رحلات ستيفنسون في كتاب جديد

الجسرة الثقافية الالكترونية

 أحمد ضيف *

المصدر / ثقافة 24

كثير من الكُتّاب الكبار اكتسبوا نظرتهم للعالم من الرحلات التي علمتهم، قبل أي شيء، الصبر. وبدونها، ما كانت ظهرت الأعمال الهامة للكاتب الأسكتلندي روبرت لويس ستيفنسون، مثل “جزيرة الكنز” “السهم الأسود” و”الدكتور جيكل ومستر هايد”.

كان ستيفنسون من الرحالة الذين استسلموا للسفر، فكتب كتابات شديدة الرقة والعذوبة عن مسقط رأسه اسكتلندا، وفونتينبلو ونبراسكا، وهي المقالات التي صدرت الآن باللغة الإسبانية.

يضم الكتاب، الذي يقع في خمسين صفحة، تأملات شديدة العمق حول السفر، يدافع فيها ستيفنسون عن الطريق الوعر، ويؤكد على عدم الإيمان بالحماس المفاجيء ويسجل ملحوظات للاستمتاع بأي مكان، بما فيها الأماكن الأقل جذبًا، في اتكاء كامل على المشاعر العميقة من أجل تبرير الحياة.

يقدم لنا الكتاب ستيفنسون كاتب المقال، القادر على إثارة الانتباه بوصف التلال والسماوات والرياح بينما يتحدث عن الطبيعة في شيللي أو كمبريدج، بأسلوب حاسم، بهدوء وسكينة من يعرف عما يتكلم تحديدًا: الرحلة، مستعيرًا طاقة روحية منطلقة تشبه طاقة وايتمان وثورو.

يصف ستيفنسون كيف علّم نفسه بنفسه، يشير لقراءات طفولته، هكذا يصير كتاب “الرحلة” مرشداً من الإلهامات الحميمية، التي يجب أن نضيف إليها المرض: بداية من إصابته بالسل في ديفوس ومروراً بتعرضه للسجن وسوء حالته الصحية. ورغم القسوة التي تعرض لها، يحكي بأسلوب مسلٍ ووببساطة تبدو مبهجة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى