رحيل ندين غورديمير حائزة «نوبل للآداب

الجسرة الثقافية الالكترونية-السفير-

واحدة من أجمل وأهم الأصوات الروائية في القرن العشرين. حملت في كتاباتها مأساة شعبها لتندد بسياسة التمييز العنصري التي كانت تنتهجها حكومة البيض تجاه السود. من هنا أتى أدبها، في جزء كبير منه كأنه محاولة منها لإعادة صوغ هذا الوعي الإنساني التي لم تتوقف عن البحث فيه.

ندين غورديمير، سيدة الآداب في جنوب أفريقيا، رحلت أمس عن عمر 90 سنة «خلال نومها وبسلام»، كما جاء في البيان الذي أصدرته عائلتها، وبذلك تغيب معها حقبة مهمة من تاريخ الأدب (توجتها بنيل «نوبل للآداب» عام 1991)، كما من تاريخ السياسة الذي انتصر فيه الحق على التمييز العنصري. هذان الجانبان شكلا «فخرها الكبير» كما قيل عنها. وإذا كانت «نوبل للآداب» هي اللحظة الأهم لأي أديب، إلا أن اللحظة الكبرى الثانية في حياتها كانت عام 1986 حين ساهمت في إنقاذ حياة 22 شخصاً من أعضاء الحزب الوطني الأفريقي الذين تعرضوا للمحاكمة بسبب اتهامهم بالخيانة. إذ جاءت شهادتها لتقلب كل الموازين فيُفرج عنهم.

ربما لهذا أيضا كان نيلسون مانديلا يقدّرها، ويقدّر مواقفها، وبعيداً عن تقديره الأدبي لها، إلا أن هذا التقدير لها، لم يمنعها من توجيه الكثير من الملاحظات للنظام الجديد، خشية أن يسقط في الأخطاء عينها التي كانت موجودة أيام التمييز العنصري، إذ لم تتوقف منذ عودة الديموقراطية إلى جنوب أفريقيا عام 1994، على الرغم من تقدمها في السن، عن الإشارة إلى «أخطاء» النظام الجديد الذي قام بها من جاء بعد مانديلا، لدرجة أنها قالت يوماً للزعيم الجنوب أفريقي الراحل: «يبدو أن الآية عُكست هذه الأيام، إذ أجد أن السود يستعمرون البيض». جملة وجدت آذانا صاغية عند مانديلا الذي أعاد تصحيح المسار.

ولدت غورديمير في 20 تشرين الأول من العام 1923، وهي ابنة مهاجرين جاؤوا من أوروبا الشرقية ليسكنوا جنوب أفريقيا. رفضت دائماً أن تغادر بلادها حتى في الساعات الأشد حلكة من ساعات التمييز والتفرقة التي دامت من 1948 حتى 1994.

نشرت أكثر من 15 رواية والعديد العديد من الأقاصيص القصيرة التي صدرت في مجلدات عدة، وربما كان ما يجمعها كلها فكرة واسعة: تفحص مشكلات مجتمعها والتعبير عن آلامها بلغة مشدودة وبدون مسوغات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى