رحلة فتح الخير 2 تنطلق من كتارا للهند

الجسرة الثقافية الالكترونية
: بحضور سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة والدكتور خالد السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا وسعادة سفير الهند السيد سانجيف أرورا وعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية في الدولة، شهد شاطئ المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا انطلاق رحلة فتح الخير 2 للهند (الدشة)، وسط الأهازيج الشعبية التي يردّدها البحارة خلال رحلات الغوص والصيد المصحوبة بالعرضة والنهّام وأدّتها الفرق الشعبية لشحذ عزيمة البحارة وتحفيزهم وشدّ أزرهم في صورة واقعية حيّة تحي الإرث الثري لأهل قطر.
وقال الدكتور خالد السليطي: إننا نستلهم عظمة هذا الحدث الكبير من موروثنا البحري وتراث أجدادنا الذي يحمل أجمل المعاني الثقافية وأنبل القيم الإنسانية.
وأضاف: إن حرص (كتارا) على إطلاق (رحلة فتح الخير2) يأتي من التزامها باحتضان الثقافة القطرية الأصيلة المنبثقة من تاريخ مجتمعنا وإرثه الحضاري، كما تعكس رسالة الحي الثقافي السامية في إحياء وتأصيل هذا التراث البحري العريق في نفوس أجيالنا المتعاقبة، وإعداد جيلٍ قوي واعٍ ومبدع، معتز بهويته الوطنية وجذوره الثقافية، ومحصّن ضد كل عوامل الضعف والاستلاب ووسائل الغزو الفكري والثقافي.
علاقات تاريخية
من جهته قدّم سعادة السيد سانجيف ارورا سفير جمهورية الهند لدى قطر التهاني للمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) الجهة المنظمة والراعية لرحلة (فتح الخير 2) ولجميع المشاركين في دعم الرحلة، مؤكدًا أن (فتح الخير 2) هي رحلة بحرية ملهمة باعتبارها تجري بين قطر والهند، وهما الدولتان اللتان تجمعهما علاقات تاريخية عميقة الجذور، وذلك بعد أن قامت برحلتها الأولى في دول الخليج العربية عام 2013 .
وعن الترتيبات التي أجرتها السفارة الهندية لاستقبال (رحلة فتح الخير 2) في ميناء مومباي، أشار السفير الهندي إلى أن السفارة الهندية وفور علمها بإعلان (كتارا) عن الرحلة قامت بالاتصال بالجهات الحكومية المعنية في دلهي ومومباي، وعملت على تسهيل كافة الإجراءات، سواء من إصدار التأشيرات أو غيرها من التسهيلات الأخرى، معربًا عن سعادته بحضور حفل الانطلاق، متوقعًا أن يكون الاستقبال متميزًا في ميناء مومباي، ومتمنيًا لطاقم محمل (فتح الخير 2) رحلة موفقة وناجحة.
مسؤولية اجتماعية
من جانبه قال عبدالله السليطي، مدير عام شركة قطر لنقل الغاز المحدودة (ناقلات): “نحن في ناقلات فخورون بكوننا الراعي الذهبي وسعداء بدعم كتارا ورعاية هذا الحدث الهام كجزء من خطط مسؤوليتنا المجتمعية والتزامًا منا بما ورد في رؤية قطر الوطنية 2030 في أهمية مشاركة قطاعات الدولة المختلفة في دعم المشاريع المجتمعية. مضيفًا: نحن نؤكد من خلال دعمنا لهذه الرحلة لفتح الخير 2 على الاحتفاء بالتاريخ والتراث القطري والاهتمام بماضي أجدادنا الثقافي الغني. كما نؤمن بنقل تقاليدنا وحضارتنا إلى الأجيال القادمة من خلال إحياء تراث الماضي، وفي “ناقلات” معتادون على خوض الرحلات البحرية الطويلة ونتمنى كل التوفيق لبحارينا المهرة في رحلتهم إلى الهند ونتطلع إلى رؤيتهم في شهر نوفمبر القادم.
تجربة استثنائية
إلى ذلك أكد حسن الكعبي، نوخذة الرحلة، أنّه قد تم استكمال كل التجهيزات لهذه الرحلة وأن جميع المشاركين يتحلّون بروح الحماسة والشجاعة وهم مستعدّون لخوض غمار هذه التجربة الاستثنائية التي لئن كانت تُعد امتدادًا لرحلة فتح الخير الأولى فإنها تختلف عنها في عدة نقاط نظرًا لطولها وبعد المسافة عن الهند وهذا ما يتطلب مضاعفة الاستعدادات وضرورة التحلي بكثير من الصبر والقوة بالإضافة إلى أهمية التقيد تقيدًا تامًا بتعليمات النوخذة حفاظًا على أولويات السلامة على ظهر المحمل.
جدير بالذكر أن محمل فتح الخير 2 ينطلق في رحلته التاريخية للهند وعلى متنه 30 بحارًا من نوخذة ويزوه، وسيبدأ خط سير الرحلة من شاطئ كتارا ومن ثم يصل إلى ولاية صور في سلطنة عمان في 15 أكتوبر 2015، ثم يتجه إلى الهند ليصلها في 25 أكتوبر 2015، وبعد ذلك تبدأ رحلة العودة حيث سيصل بإذن الله إلى مسقط في 15 نوفمبر 2015، ثم يتجه إلى الدوحة ليصلها بمشيئة الله في 17 نوفمبر 2015 تزامنًا مع انطلاق النسخة الخامسة لمهرجان كتارا للمحامل التقليدية.
وتعد رحلة فتح الخير إلى مومباي، ليست جديدة أو غريبة على البحّارة القطريين، بل إنها تعتبر تمثيلًا ومحاكاة حقيقية لما كان يقوم به الآباء والأجداد في فترة الغوص، فبعد انتهاء موسم الغوص والذي يبدأ في أواسط شهر 5 (مايو) وينتهي تقريبًا في أواسط شهر 9 (سبتمبر)، يقوم بعض تجار اللؤلؤ (الطواشون) بأخذ محصولهم من اللؤلؤ إلى الهند (مومباي بالتحديد) للحصول على أسعار أفضل حيث تعتبر مومباي في ذلك الوقت من أهم أسواق اللؤلؤ في المنطقة، ليس الطواشون فقط بل إن بعض التجار يذهبون إلى الهند لاستجلاب كثير من المواد الغذائية ومواد البناء وكذلك الأخشاب التي تستخدم في بناء السفن.
المصدر: الراية