رأفت الميهي صانع الفانتازيا والجرأة يرقد على فراش المرض

الجسرة الثقافية الالكترونية
ريهام عاطف *
المصدر / ثقافة 24
رأفت الميهي، الذي يرقد حالياً على فراش المرض بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي بالعاصمة المصرية القاهرة، حيث يعالج على نفقة الدولة، هو واحد من أقدر وأبرع المخرجين والكتاب الذي أنجبتهم السينما المصرية، فرؤيته سواء اتفقت معها أو اختلفت، استطاعت أن تصنع أفلاماً ظلت علامة في تاريخ السينما المصرية، فسينما “الفانتازيا” لم تعرف إلا بموهبة وإبداع رأفت الميهي الذي آمن بها وقدمها في قالب من الكوميديا، من خلال أفلام مازالت محفورة في ذاكرة الجمهور، والتي استطاع بها أن يجمع بين إشادة النقاد والإقبال الجماهيري.
وُلد رأفت الميهي عام 1940، وبدأت مسيرته مع السينما كسيناريست، حيث تخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، قبل أن ينال دبلوم معهد السينما عام 1964، وفي عام 1966 قدم فيلم “جفت الأمطار” المأخوذ من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب عبد الله الطوخي، والذي تناول فيه حلم الخروج من الشريط الزراعي الضيق، والأمل في استصلاح أراضٍ جديدة رغم المعاناة والمعوقات، وعلى الرغم أن الفيلم كان جديداً على السينما السائدة ذلك الوقت، إلا أنه نجح في أن يقدم رؤية جديدة لاقت إعجاب النقاد.
وفي فترة السبعينات تعاون مع المخرج كمال الشيخ وقدما معاً أفلام “غروب وشروق”، “على من نطلق الرصاص”، “الهارب”، “شيء في صدري”، والذي استطاع الميهي أن يعتمد على نصوص أدبية صاغها بحنكة شديدة، وصل معها إلى قمة النضج، فكان فيلم “على من نطلق الرصاص” بالنسبة له نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة، حيث قرر بعدها أن يبدأ إخراج أعماله بنفسه لينقطع مدة ست سنوات عن الكتابة.
عالم الفانتازيا
ومع بداية الثمانينات، قدم فيلمه الشهير “عيون لا تنام” كأول عمل إخراجي له، والذي استطاع به أن يبهر الجمهور والنقاد، ليؤكد من خلال هذا الفيلم أنه مخرج من الطراز الثقيل بعد عدة سنوات قضاها في دراسة الإخراج، وبعد نجاح هذا الفيلم المأخوذ عن مسرحية “رغبة تحت شجرة الدردار”، انطلق الميهي إلى عالم سينمائي جديد، صنعه بخياله الجامح وهو عالم “الفانتازيا” وربما كانت هذه المدرسة جديدة على السينما المصرية وقتها، إلا أنه نجح في أن يخلق منها تحف فنية، فـ “الفانتازيا” هي الجنوح في الخيال التي اختارها الميهي ليعبر بها عن أفكاره وخياله ويتجاوز بها الحدود الرقابية .
اقتحم الميهى هذا العالم من خلال عدد من الأفلام مثل “الأفوكاتو”، “للحب قصة أخيرة”، قبل أن يتعاون مع الفنان محمود عبد العزيز ويقدموا معاً سلسلة من الأفلام مثل “سيداتي وآنساتي”، “السادة الرجال”، “سمك لبن تمر هندي”، والذي حارب بهم الواقع والقيود المجتمعية وحلق بخياله ليخلق عالم واقعي من وجهة نظره ورؤيته الخاصة.
جوائز عديدة
أما في فترة التسعينات فعاد الميهي بفيلمه “قليل من الحب.. كثير من العنف” والذي لم تغب عنه أيضًا روح الفانتازيا، ثم قدم بعدها أفلام “تفاحة”، “ميت فل”، “ست الستات”، “شرم برم” وأخيرًا فيلمه “علشان ربنا يحبك” الذي كان آخر ما قدمه الميهي للسينما المصرية، وعلى الرغم أنه تولى إنتاجه بنفسه إلا أنه لم يلق النجاح الجماهيري المرتقب، وربما كان عدم النجاح هذا سبباً في عزوفه عن السينما منذ أكثر من عشر سنوات.
أما عن المسلسلات، فلم تكن له إلا تجربة واحدة من خلال المسلسل التلفزيوني “وكالة عطية”، والذي تولى فيه الكتابة والإخراج والإنتاج بنفسه.
كما حصل على جوائز عديدة، حيث حصل فيلم “للحب قصة أخيرة” على جائزة خاصة في مهرجان كارلو فيفاري، وحصل فيلم “قليل من الحب كثير من العنف” الجائزة الأولى في المهرجان القومي الخامس للأفلام الروائية سنة 1995، والجائزة الأولى في المهرجان القومي الخامس للأفلام الروائية سنة 1995