رواياتي تتناول المسكوت عنه في المجتمع

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-
*أشرف مصطفى
كشفت الكاتبة حنان الشرشني لـ الراية عن استعدادها لإصدار روايتها الجديدة “أرجوك لا تحبني” لتشارك بها في النسخة المقبلة من معرض الدوحة الدولي للكتاب.
وأوضحت الشرشني أن أحداث القصة تدور في منحى واقعي أقرب للرومانسية وتناول أحداث قطرية بحتة بمناقشتها لقضية أزلية موجودة في مجتمعنا، حيث تواصل من خلالها انطلاقها بحرية في التناول، كما تبتعد بها عن السردية التي اتسمت بها روايتها الأولى أسرار فتاة قطرية، مشيرة إلى أنها بذلت مجهوداً كبيرة أثناء العمل عليها حتى تخرج في شكل ذي طبيعة مختلفة بما جعلها تتوقع أن تكون مفاجأة لقرائها.
وتقول حنان: على الرغم من الهجوم الذي شنه عليها البعض ممن رأوا بجرأة كتابتها إلا أنها قررت مواصلة الاهتمام بمناقشة قضايا جيلها ما دامت تحافظ على عادات وتقاليد مجتمعها، وأصرت على تقديم ما هو مسكوت عنه بسبب خجل البعض من طرحه، مؤكدة أن التغيرات السريعة التي مر بها المجتمع الخليجي، والقطري بشكل خاص جعل الكثيرين لا يستوعبون تلك النقلة، ليظلوا على تحفظهم القديم إزاء بعد العادات التي اختلفت مع التغيرات المجتمعية السريعة التي مرت بها منطقة الخليج، ورجحت أن يكون هذا هو السبب في التفاعل الشبابي مع كتابتها.
كما أشارت إلى أن الرواية كجنس أدبي هدفها التماس مع أدق قضايا المجتمع، مؤكدة أنها على الرغم من كونها تسعى لإرضاء جميع فئات المجتمع إلا أن الشباب هم هدفها الأول، خاصة بعد أن انصرفوا عن القراءة حينما لم يجدوا من يناقش مشكلاتهم، وعلى ذلك تسعى الكاتبة حنان الشرشني لتقديم توليفة ذات شكل مختلف يجذب القراء ويعيد – إلى من ابتعد عن القراءة – الكتاب من جديد، ولفتت إلى أن النجاح الذي لاقاه كتابها الأول “أسرار فتاة قطرية” هو ما حفزها لمواصلة مشوارها الأدبي.
وتقول الشرشني عن روايتها الأولى “أسرار فتاة قطرية”: إنها حاولت من خلال هذا الكتاب الذي لاقى أصداء واسعة نقل تجربتها لجمهور القراء كي يستفيدوا من المواقف التي تعرضت لها حتى تتضح لهم الصورة المبهمة للفتاة القطرية ولكن دون الإخلال بعاداتنا وتقاليدنا، مشيرة إلى أن ما ولد لديها بعض الوقت الشعور بالأسى أن البعض هاجم الكتاب ووصفه بما ليس فيه وهو ما كان دليلا إلى أنه قال ذلك دون أن يقرأه من الأساس، وأضافت أنها في ذات الوقت تلقت العديد من كلمات التشجيع التي دفعتها لممارسة الكتابة ومواصلة الطريق الذي طلما حلمت به.
وأشارت إلى أن الكتاب اعتمد على نمط جديد في مجال كتابة السير الذاتية أو اليوميات، حيث خرج عن الإطار التقليدي، ليقدم النصح في رسائل مغلفة بمجموعة القصص التي يحتويها ودون توجيه ذلك بطريقة مباشرة، ليحمل بين طياته العديد من العظات التي تقصد إفادة القراء بخلاصة تلك الحكايات أو بمعلومات عن البلدان التي زارتها وفي ذات الوقت تمتعهم بالمواقف التي حدثت لها أو للشخصيات التي يتضمنها الكتاب.
وبلا شك فإن المبدعة حنان الشرشني كانت قد نجحت قبل ذلك في التعبير عن الفتاة القطرية وأحاسيسها من خلال عملها “أسرار فتاة قطرية” الذي أرادت من خلاله أن تروي قصصا من الواقع ليحمل الكتاب مجموعة من النصائح العملية في غلاف أدبي روائي، كما أرادت أيضاً من خلاله إثبات جدارة المرأة القطرية في تحمل المصاعب والمشاكل فضلاً عن قدرتها على المكافحة للوصول لأمنياتها وأحلامها، واتبعت حيال ذلك طريقة البناء الدرامي الذي تعتمد عليها السينما بحيث يعيش القارئ جميع اللحظات شخصيًا.. بجميع التفصيل مع والوصف لأدق المناظر وأشكال الأشخاص والأماكن التي تجعل القارئ كأنما يشاهد فيلماً سينمائيا. وينقســـم كتــابها “أسرار فتاة قطرية” إلى 15 حكاية قامت خلالها بحكي قصص مرت بها وتحمل شخصيات حقيقية من صلب الواقع، فالكتاب يتحدث عن تجربة إنسانية من قطر، وتتشكل أمام القارئ شخصية المؤلفة الواضحة، فهي فتاة محافظة تستنكر بصوت عال ما لا يتوافق مع نمطها القيمي من ممارسات، وتخرج تعليقاتها في أحيان إلى مقاطع (وعظية) محملة بالنقاء والرؤية الفطرية البسيطة المغلفة بإطار الحكاية ذاتها ودون توجيه مباشر.