زايد نشأ في الصحراء وجعل المكان ينبض بالربيع

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-
شهد اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره في الشارقة الندوة المفتوحة التي دعا إليها الاتحاد لإحياء الذكرى العاشرة لرحيل المغفورله الشيخ زايدبن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والتي أدارتها الروائية الإماراتية أسماء الزرعوني وقدمت خلالها المستشارة الثقافية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة الكاتبة صالحة غابش مداخلة تحت عنوان: “زايد الإنسان والخبير” بهذه المناسبة .
قدمت الزرعوني للندوة بكلمة وجدانية مؤثرة، مؤكدة أنه رغم مرور عشر سنوات على رحيل المغفور له، إلا أن فكره لايزال بيننا، فهومن رسم لنا الخريطة، الخريطة التي نسيرعليها، حيث الحلم، والحكمة، والعمل، فهو من استطاع أن يقهر الصحراء، ويحولها إلى مساحات خضراء، بعد أن يئس من ذلك كبار خبراء الغرب، ثم استعرضت تضافر جهود حكام الإمارات، الذين صنعوا الاتحاد، تهجأنا أحرف اسمه، فهو الأب لكل إماراتي، كما أن آثار يده البيضاء لاتزال موجودة عربياً وإسلامياً وعالمياً .
وارتجلت -كذلك- الكاتبة غابش كلمتها الوجدانية -أيضاً- حيث تحدثت عن فكرة هذه الندوة التي طرحتها عليها الزرعوني، وهي تقام بشكل منظم، ضمن سلسلة فعاليات إحياء ذكرى المغفورله، إضافة إلى أن هذه الندوة نتاج التنسيق الذي تم مع المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وركزت خلال مداخلتها على دورالمغفور له في بناء حضارة مع أخوته الحكام، لتحقيق حالة الاستقرارالتي تتمتع بها الإمارات، وقالت: نحن هنا أمام شخصية استثنائية، أمام شخصية إماراتي حكيم، إماراتي خبير بشؤون الحياة وبناء الحضارة، ولهذا فإننا نجد الاهتمام ببلدنا عربياً وإسلامياً، حيث كانت “العين” أولى المحطات التي أكد من خلالها عبقرية القيادة، وها نحن نجد-الآن- الإمارات السبع قد نهضت على هذا النحو المشهود لدولتنا من قبل العالم كله .
وتحدثت غابش عن اهتمام زايد بالتعليم وبدور المرأة في المجتمع قائلة: صحيح أن المرأة الإماراتية كانت تتمتع بأهميتها في أسرتها ومجتمعها، ولكن المغفور له حصن دورها، وأسس الاتحاد النسائي، كما أنه اهتم بالتعليم بكل مراحله . وقالت: لايختلف اثنان على الحضارة الأصيلة التي بناها المغفور له، الشيخ زايد، ولذلك فإننا في الوطن، وفي الخارج نحس بالفخار والكبرياء لانتمائنا إلى الإمارات .
وقالت: نجاح زايد في العين كانت نتيجة خبرته، وهو الذي نشأ في الصحراء، فجعل هذا المكان ينبض بالربيع، وهكذا، فنحن نجد أن دولة الإمارات قد أصبحت جميعها نابضة بالخضرة والحيوية، ولهذا، فقد جاء اشتغالي في مجال قصة الأطفال، في كتاب “بابا زايد” لأسلط الضوء على طفولته، وقيمه .
وداخل الشاعر إبراهيم الهاشمي قائلاً: إنه حكيم العين، حكيم الإمارات، فهو من أبدع فكرة إصلاح الأفلاج، وذلك من خلال حدسه العميق ومعرفته أن الزراعة هي الطريق إلى الاستقرار، لذلك فقد بنى البيوت، ليتم الاستقرار المدني، كمقدمة لخلق الحضارة التي أنشدها، وخطط لها، وحققها، لأن الاستقرار المدني ينتج المعرفة، وينتج العلم، وقد عني المغفور له بالتعليم، وأتذكر أنه كان يمر على البيوت، مؤكداً أنه جزء من هؤلاء جميعاً، يسأل أصحابها عما يحتاجون إليه، وعلق قائلاً: أجل، هذا هو الحاكم، الذي يؤكد أنه الأقرب لمواطنه، وبلده، وأهله .
وأشارت الروائية فتحية النمر إلى أن استمرار الاتحاد، وتحقيقه المنجزات الواحد منها تلو الآخر دليل حكمة هذا القائد الحقيقي الذي تعيش أفكاره بيننا، ونسير على هديها . كما تحدثت ساجدة الموسوي عن دماثة خلق المغفورله وبعد نظره وأنه من القلة الذين يحققون صفة “القائد التاريخي”، وهو إن عددنا مئة قائد فهو بينهم .
وقال د . شاكر مطلق: كنت في فرنسا بغرض إجراء ريبورتاج عن الإمارات، وكانت المفاجأة أنهم يعرفون الكثير عن الإمارات والمغفور له الشيخ زايد، وبرأيي لأنه كان شاعراً وصقاراً، فقد كانت له رؤية شعرية في بناء بلده، إلى جانب دوره كفارس لأن الصقار هو فارس، ولهذا فإن عبقرية شخصيته ليست مفاجأة . أشار عبدو شكبور من- الهند إلى أهمية المغفور له الشيخ زايد، وقال إن الهنود يحبونه، وقد كانت له نظرة عالمية، وأشار فاروق عثمان-العراق كيف أنه كان يقول للعمال العراقيين الذين كانوا يعملون في “العين” أنه سيحول “العين” إلى “بغداد” أخرى . وارتجل المستعرب الهندي صابرنواس وهو يحمل دكتوراه ويعد رسالة حول الرواية الإماراتية قصيدة مؤثرة وباللغة العربية عن المغفورله، الشيخ زايد، قرأها على الحضور .