رحيل الشاعر السوداني محمد عثمان عبد الرحيم

الجسرة الثقافية الالكترونية

صلاح الدين مصطفى –

توفي مساء السبت الشاعر السوداني محمد عثمان عبد الرحيم وذلك عن عمر بلغ المئة عام تماما حيث ولد في عام 1914م برفاعة التي تقع جنوب شرق العاصمة الخرطوم وشمال مدينة ود مدني في الضفة الشرقية للنيل الأزرق وتعرف باسم مدينة العلم والنور.
تخرج في كلية غردون التذكارية التي أصبحت الان جامعة الخرطوم، وكان عضواً في لجنة الزعفران التي هدفت لطرد المستعمر البريطاني من السودان، وكان سلاحه هو الشعر.
أصبح محمد عثمان عبد الرحيم من أبرز ناشطي جمعية الزعفران الوطنية، وهي الجمعية التي كانت تقود النشاط السياسي بكلية غردون في الفترة ما بين 1931 وحتى 1942م، وهي الفترة التي عرف فيها شاعرا مناضلا ساهم بشعره في فجر الحركة الوطنية.
بدأ الشاعر محمد عثمان، في قرض الشعر مبكراً هو وشقيقه الراحل علي عبدالرحيم الذي خلف ديوان شعر باسم «القبس الأول»، وعمل في عدة وظائف بعد تخرجه في كلية غردون التي كانت تمثل منارة العلم وذروته في ذلك الوقت، فعمل معلماً بمدرسة الشيخ بابكر بدري لعامين، ثم محاسباً في سكك حديد السودان بمدينة عطبرة التي تعتبر من أشهر قلاع النضال الوطني في ذلك الوقت، وعمل في كلية الأحفاد ومديراً لمطابع النيل الأزرق بود مدني، ومحاسباً بوزارة الري وبمطاحن غلال مدني، غير ان وظيفته الإبداعية في كتابة الشعر هي التي كتبت له الخلود في سجل مبدعي السودان.
من القصائد التي كتبت له الخلود في ديوان الشعر السوداني، قصيدته التي تغنى بها الفنان الراحل حسن خليفة العطبراوي وتعتبر «أيقونة» الأغنية الوطنية وجاء في مطلعها:
« كل أجزائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن
نتغنى بحسنه أبداً دونه لا يروقنا حسُن
حيث كنّا حدت بنا ذكرٌ ملؤها الشوق كلنا فِدهُ
نتملّى جماله لنرى هل لترفيه عيشه ثمنُ
خيرُ هذي الدماء نبذلها كالفدائي حين يُمتحن
بسخاء بجرأة بقوى لا يني جهدها ولا تهنُ
نستهين الخطوب عن جلدتلك تنهال وهي تتزن
أيها الناس نحن من نفرٍ عمروا الأرض حيث ما قطنوا
يذكر المجد كلما ذكروا وهو يعتز حين يقترن
حكموا العدل في الورى زمنا أترى هل يعود ذا الزمن؟»
وصدرت للشاعر محمد عثمان، أربعة دواوين شعر هي في «رياض الأمل» والذي صدر عام 1949م وتمت طباعته بالقاهرة وأحدث ضجة كبيرة في الدوائر الأدبية، خاصة وان الأديب المصري إبراهيم ناجي كتب له المقدمة.
وبعد خمسين عاماً صدر له ديوان «ومضات فكر» وكانت إحدى ثمرات مهرجان «الخرطوم عاصمة للثقافة العربية»، في عام 2005م وبعد عامين أي في عام 2007م صدر له ديوان «وقفات في مدارج الاستقلال» وطبع في ولاية الجزيرة.
وشهد العام 2011م طباعة آخر دواوينه الذي جاء بعنوان «في ميزان قيم الرجال» وإذا كان الديوان الأول طُبع في القاهرة، فان العاصمة القطرية الدوحة شهدت ميلاد الديوان الأخير والذي جاء نتاجاً للتعاون الذي تم بين وزارة الثقافة السودانية ووزيرها آنذاك السمؤال خلف الله ووزارة الثقافة في قطر.

القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى