ذاكرة قماش.. بورتريه أرنولفيني للفنان الهولندي جان فان أيك

الجسرة الثقافية الالكترونية – وكالات تعتبر هذه اللوحة من أكثر اللوحات تعقيداُ في تاريخ الفن, وهي أول وثيقة زواج مرسومة تحمل جميع مقومات عقد الزواج القانوني. الزوجين هما التاجر الايطالي جيوفاني أرنولفيني و جيوفانا سينامي يمسك العريس بيد عروسه رافعاً يده اليمنى للقسم، المرأة هنا ليست حامل فهذه الموضة من الفساتين كانت دارجة في ايطاليا في القرن الخامس عشر، سميت هذه اللوحة من قبل بعض النقاد باللوحة «الايقونية» لما تحويه من رموز عديدة، فهي كعقد زواج احتوت على الشمعة في اعلى الثريا مضاءة في وضح النهار، وهي تقليد عند شعوب «الفلاندرز» عند القران، خلع الاحذية من قبل الزوجين رمز لطهارة الموقف وقدسية الزواج، تمثال القديسة مارجريت «شفيعة الحمل والولادة» على أعمدة السرير رمزٌ للرغبة في الانجاب، الكلب للوفاء والإخلاص، البرتقال قرب النافذه كرمز للغنى حيث انه من الفاكهة الثمينة في ذلك الوقت الى جانب المظاهر الأرستقراطية الاخرى الظاهرة من خلال ملابس الزوجين، السجادة والثريا النحاسية وغيرها. المرآة والتي كانت بحد ذاتها مثار إعجاب من منظور هندسي وفني وديني غير اعتيادي, فلقد رسمها الفنان محدبة لتظهر الزوجين واثنين من الشهود كان الرسام أحدهما، واذا تمعنت اكثر فسترى انه رسم على بروازها مراحل حياة المسيح بدقة بالغة، وقد استخدم العدسة المكبرة لاتقانها!! وفي أعلى المرآة كتب الفنان على الجدار موقعاً كصفة شاهد على العقد «فان ايك كان حاضراً 1434»، الرموز الاخرى من الفرشاة المعلقة الى المسبحة في الجمع بين العمل والدين، إن عدم اتمام هذا الزواج في الكنيسة يعود الى أصول الزوجان وحتى الرسام المنحدرة من الفلاندرز، حيث انهم يعتقدون ان الزواج يستمد شرعيته من رضا الزوجين، سواء كان ذلك داخل الكنيسة او خارجها فالمكان ليس مهم بقدر اهمية العقد المقدس بين اثنين، لقد أظهر الفنان ذكاءاً بالغاً في رسم هذه اللوحة من جميع النواحي: الاجتماعية، الدينية، التاريخية والاقتصادية، فاعتبرها النقاد لوحة شاملة من الحياة اليومية في ذلك العصر