ذات لقاء / مؤيد الشايب (فلسطين)

الجسرة الثقافية الالكترونية-خاص-

 

وهـنـاك عـند الـبـحرِ كـان المـلـتـقى

 

و هـنـاك فــزَّ بــراق قلـبـي و ارتــقى

 

و تـلامَــسَ الكـفّــان فـارتـجفَ المدى

 

كــادتْ يــدي مـن لـوعــةٍ أن تُـصْـعقا

 

و تـلـعــثـمـتْ كـلّ القصـائـد في فمي

 

و كـأنّـنــي قــد عــدتُ غِــرّاً أحـمــقا

 

غـاصـتْ عيــونــي فـي بحـار عيـونها

 

حتى عــيـوني أوشـكـتْ أن تَــغْــرقا

 

البـحرُ يسمـعُ هـمستي و يحيطُ بي

 

و عـلـيّ مــن كــلّ الـنــواحي أطبـقـا

 

تــقـــتــادني الأمـــواج ثـــمّ تــردّنـي

 

و أنــا عـلـى ذي الحــال أبــدو زورقـا

 

لشــواطــىء يــرتـــجُّ في صـلـواتـها

 

أمــل المســافر و الــمـتـــيـم باللـقـا

 

مــن يـــوم أن قابــلتُ وجه حـبـيبتي

 

يــأبـى الهــوى مــن أسرها أن يُعتقا

 

بـيـنـي و بـيـن حبـيـبـتي أخشـى أنا

 

أن تـكـشـفَ الأشــواقُ سـرًّا مُــغْـلقا

 

غيري يرى في العشق لغو وساوسٍ

 

و أراهُ فـي كـــلّ الــثـــوانـي مُــحـرقا

 

غـيـري يـنـام عـلـى السـريـر مُـنعّمًـا

 

و أقــوم فـي قــلـبِ الأماسي مُطرقا

 

لـكـنـنــي رغــم الحــرائـــق لــم أزلْ

 

أخـطـو عـلى أرض الـهـوى مُــتَــألـقا

 

أنـا إن غـضـبـتُ و إن رضــيـتُ فإنـنـي

 

أبـقى كـنـجـمٍ فـي القـصـيـدة مُـشرقا

 

في القلب ما في القلب من وجع الهوى

 

لــكنّــهُ مـــا كــان يــــومًــا مُـقْـــلِــقـا

 

مــا هــمّـنـي إن عشتُ بين هواجسي

 

و جــلسـتُ في وجـه الغــرامِ مُحـدّقا

 

ما هـمـنـي إن تـهـتُ فـوق خرائـطي

 

و أنــيـن شــعــري في البـلاد تـفـرقا

 

لي في ثـــريّــات الشعــــورِ خــنـادقٌ

 

لو جاءنـي زمــنــي هـنــا مـغــرورقــا

 

أنــا لـن أبــدّلَ مــا حيــيــتُ مشاعري

 

أبــدًا ســأبــقى فـي الهوى مُتَخندِقا

 

شــعـــري كخـــمـــرٍ مـا تـبـدّل طعمهُ

 

قــد كــان دومًـــا مُــسكــرًا و مُعـتقـا

 

قلــبي تــوطّـن في مساءات الشــذا

 

و حـنــيـنـهُ بــيـن الســطـورِ تـــورّقــا

 

هــو لــم يُــحـرفْ في كـتابــات الهوى

 

لا مــا تـغـيّـر فـي الهــوى و تــزنـدقــا

 

هــو إن رأى وجــه الحـبيبة في السما

 

و فــؤادهـا بــيـن الـنــجــوم مُـــعـلّـقا

 

هــو لــن يُـشكّـكَ لـحـظـةً فـيما يرى

 

بــل سـوف يـسجـدُ للإلهِ مُــصــدقـا

 

و لـســوف يـعـطي للـحـبـيـبـة عهدهُ

 

فـسوى هـواهـا لـن يـعـانـقَ مـطـلقا

 

هـو لـم يـكـنْ فـي أيّ يـــومٍ لم يكنْ

 

مـن يـومِ أن بُـعِـثَ الغـــرام مُـهـرطقا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى