‘رقة القتل’ .. لحظة كشف يقف فيها أبطالها أمام أنفسهم

الجسرة الثقافية الالكترونية
صدرت حديثًا عن دار “النسيم” للنشر بالقاهرة رواية “رقة القتل” للكاتب المصري أحمد طوسون.
الرواية يقدمها الناشر الشاعر أشرف عويس بقوله: لغة رائقة وكتابة عذبة مليئة بالشجن، مهمومة بطرح الأسئلة أكثر مما تقدم من إجابات جاهزة.. وربما هذا هو سر جمالها.
الرواية بمثابة لحظة كشف يقف فيها أبطالها أمام أنفسهم ليتأملوا فيها سيرة هزائمهم واغتيال أحلامهم، ووقوعهم في أسر استلاب السلطة بكافة تنويعاتها الثقافية والاجتماعية والسياسية. تلك الأحلام البسيطة التي لا تشكل حدثا كبيرا بقدر ما تمثل وجعا خاصا، هو انعكاس لاستلاب وطن بأكمله تم اغتيال أحلامه بسلطة أبوية ضاغطة، أو بسلطة التمسك بالأطر الشكلية والاجتماعية والدينية، أو قبضة الحكم الغاشم!
شوقي أحد هؤلاء الشخوص الذي يعيش حياته كشخصية روائية ولا يريد ملامسة الواقع، معتقدا في ظنه أن انسحابه للداخل قد يحميه من التلوث الذي أصاب أصحابه. يكتفي بمعانقة عذاباته دون أن يخوض معركة ليعرف قاتله الذي حرمه من خروج روايته وسطو أحدهم عليها، وفقد حبيبته التي كانت بمثابة ملاذا وملجأ له من المتاهة التي يحياها.. وترك لزوجته إدارة شئون حياته!
أما صاحبه سيف ناصر، فقد اعتاد قنص الفرص والوصول لهدفه بأي وسيلة حتى أصبح رئيسا لأكبر مؤسسة ثقافية في مصر. هذا المنصب الذي جعله يتخلى عن الحزب العروبي القومي الذي حارب لأجل استصدار حكم بإشهاره، والتخلي عن مبادئه القومية، وجعله يلجـأ إلى جماعات الراديكالية الدينية للتخلص من خصومه، لكنها في النهاية كانت سببا في الإطاحة به بعد نشره ديوان لشاعرة !
صديقهما الثالث أنور شفيع الشاعر الحالم الذي وجد نفسه معتقلا بلا سبب، ولم يستطع الوقوف في وجه رغبة أمه فضاعت سلمى من بين يديه، ليهرب إلى الخارج تاركا أحلامه خلفه ويبيع قلمه لكل مشتر. وعندما يعلم بطلاق سلمى يقرر العودة للحاق بحلمه لكنه في النهاية يكتشف فوات الوقت!
أما رابع الأصدقاء حاتم فهمي، لم يستطع يوما أن يكون نفسه، كان دائما واقعا تحت سطوة سلطة الأب الذي حرمه من ممارسة هوايته والالتحاق بكلية الفنون الجميلة، وألحقه بكلية الشرطة ليحافظ على بقايا مكانة اجتماعية باتت تنسحب من بين يديه بعد اختلال القيم والمعايير في المجتمع، ليجد حاتم نفسه تحت وطء سلطة أشد تنكيلا. ورغم التجربة التي يمر بها بعد اتهامه في قضية تعذيب تسوقه سلطة الحكم للدخول في مواجهة مع سلطة الأب في معركة الانتخابات البرلمانية ببلدته.
يذكر أن “رقة القتل” هي الرواية الثالثة للكاتب بعد روايتي “مراسم عزاء العائلة” و”تأملات رجل الغرفة”.
المصدر: ميدل ايست اون لاين