ذاكرة قماش.. «السيدة غوترو» لجون سنغر سارجنت

الجسرة الثقافية الالكترونية

رفعت العلان*

المصدر / الراي الاردنية

 

– كان سنغرسارجنت أشهر رسّام للبورتريه في زمانه. وقد رسم هذا البورتريه الاستثنائي في بدايات اشتغاله بالرسم. ويتمنّى أن يكسبه الشهرة. وقد تحقّق له ذلك، لكن ليس بالطريقة التي كان يتصوّرها.
تعرّف سارجنت إلى فيرجيني غوترو ، وهي سيّدة مجتمع مشهورة وجميلة وزوجة مصرفي فرنسي بارز. وظلّ يطاردها لسنتين كي توافق على طلبه بأن تكون الموديل لهذه اللوحة. اختار الرسّام طريقة وقوفها بعناية فرسمها في وضع جانبي بجسد زجاجي وبشرة عاجية. وعندما أتمّ اللوحة وعرضها في صالون باريس في العام 1884، أثارت فضيحة.
فقد صُدم الناس بمكياج المرأة الأبيض الشاحب. وصُدموا أكثر لأن احد شريطي فستانها، في اللوحة الأصلية، كان منحسرا عن كتفها، وهي علامة اعتبرت غير لائقة في ذلك الوقت.
وقد دفع ذلك فرجيني إلى اعتزال المجتمع، بينما اضطرّ سارجنت إلى إعادة رسم شريط الكتف بعد أن انتهى المعرض. ثم غادر باريس بعد ذلك الصخب مباشرة. لكنّه كان يصرّ دائما على أن البورتريه كان أفضل لوحة رسمها.
في ما بعد، أي في العام 1916، باع الرسّام اللوحة إلى متحف المتروبوليتان الذي ظلّت فيه إلى اليوم.
جون سنغر رسام أميركي أنجز أعماله الرئيسية في أوروبا حيث قضى أكثر سنوات عمره في إنجلترا. وتعرض أعماله اليوم في صالة تيت لعرض الآثار الفنية في لندن، نموذجًا لأعمال الرسم الإنجليزي التي كانت سائدة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
وتميز سارجنت بتجسيد تفاصيل ملابس الشخص الذي يرسمه بدقة وبراعة متناهية. وخلال الاثنتي عشرة سنة الأخيرة من عمره هجر رسم الشخصيات، واتجه إلى رسم لوحات زيتية لموضوعات أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى