رقمنة الصحف الفرنسية التاريخية التي صدرت في مصر

الجسرة الثقافية الالكترونية

*محمد الحمامصي

 

وقعت مكتبات الجامعة الأميركية بالقاهرة مذكرة تفاهم مع مركز الدراسات السكندرية (CEALex) لرقمنة الصحف التاريخية باللغة الفرنسية التي صدرت في مصر (1798-2007).

 

وبموجب المذكرة توفر الجامعة الأميركية بالقاهرة لمركز الدراسات السكندرية المجلدات المطبوعة من الصحف الفرنسية، والتي يتم تحويلها من نسخة مطبوعة إلى إلكترونية من قبل الخبراء الفنيين في الإسكندرية. وبعد المعالجة، يتم تحميل الملفات إلى سيرفر مركز الدراسات السكندرية لتصبح متاحة للباحثين في جميع أنحاء العالم.

 

يقول مارك موهيلهايزلر مدير مركز التميز لمنطقة الشرق الأوسط والثقافات العربية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، “منذ عام 1798، استمر نشر الصحف والمجلات الفرنسية في البلاد بعد ظهور La Décade Égyptienne وCourrier de l’Égypte لأول مرة في القاهرة. وفي العقود الأولى من القرن العشرين، عندما كانت اللغة الفرنسية هي لغة النخبة الكوزموبوليتانية، كان هناك العشرات من المطبوعات التي تتناول كل جانب من جوانب الحياة في مصر، مثل القانون، والأعمال التجارية، والسياسة، والثقافة، والأدب والموضة”.

 

ومنذ عام 2004، يسعى مركز الدراسات السكندرية، الذي أسسه ويديره عالم الآثار الفرنسي جان إيف أومبرور، للحفاظ على تراث وثقافة الإسكندرية من العصور القديمة إلى العصر الحديث. ويقوم المركز بالتركيز على الصحافة الناطقة بالفرنسية في مصر بشكل عام، وعلى الإسكندرية بشكل خاص، لأهمية المدينة في أن تصبح مكانا للتبادل الثقافي بين مصر وبقية دول البحر المتوسط.

 

وقد أعد المركز وثائق مفصلة، وقاعدة بيانات يمكن الوصول إليها بشكل عام بعنوان PFEnum http://www.cealex.org/pfe حيث يمكن للمستخدمين البحث في النص الكامل لعدة آلاف من صفحات الصحف والقضايا الدورية، والوصول لنسخ عالية الجودة.

 

وفي حين اكتسب مركز الدراسات السكندرية خبرة في تحويل الصحف من مطبوعة إلى رقمية، إلا أن محاولات الحصول على الصحف التاريخية لم يبدأ إلا في الآونة الأخيرة. ومن أجل الحصول على المواد اللازمة لبرنامج الرقمنة، قام المركز بالشراكة مع مؤسسات أخرى في مصر، مثل مكتبة معهد الدومينيكان بالقاهرة.

 

يشير موهيلهايزلر إلى أنه نظرا لما تحتويه مكتبات الجامعة الأميركية بالقاهرة على صحف باللغة الفرنسية، كان من الطبيعي أن تضم المؤسستين جهودهما معا.

 

وتشير ماري دلفين مارتيليير، مدير المشروع بمركز الدراسات السكندرية إلى أن المهمة كبيرة، و”لهذا السبب نحن سعداء لبدء تعاوننا مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة لأن ذلك سيعطينا فرصة لأن نزيد بشكل كبير مجموعة المواد التي يمكن أن تكون في متناول الباحثين والجمهور المهتم (1300 وثيقة اليوم) عن طريق موقعنا على الانترنت، مما ساعد على زيادة عدد الزوار للموقع بشكل ملحوظ”.

 

في المرحلة الأولى، سوف تساهم الجامعة بمجلدات من دورية Des Tribuneaux Mixtes القانونية والاقتصادية وهو أمر ذو أهمية نظرا للمعلومات المفصلة الموجودة بالدورية. وقد تم رقمنة مجموعة المجلدات الأولى وسيتبعها المزيد. يأمل العاملون بالمركز وبالجامعة أن يزيد هذا المجهود إمكانية جعل هذه المعلومات في متناول اليد بشكل أكبر مما يساعد على تشجيع البحث العلمي في مصر وعن مصر.

 

ويؤكد فيليب كروم، العميد المشارك بمكتبات الجامعة الأميركية بالقاهرة، ومدير مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة على امتلاكهم لسجل طويل وناجح في مكتبات الجامعة في الحصول وإتاحة موارد المعلومات الممتازة للمجتمع.

 

ويقول: “يتم إتاحة الصحف القديمة باللغة الفرنسية إلكترونيا إلى المستخدمين في جميع أنحاء العالم مما يعطي دليلا آخر على مدى جودة مجموعاتنا المطبوعة. والآن الوصول إلى هذه النسخ إلكترونيا يجعلها جزءا من مواردنا الرقمية المتنامية”

 

 

المصدر: ميدل ايست اون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى