«روح مصر القديمة» بالإنكليزية لروبرت بوفال وأحمد عثمان

الجسرة الثقافية الالكترونية
«روح مصر القديمة» كتاب صدر في الولايات المتحدة عن دار «إنر تراديشن» وهو من تأليف روبرت بوفال (كاتب بريطاني ولد في الاسكندرية لأب بلجيكي)، وأحمد عثمان ( كاتب مصري يقيم في لندن).
والكتاب بحسب ما يقول الكاتبان في المقدمة «محاولة للعثور على روح مصر، وعلى رغم أن هذا البحث جعلنا نتجول في الزوايا والأزقة المظلمة لماضي مصر البعيد، فقد سمحنا لأنفسنا حرية كبيرة في التنقل بين الماضي والحاضر… كي نسمح لأنفسنا بالنظر في الأحداث التي وقعت في مصر، وكيف يمكنها أن تفسر الورطة التي جعلت مصر تفقد روحها… ما أردناه هو تفهم تاريخ مصر – ليس بعقولنا فحسب – بل بقلوبنا كذلك… وجدنا من الضروري استعراض تاريخ مصر الحديث بعمق كبير، خصوصاً فترة اعتناقها الإسلام… وما تبع هذا إلى يومنا الحالي. كان هذا ضرورياً ليس فقط حتى يفهم القراء الغربيون ماذا يحدث في مصر الآن، ولكن كذلك لأن روح مصر القديمة أصبحت سجينة في دوامة الأحداث. ونحن على قناعة بأننا سنعثر على روحها، ونأمل بأن تعود إلى مكانها الصحيح. لأن مصر كانت حقاً لها روح مقدسة وهبتها لها الآلهة، ولأن روح مصر أصبحت الآن هي روح العالم».
ويتحدث الكتاب عن مصر باعتبارها الأرض- الأم التي فيها وصلت البشرية إلى سن الرشد. ففي مصر ظهرت معظم فروع المعرفة البشرية ومظاهر الحضارة الحديثة، مثل اختراع الكتابة وبناء الأهرامات وعلوم الطب والتشريح والكيمياء والحساب والهندسة. ومع هذا فلم تتوقف الحضارة المصرية الفرعونية على المسائل المتعلقة بالتقدم العلمي والتكنولوجي، فعلى رغم وثنيتها حينذاك – حيث كان العالم كله وثنياً قبل رسالة الأنبياء موسى وعيسى ومحمد – كان المصريون هم أول من قالوا بوجود كيان روحي غير مرئي للإنسان، إلى جانب الكيان الجسدي. فهم كانوا يعتقدون بأن الروح التي رمزوا لها في شكل طائر، تغادر الجسد عند الوفاة وقد تعود في المستقبل لو تم الحفاظ على الجسد في حالة سليمة. لهذا قام المصريون منذ خمسة آلاف عام بتحنيط الميت ودفنه في مقبرة مُحكمة، ووضعوا تعاويذ من «كتاب الموتى» في المقبرة يقال إن لها قوة السحر، تحميه في رحلته في العالم السفلي.
وظهرت فكرة وحدانية الإله للمرة الأولى في مصر، على يد الملك أخناتون في أيام الأسرة الثامنة عشرة، منذ زهاء 3 آلاف و500 سنة. ذلك أن الأقوام البشرية الأولى كانت تجعل إلهاً لكل جماعة تعيش في قبيلة أو قرية. وعندما تم توحيد مجموعة من القبائل والمدن، صار معبود الجماعة المسيطرة على الحكم بمثابة إله للمجموعات كلها. ولما كانت مصر هي الأمة الوحيدة التي تم توحيدها في الأزمنة القديمة تحت سيطرة سلطة مركزية واحدة، أصبح هناك معبود مشترك يؤمن به جميع المصريين.
المصدر: الحياة