“زبرة” يبرز هويتنا القطريه بمنظور تراثي

الجسرة الثقافية الالكترونية

*أشرف مصطفى

المصدر: الراية

 

كشف فنانو معرض زبرة الذي يستعد لتقديم أعماله للجمهور مساء اليوم في جاليري (2) بمبنى 19 في كتارا، عن أنهم سيقدمون من خلاله واقعاً ملموساً عاشه الأجداد، موضحين في تصريحات خاصة لـ الراية  إنهم استغرقوا في إنجاز أعمال هذا المعرض منذ عام كامل حيث يشارك في إعداده 6 فنانين قطريين وهم حيية المهندي، شعاع الغانم، عبد الله علي المناعي، فاطمة رشيد العبدالله، مريم الخواجة، دانة الخلف، علماً بأن هذا المعرض أخذت فكرته في التطور حتى وصلت الأعمال التي ستقدم من خلاله إلى ما كان يصبو إليه الفنانون في 24 لقطة فوتوغرافية تمزج ما بين تقنية الأبيض والأسود والألوان التي يبرز فيها لون الذهب، وقد تناولت جوانب متنوعة متعلقة في الزينة التراثية، فهناك مجموعة صور تناولت تجهيزات الأطفال للحيّة بية وكذلك تجهيز ذهب العيد، كما تناول المعرض في جزء آخر تجهيزات العروس ليلة الحنة إضافة إلى جوانب أخرى جميعها من التراث.

 

 

 

الرجوع للذكريات

 

من جانبه أكد المصور عبدالله المناعي أن المعرض سيتضمن العديد من وسائل الجذب لافتاً إلى أن الاسم بحد ذاته يثير الفضول عند الكثيرين ولو أنهم يعرفون معناه (زبره) وأضاف: حاولنا تقديم موروثنا بطريقة فنية جديدة لم يتطرق لها أحد من قبل .. خصوصا أنه العمل الجماعي الفني الأول في قطر الذي يتم بهذا الأسلوب، مضيفاً من الآن أحن لأيام العمل الجماعي الذي كنا نقوم به. وعن الدور الذي تقوم به مثل هذه المعارض المعتمدة على التراث، قال: الاسم علق في ذهن الكثير من الأجانب وسيستفزهم للبحث عن معناه وهنا يكمن مغزى الاسم فنحن ننقل لهم ثقافتنا بطريقة يتشوقون فيها لمعرفة المزيد عنا. وتحدث المناعي عن كواليس العمل مؤكداً أنه قد واجهتهم الكثير من المتاعب والمعوقات ولكن إدارة كتارا سهلت عليهم الكثير، ووفرت لهم كل ما يحتاجونه، وأضاف إن المعوقات الوحيدة التي استغرقت منهم الكثير هي الموديلز من أجل التصوير، حيث تضمنت اللقطات العديد من الشخصيات فمن رجل كبير بالسن إلى المرأة إلى البنت والرجل فكنا ندقق في تفاصيل أياديهم وتجاعيدهم ونرفض هذا ونقبل بذاك إلى أن توصلنا لأسرة قطرية قريبة لما تخيلناه، وأكد أن شخصية الرجل “الشيبه” وتفاصيلها هي أكثر ما جذبته خلال استغراقه في إنجاز هذا العمل مع زملائه. وعن أكثر الأعمال المشاركة التي يعتقد أنها ستجذب الحضور، قال كل شخص يرى العمل الفني بمنظور مختلف لذلك كل عمل يحمل لحظة فالأمهات ستؤثر فيهن كثيرا صورة بخور المعرس لأنها لحظة مؤثرة لها أما البنات فسيتأثرن بصورة خصايل الشعر لأنها أيام يحنون لها فلكل شخص طرحنا لحظه تهمه ويحن لها، ووجه المناعي في ختام حديثه دعوة للقراء لزيارة المعرض، قائلاً إذا كنت تحن لتلك الأيام الذهبية فهذا المعرض سيجعلك تبحر إليها لتعيش تلك اللحظات مرة أخرى فلا تفوت فرصة التجول في دروب الذكريات.

