سعادته أن معرض “حوار لوحات فنية معاصرة بين قطر والبرازيل” متميّز ويُضاف إلى رصيد ما تحقق من فعاليات سابقة سواء قطرية أقيمت في البرازيل، أو برازيلية أقيمت في الدوحة، ويسعى لتحقيق أهداف العام الثقافي بين البلدين.

 

“محادثة فنية”

 

من جانبه، تحدّث سعادة السيد إليبراندو تاديو فالاداريس سفير دولة البرازيل في قطر عن القيمة الثنائية الثقافية لهذا المعرض، وقال: “إن المعرض يخلق فرصة للجمهور لمعرفة ما هو في الواقع محادثة حقيقية بين 8 فنانين، وكل منهم يمثل تطوّر اللوحة المعاصرة في بلده”.. مشيرًا إلى أن كل فنان له ما يُميّزه وفي نفس الوقت يقدّم هوية بلده من خلال إبداعه.

 

بدوره، قال الفنان يوسف السادة رئيس الجمعية القطرية للفنون التشكيلية :”جميل أن نرى متاحف قطر المتعدّدة تزدان بدوحتنا الغَناء.. فهي فخر لنا أمام الزائر ورسالة سامية فيها العديد من القيم والمبادئ نوصلها للعالم أجمع.. ويزيد الجمال بريقًا حين أخذت متاحف قطر على عاتقها دعم مؤسسات المجتمع المدني التي هي أيضًا تشكل أحد روافد الدولة من دعم وتوجيه وتكامل.. فسوف يكون بالمستقبل القريب خُطة عمل دؤوب بين الجمعية القطرية للفنون التشكيلية ومتاحف قطر ليجني ثمارها شباب وشابات وطننا العزيز، ونكون نبراسًا بين دول العالم التي تبنى على الثقافة والقيم”.

 

وأضاف: “إن المعرض يُحاكي أصول التعاون بين المؤسسات بالدولة وتبادل الثقافات بين الشعوب، لأن الفن التشكيلي لغة لا تحتاج إلى ترجمة بين الشعوب كونه يُحاكي حاسة البصر التي أتقن الفنان استعمالها دون غيره، فأصبح الفنان قريبًا من كل الناس باختلاف أعراقهم أو دياناتهم”.. مؤكدًا أن الفنانين المشاركين من قطر والبرازيل أبدعوا بفنهم ليعكسوا إرثهم الثقافي والفني لكلا الشعبين.

 

“ألوان وطنية”

 

وتحدث الفنان “لويز دولينو” عن أهم ما يُميّز هذا المعرض عن سواه وذلك من خلال الأعمال المعروضة التي تمّ تصميمها خصيصًا لهذه المناسبة .. مؤكدًا أن الفنانين الأربعة اعتمدوا المبدأ نفسه وهو هيمنة الألوان الوطنية البرازيلية، وهي الخضراء والصفراء والزرقاء والبيضاء على الأعمال الفنية، في المقابل اعتمد زملاؤنا القطريون نفس المبدأ في لوحاتهم الفنية”.

 

وفي كلمة لها، قالت صفية الحجري، مدير مكتب العلاقات الثقافية الإستراتيجية بمتاحف قطر،: “إننا في مكتب العلاقات الثقافية الإستراتيجية التابع لمتاحف قطر نؤمن بأن الثقافة هي وسيلة هامة للجمع بين الشعوب، ونعمل كل عام مع دولة شريكة لتطوير برنامج ثنائي للتبادل الثقافي يطلق عليه اسم أعوام الثقافة، والذي يهدف إلى تعزيز تفهّم الآخرين لدولة قطر على المستوى الدولي وفي نفس الوقت تعميق فهمنا لثقافة الدولة الشريكة”.

 

وأضافت: “إنه من خلال المعارض مثل “حوار لوحات فنية معاصرة بين قطر والبرازيل” فإننا ننشئ شراكات وصداقات طويلة الأمد بين المؤسسات والأفراد في دولتي قطر والبرازيل، ونأمل أن تستمتعوا معنا بالاحتفال بالعام الثقافي قطر والبرازيل 2014.

 

“الهوية والروح الثقافية”

 

ويتطرّق معرض “حوار لوحات فنية معاصرة بين قطر والبرازيل” إلى موضوع الهوية والروح الثقافية للعصر الحاضر عبر الفن المعاصر، ويشتمل على 40 لوحة فنية تمثل خمس لوحات من كل فنان من الفنانين الثمانية.

 

يُشارك في المعرض من دولة قطر كل من: يوسف السادة ولولوة المغيصيب وأمل العاثم وأحمد المسيفري.. فيما يشارك من البرازيل الفنانون “فرناندو دوفال، رونالدو ميراندا، رونالدو ماسيدو، و لويز دولينو”.

 

ومن خلال الرموز الفنية يخلق الفنانون حوارًا للمنظورات القطرية والبرازيلية حول الألوان والأنسجة وشعورهم تجاه بلدانهم المعنيّة، حيث يستخدم الفنّانون مجموعة من الأساليب في أعمالهم والتي تشمل السريالية والتجريد والأشكال الهندسية، وما توفّره هذه اللوحات من منظور لحوار متعدّد الثقافات عن الفن المعاصر لدولتي قطر والبرازيل، وتأسس إطار عمل لتقييم أوجه التشابه والاختلاف بين فنّاني البلدين وأساليبهم في التعبير الذاتي.

 

ويستخدم المعرض وسائط متعدّدة تشجّع الزوّار على مناقشة الفن المعاصر مع الرسّامين، فقد تمّ وضع شاشات حول صالة العرض لتشغيل الأفلام تمّ تكوينها خصيصًا للحضور في الدوحة والبرازيل، حيث يُسلط الفنانون الضوء على لوحاتهم وهم يبحثون الجوانب الإلهامية والوجدانية والتطبيقية لأعمالهم.

 

يُذكر أن احتفالية “قطر – البرازيل 2014” تقام تحت رعاية سعادة الشيخة الميّاسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر بالشراكة مع وزارة الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر، وهي النسخة الثالثة من احتفالات أعوام الثقافة التي أطلقت بواسطة هيئة متاحف قطر عقب احتفاليتي “قطر اليابان 2012″، و”قطر المملكة المتحدة 2013”.

 

وتمثل احتفالية “قطر البرازيل 2014” برنامجًا مستمرًا للتبادل الثقافي المُلتزم بإقامة جسور الترابط بين المواطنين في دولة قطر وجمهورية البرازيل الاتحادية من خلال تنظيم النشاطات الثقافية والمجتمعية والرياضية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى