روائــــــــع السينمــــــا الحديثــــة والقديمـــة فى مهرجان «كــــــان»!

الجسرة الثقافية الالكترونية – وكالات -فى دورته السابعة والستين، التى بدأت هذا الأسبوع، من الأربعاء 14 مايو، وتستمر حتى 25 مايو، يسعى مهرجان «كان» السينمائى الدولى إلى الاحتفاظ بمكانته وتاريخه باعتباره الحدث السينمائى الأكبر والأشهر فى العالم..أهم ما فى مهرجان «كان» هو مسابقته الرسمية التى تعرض أحدث وأكبر الإنتاجات السينمائية العالمية، وهذا العام تضم المسابقة ثمانية عشر فيلما معظمها من إخراج أسماء كبيرة جدا فى عالم السينما.
لا أعلم بمن أبدأ، ولكن دعنا نذكر بعض هذه الأسماء بدون ترتيب معين: المخرج الفرنسى جان لوك جودار الذى تجاوز الثمانين يعود بفيلم يحمل عنوان «وداعا للغة»، وكان آخر فيلم لجودار عرضه مهرجان «كان» أيضا منذ عدة سنوات يحمل عنوان «اشتراكية سينمائية»!
الفيلم الأمريكى الوحيد فى المسابقة هوThe Homesman إخراج الممثل تومى لى جونز، الذى حصل على الأوسكار عن فيلم «الهارب»، كما رشح للفوز بعدة جوائز أوسكار أخرى.
من كندا يشارك فى مسابقة المهرجان أكبر مخرجين فى تاريخ السينما الكندية، وهما ديفيد كروننبرج بفيلم «خرائط النجوم»، وآتوم إيجويان، الأرمينى المصرى الأصل، بفيلم «الأسير».
ومن بريطانيا يشارك أيضا فى المسابقة أكبر اسمين فى السينما البريطانية المعاصرة، وهما كين لوتش بفيلم «جيمس هول»، ومايك لى بفيلم «السيد تيرنر». وتضم المسابقة أيضا أفلاما مثل «البيات الشتوى» للمخرج التركى الأشهر «نورى بيلج سيلان»، و«تمبكتو» للمخرج الموريتانى الأشهر عبدالرحمن سيسيكو، وهو الفيلم العربى الوحيد فى «كان».
تضم مسابقة «كان» أسماء أخرى مثل المخرج أندريه زفياجنتسيف من روسيا بفيلمه «ليفياثان»، والفرنسى أوليفييه أسايا بفيلمه «سحب سيل ماريا»، وأخيرا وليس آخرا المخرجان البلجيكيان الأخوان جان- بيير، ولوك، داردان.
لجنة تحكيم مهرجان «كان» لا تقل عادة فى شهرتها ومكانتها عن أسماء الأفلام التى تشارك فى المسابقة، وهذا العام تضم لجنة التحكيم أسماء مثل المخرجة الأسترالية جين كامبيون، التى تتولى رئاسة اللجنة. وكامبيون هى صاحبة فيلم «البيانو» بطولة هولى هانتر، و«الدخان المقدس» بطولة كيت وينسلت، و«بورتيريه لسيدة» بطولة نيكول كيدمان.
لجنة التحكيم تضم أيضا الممثلة والمخرجة الأمريكية صوفيا كوبولا، والممثل الأمريكى دانيال دافو، والممثل والمخرج المكسيكى جايل جارسيا بيرنار، والممثلة الإيرانية ليلى حاتمى، والكورية جيون ديون، والفرنسية كارول بوكيه، وكلهم من الممثلين كما لاحظتم، يضاف إليهم اثنان من كتاب السيناريو المنتجين هما جيا زانجه من الصين ونيكولاس فيندنج ريفن من الدنمارك.
بجانب المسابقة الرسمية عادة ما يشتمل حفل افتتاح مهرجان «كان»، وكذلك قسم «خارج المسابقة» على أفلام لافتة للأنظار مثيرة للجدل، ربما لضخامة إنتاجها، وربما لأسماء صناعها، وربما لموضوعاتها.
وهذا العام يفتتح المهرجان بفيلم يحمل كل هذه المواصفات معا، وهو فيلم «جريس أميرة موناكو» للمخرج الفرنسى أوليفييه داهان، صاحب الفيلم الشهير «الحياة الوردية»، الذى يتناول حياة المغنية الفرنسية الأسطورية إديث بياف، وكما يدل عنوان فيلمه الجديد يتناول داهان سيرة أسطورة فنية أخرى هى الممثلة جريس كيلى التى أصبحت أميرة موناكو بعد زواجها بالأمير ألبرت، قبل أن تلقى مصرعها فجأة فى حادث سيارة مأساوى فى بداية الستينيات.
الفيلم من بطولة النجمة الأمريكية نيكول كيدمان فى دور جريس كيلى، وهو من إنتاج شركة أمريكية بجانب مشاركات أخرى من بينها شركة هندية.
وكعادة أفلام السيرة أثار الفيلم، حتى قبل أن يعرض، زوابع كثيرة من بينها الخلاف الحاد بين مخرج الفيلم والمنتج الأمريكى هارفى واينشتين بعد اعتراض الأخير على الفيلم وقيامه بعمل مونتاج جديد له ليجعله أكثر خفة وجماهيرية، وهو ما أثار غضب المخرج أوليفييه داهان بشدة ورفضه لنسخة المنتج، علما بأن النسخة التى ستعرض فى ”كان” هى نسخة المخرج.
المشكلة الثانية التى أثارها الفيلم مع ورثة جريس كيلى، الذين اعترضوا على تصوير أمهم باستخفاف وسخرية، حسب قولهم، بعد أن شاهدوا «إعلان» الفيلم فقط!
المشكلة الثالثة سياسية حيث تبين أن نسخة الفيلم التى قدمت للعرض فى المهرجان تتعرض لخلاف سياسى حاد بين دولة فرنسا وإمارة موناكو حدث خلال الستينيات، عندما غضب الرئيس الفرنسى الراحل شارل ديجول من هروب عدد كبير من رجال الأعمال الفرنسيين إلى موناكو للتهرب من دفع الضرائب، مما جعله يهدد بضم الإمارة إلى فرنسا!
الشائعات تقول إن إدارة مهرجان «كان» أقنعت المخرج بتخفيف هذه المشاهد منعا للحرج.
بجانب المسابقة الرسمية التى تمنح فيها جوائز السعفة الذهبية يضم المهرجان أيضا قسمين رسميين آخرين هما «نظرة ما» الذى يضم عشرين فيلما من الأعمال الأولى والثانية للمخرجين، وقسم «سينفونداسيون» المخصص لأفلام الطلبة والأفلام القصيرة، وهو القسم الوحيد الذى يضم فيلما مصريا هو «ما حدث بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 573» للمخرج عمر الزهيرى، وهو مشروع تخرجه من معهد السينما.
بجانب المسابقات الرسمية هناك اثنان وعشرون فيلما روائيا وفيلمان وثائقيان من كلاسيكيات السينما العالمية، تعرض فى نسخ حديثة مرممة، من بينها «ثمانية ونصف» للإيطالى فيدريكو فللينى، والذى يحتفل به المهرجان بشكل خاص من خلال اختيار صورة الممثل مارسيلو ماستوريانى من الفيلم لملصق المهرجان. تضم كلاسيكيات السينما أفلاما شهيرة أخرى مثل «باريس تكساس» للألمانى فيم فيندرز، و«من أجل حفنة دولارات» للإيطالى سيرجيو ليونى، و«صدفة عمياء» للبولندى الفرنسى كريستوف كيسلوفسكى. الأسطورة الإيطالية الممثلة صوفيا لورين سوف تحل ضيفا على المهرجان بمناسبة عرض أحدث أعمالها، فهى لا تزال تعمل فى الثمانين من عمرها، وسوف يعرض المهرجان عددا من أعمالها القديمة ضمن قسم «كلاسيكيات كان».
الطريف أنه للمرة الأولى فى مهرجان «كان» فإن هذه الدورة «نظيفة» تماما من أى نسخة فيلم 35 مم، حيث تعرض كل الأفلام، بما فى ذلك كلاسيكيات السينما العالمية، بنظام DCP