 

 

 

استرجاع اللحظات

 

وأوضحت الفنانة حيية المهندي إحدى المشاركات ومنسقة المعرض أن “زبرة” يضم 24 لقطة فوتوغرافية تمزج ما بين تقنية الأبيض والأسود والألوان التي يبرز فيها لون الذهب، وقد تناولت جوانب متنوعة متعلقة في الزينة التراثية، فهناك مجموعة صور تناولت تجهيزات الأطفال للحيّة بية وكذلك تجهيز ذهب العيد، كما تناول المعرض في جزء آخر تجهيزات العروس ليلة الحنة إضافة إلى جوانب أخرى. وأكدت أن الفنانين في “زبرة” تطرقوا وركزوا على الذهب واجتهدوا في إبراز هويتنا القطرية بمنظور تراثي وقالت: ركزنا على جميع شرائح المجتمع أطفال نساء رجال وشيوخ في مختلف المناسبات الحية بين ليلة العيد والعرس، مضيفة: الجميل بأننا ٦ مصورين قطريين عملنا واجتهدنا كشخص واحد وهو الذي سيجعل المعرض مميزا، وعن عشقها لفن التصوير قالت: هذا الفن يتيح لي توثيق أجمل اللحظات ولكن في هذا المعرض قررنا استرجاع لحظات ثمينة باقية في الذاكرة نعتز بها، مشيرة إلى أن التصوير ليس مجرد هواية بالنسبة لها ولكنه جزء مهم من حياتها، وختمت حديثها مؤكدة أن هناك دورا مهما تقوم به مثل تلك المعارض التي تبحث في التراث، منوهة إلى أن هذا المعرض هو بمثابة إيصال هويتنا القطرية للجميع الصغار والكبار والأجانب، ولنعرفهم بمعنى زَبره وهي الزينة تلك الكلمة النابعة من تراثنا الأصيل.

 

 

 

التراث القطري

 

إلى ذلك أكدت الفنانة شعاع الغانم أن أهم وسائل الجذب التي اعتمدوا عليها كانت نقل زبرة أجدادنا وموروثهم من الذهب القديم بصورة جذابة وملفتة لتشويق الجميع، مؤكدة أنها تنوي الاستمرار في هذا النوع من العمل على التراث قائلة: التراث القطري يستحق منا عمل المزيد، كما أن الدعم الذي لقوه من جانب كتارا يلزمهم بأن يبدعوا أكثر، وقالت: حاولنا في معرض “زَبْرَه” تناول كل ماهو قديم في المجتمع، وتنوعت الصور لتتناول مناسبات مختلفة منها ما يختص بالأطفال ومنها ما يختص بالعروس وتجهيزاتها وأوقات سعيدة أخرى، ولجأنا في ذلك إلى مجموعة من الأشخاص قاموا بتمثيل تلك اللحظات القديمة بعد أن ارتدوا الثياب التي حددناها لهم، وأحاطتهم جميع الإكسسوارات التي تعود بنا إلى الماضي.

 

 

 

كواليس العمل

 

الفنانة مريم الخواجا تحدثت عن كواليس العمل في المعرض، مؤكدة أن روح التعاون كان أكثر ما ميز جميع أعضاء الفريق، ولفتت إلى أن الأعمال التي تسلط الضوء على العروس ستمثل أكبر جاذب للحضور، ووجهت الدعوة للجمهور من اجل حضور المعرض قائلة: معرض زبره هو انعكاس ومحكات للماضي بطريقة متفردة، فمع كل صورة تجد حنينا وقصة فرح جميلة تعود بك لزمن غاية في البساطة والروعة، وقالت إن الفكرة جاءت من البحث المتواصل عن موضوع متميز ومختلف عن المعارض التي قدمت سابقًا فجاء موضوع الحلي والزينة التراثية التي تمثل جزءا من ثقافتنا المحليّة، وتبرز هويتنا، وأضافت: على مدى سنة كاملة وبعد اجتماعات متتالية مع مجموعة من المصورين القطريين المتميزين توصلنا إلى معرضنا، الذي أعتبره عملاً جماعيا بامتياز.

 

يشار إلى أن “زبرة” تعني في اللهجة المحلية الكشخة أو الزينة، حيث إنها تعد اللحظة الأثمن من حياة المرء، والتي يستعد خلالها للمناسبات الخاصة، لذلك فإن الكلمة تنبع من تراث حقيقي، يبرز الهوية، ولعله الوقت الممتد منذ اتخاذ المرء لأبهج حلته وحتى بقائها حية في ذاكرته، فهو مُصطلحٌ محلي يطلقه أهلنا على الزينة حين تُتَّخَذُ للمناسبات، كلمةٌ تنبع من تراثنا الأصيل، وجمال هويتنا الخالدة، لوصف حالة شخصية.. زمانية.. مكانية.. أقصى ما يقال عنهَا أنَّها الزَبْرَة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى