سلامة موسى.. عميل حضاري للغرب

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

 

جهاد فاضل 

 

في النصف الأول من القرن العشرين شهدت مصر، كما شهد الفكر العربي بوجه عام، معارك طاحنة بين اتجاهات فكرية وثقافية متباينة ومتناقضة. وكانت القاهرة هي العاصمة العربية الأولى التي دارت فيها هذه المعارك، إذ كانت، رغم خضوعها للاستعمار البريطاني، العاصمة الثقافية الأساسية للعرب، وكانت منابرها الصحفية هي المنابر التي كتب فيها مفكرون مصريون، وشوام، ومغاربة، بحثوا جميعا عن هوية مشتركة، أو تناقشوا حول سبل التقدم والتحديث كان في عداد هؤلاء المفكرين إسلاميون كما كان فيهم علمانيون، وكان في عدادهم من دعا إلى اعتماد العامية لغة لمصر أو لسواها من بلاد العرب، مكان اللغة العربية كما كان في عدادهم من دعا إلى “الفرعونية” أو “الفينيقية” وإلى سواهما من النعرات والنزعات القومية والجهوية، في حين دعا آخرون إلى العروبية أو إلى الإسلامية أو إلى سواهما من الهويات.

 

كان كل منهم يغنّي على ليله أو على ليلاه. وكان ذلك زمن المشاريع التي تهافت مع الوقت قسم كبير منها أو التي بقي منها قسم آخر، تطور ونما. وكان من بين من خاضوا تلك المعارك على صفحات “المقتطف” أو “الهلال” أو على صفحات منابر صحفية أخرى، وكذلك بواسطة الكتب مفكر مصري بارز، قبطي الأصل، متطلع بقوة إلى الغرب، داع إلى الاندماج فيه اندماجا تاما، اسمه سلامة موسى.

 

صفحة سلامة موسى في الفكر العربي الحديث، صفحة خلافية وقد لا نخطئ إذا زعمنا أن أكثر اجتهادات صاحب هذه الصفحة قد تهافتت ولم يؤخذ يوما بها، أو بأكثرها على الأقل، لأنها كانت نوعا من طلب “لجوء فكري وروحي” إلى الغرب، وانعتاق من المقومات الجوهرية، والمثل العليا التي تقوم عليها مصر والأمة العربية. كانت “وصفة” سلامة موسى للنهوض الوطني والقومي وصفة غير طبية وغير علمية وغير واقعية وقد أثبت الزمن عدم صحتها. ولكن زمن سلامة موسى كان غير زمننا الراهن كان الإنجليز يحكمون مصر، وكان مناخ مصر يومها مناخا كوسموبوليتيا خالصا وقد تغير هذا المناخ لاحقا، ومرّت مياه كثيرة في النيل وفي سواه من الأنهار العربية، ليتحول سلامة موسى (وآخرون سواه بالطبع) إلى مجرد مجتهد اجتهد وأخطأ. وفي تراثنا أن المجتهد المخطئ لا يضيع أجره.

 

الباحث المصري الكبير الدكتور محمد عمارة في كتابه الذي نعرض له حول سلامة موسى يتساءل في عنوانه عما إذا كان سلامة موسى عبارة عن “اجتهاد خاطئ” أم “عمالة حضارية” والفصل في هذه النقطة الدقيقة يحتاج أولاً إلى عرض لأفكار الرجل قبل الحكم عليه. وعلى هذه القاعدة تسير المحاكم عادة ومع أن محمد عمارة لا يكتفي في كتابه بعرض أفكار الرجل، بل يعلق عليها أو يدينها على الأصح، وينتهي إلى اعتبار “المتهم” عميلا حضاريا للغرب لا مجرد مجتهد اجتهد فأخطأ، فإننا سنتولّى عرض ما أمكن من كتاب الباحث المصري الكبير الذي يقدم فكرة واضحة عن المناخ الفكري الخصب الذي عرفته مصر، وعرفه العرب معها، في تلك الفترة والذي تراجع مع الأسف في وقتنا الراهن بدلاً من أن يتطور ويتقدم . ولاشك أن الاستبداد الذي عرفته أقطار عربية كثيرة كان وراء عدم تقدمه وتطوره.

 

يتهم محمد عمارة سلامة موسى بما يسميه “الخداع الفكري”، ذلك أن سلامة موسى يورد فيما كتبه في مظان شتى مما كتب، كلمات حادة حول حقيقة انتماء مصر ثقافيا وحضاريا فقد ادعى بأننا “فرنجة” وعلينا أن ننبذ كل ما هو شرقي ونندمج في كل ما هو أوروبي. ولكنه لم ينجح أثناء عرض مذهبه في أن يخفي مراده من مصطلح “الشرق” الذي يدعو إلى نبذه فالشرق الذي صبّ جام غضبه عليه كان “عربيا إسلاميا” ولم يتوجه نقده إلى شيء من “شرق” الصين واليابان!

 

لم يكن لسلامة موسى من مقومات الانتماء للذات الثقافية العربية الإسلامية ما كان لطه حسين لذلك اختلف مستوى التعبير لدى كل منهما عن هذه “المقومات” فطه يحترمها مع الادعاء بأنها إغريقية الجذور والمستقبل، بينما سلامة موسى يحتقرها ويدعو إلى التخلص منها واستبدال الثقافة والمكونات الحضارية الأوروبية بها. فسلامة موسى يقول:

 

“كلما ازددت خبرة وتجربة وثقافة توضحت أمامي أغراضي، فهي تتلخص في أنه يجب علينا أن نخرج من آسيا وأن نلتحق بأوروبا. فإنني كلما ازددت معرفة بالشرق، زادت كراهيتي له وشعوري بأنه غريب عني. وكلما زادت معرفتي بأوروبا، زاد حبي لها وتعلقي بها، وزاد شعوري بأنها مني وأنني منها . فأنا أزاول حرفة الأدب لكي أدأب في وعظ أمتي بوجوب كفها عن ممارسة العادات التي اكتسبتها من آسيا، وبوجوب اصطناعها عادات أوروبا. وأريد من التعليم أن يكون تعليما أوروبيا لاسلطان للدين عليه، ولا دخول له فيه وأريد من الحكومة أن تكون ديمقراطية برلمانية، كما هي في أوروبا، وأن يعاقب كل من يحاول أن يجعلها مثل حكومة هارون الرشيد أو المأمون، أو ثيوقراطية دينية وأريد من الأدب أن يكون أدبا أوروبيا أبطاله فتيان مصر وفتياتها، لا رجال الدولة العباسية ولا رجال الفتوحات العربية ثم أريد أن تكون ثقافتنا أوروبية. أما الثقافة الشرقية فيجب أن نعرفها لكي نتجنبها” .

 

واضح أن سلامة موسى “متأورب” أو “متمغرب” يدعو إلى الخروج من آسيا والالتحاق بأوروبا. وبديهي أنه لم يكن داعية هجرة من جغرافية المكان فآسيا هنا مصطلح ثقافي وحضاري معناه: الإسلام وثقافته.

 

والشرق الذي يدعو سلامة موسى إلى استبدال أوروبا به والذي عدّد مثالبة فلا شك أنه “الشرق العربي الإسلامي” وليس الشرق الأقصى الياباني أو الصيني .. والدين الذي يدعو إلى إخراجه من التعليم ليس البوذية أو الزرادشتية وإنما الإسلام، والحكومة التي يرفضها هي التي تحتكم إلى الشريعة الإسلامية، والأدب الذي يريده هو أدب العامية المصرية لا أدب العربية الفصحى.

 

وقد دعا سلامة موسى إلى هجرة الثقافة العربية وتحويلها إلى المتاحف تدرسها قلة من علماء الحفريات كما يدرسون آثار بابل وآشور : “إن الاعتقاد بأننا شرقيون بات عندنا كالمرض ولهذا المرض مضاعفات فنحن لا نكره الغربيين فقط، بل يقوم بذهننا بأنه يجب أن نكون على ولاء للثقافة العربية، فندرس كتب العرب ونحفظ عباراتهم عن ظهر قلب كما يفعل أدباؤنا المساكين أمثال المازني والرافعي، وندرس ابن الرومي ونبحث عن أصل المتنبي، وعن علي ومعاوية ونفاضل بينهما، ونتعصب للجاحظ، ونحاول أن نثبت أن العرب عرفوا الفنون.. وكل ذلك إنما يدفعه إلى أنفسنا كراهتنا للغرب، وأنفتنا من جهة، واعتقادنا أننا شرقيون من جهة أخرى” .

 

ورغم أن سلامة موسى عايش شعر أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وعباس العقاد وأحمد محرم وجيلا كاملا من فحول الشعر العربي الذين جمعوا في الشعر بين الأصالة والمعاصرة، إلا أنه يزعم أن شعرنا المعاصر لا يزال جامدا عند صورته الجاهلية، بل ويعمم الاتهام على مجمل الأدب العربي المعاصر فيقول: “إن نزعة الجمود- أي ما للقديم من حرمة- منعت هؤلاء الأدباء من استنان أي سنة جديدة في عالم الأدب، ولذلك بقي الشعر في أيام الدول الإسلامية المتقدمة والمتأخرة كما كان أيام الجاهلية” .

 

والعربية عنده “لغة بدوية لا تكاد تكفل الأداء، إذا تعرضت لحالة مدنية راقية كتلك التي نعيش بين ظهرانيها الآن . ها أنذا في غرفة لا أعرف كيف أصف أثاثها بالعربية، ولكنني أستطيع إجادة وصفها بالإنجليزية” .

 

ولأنه يسير على مذاهب المهندس الإنجليزي وليم ولكوكس (١٨٥٢-١٩٣٢) الذي دعا المصريين إلى إحلال العامية محل الفصحي، والذي ترجم الإنجيل إلى العامية لينافس بترجمته هذه ترجمته إلى الفصحى، فلقد كان نصيب الفصحي من هجوم سلامة موسى نصيب الأسد من الفريسة، فهو يتهمها بأنها “لغة ميته”، ليس الآن فقط بل وحتى في عصر نزول القرآن، فهو يقول:

 

“إن الفصحى في اعتقادي كانت لغة الكتابة فقط، أي لغة ميتة حتى في زمن نزول القرآن ولكن تعليم العربية في مصر لا يزال في أيدي الشيوخ الذين ينقعون أدمغتهم نقعا في الثقافة العربية، أي في ثقافة القرون المظلمة، فلا رجاء لنا بإصلاح التعليم حتى نمنع هؤلاء الشيوخ منه ونسلمه للأفندية الذين ساروا شوطا بعيداً في الثقافة الحديثة، ونحن إنما ننزع للغة العربية القديمة، لما تأصل في أذهاننا من ذلك الغرض السخيف، وهو أننا شرقيون يجب علينا أن نحافظ على كرامة العرب وندافع عن تاريخهم. وهذا الاعتقاد في شرقيتنا يجرّ علينا عددا من الكوارث قد لا يكون الولاء للغة أهونها” !.

 

وبعد أن ادعى عجزه عن أن يصف بالعربية أثاث غرفته، اتهمها بالعجز لأنه عاجز عن الترجمة بها عن اللغات الأخرى. قال:

 

“إننا للآن نرطن اللغة الفصحى رطانه، ولم تشربها بعد نفوسنا، ولا أمل في أن نشربها لأنها غريبة عن مزاجنا وقد عانيت الترجمة إلى الفصحى عدة سنوات فما رضيت مرة عن نفسي وارتضيت الترجمة فإنما نحن نؤلف ونعتقد أو ندعى أننا نترجم، وذلك لأن هذه اللغة الفصحى هي لغة بدوية، والثقافة هي بنت الحضارة وليست بنت البداوة . فلهذا يشق علينا جدا أن نضع معاني الثقافة في هذه اللغة سواء بالترجمة أو بالتأليف” .

 

لم يسأل سلامة موسى نفسه: كيف ترجمت حضارات الدنيا إلى العربية: من الفرس إلى الهند إلى اليونان إلى الحضارة الأوروبية الحديثة بل إنه لم ينتبه في غمرة كراهيته للغة العربية إلى أنه قد كذبّ نفسه بنفسه، وذلك عندما اعترف بأن العربية قد مثلت لغة العلم والروح العلمية التي تميزت بها الحضارة العربية، والتي تتلمذ فيها الغرب على الإسلام والعربية حتى إن علماء أوروبا الذين أخذوا العلم والمنهج التجريبي أي المصدر الثالث من مصادر الثقافة الأوروبية- بتعبير سلامة موسى- إن هؤلاء العلماء الأوروبيين المجددين الذين صنعوا النهضة الأوروبية، إنما “كانوا يهتّمون بالإسلام وبمعرفة اللغة العربية” !.

 

يعترف سلامة موسى بهذه الحقيقة الشاهدة على مجد العربية وعظمتها وإمكاناتها فيكذب نفسه بنفسه عندما يقول: “أما الأصل الثالث للثقافة الأوروبية، فهو الروح العلمية التي ظهرت في الأندلس على أيدي العرب . فقد انغمس الإغريق في النظريات الفلسفية، وانتقلت هذه العدوى إلى العرب ولكنها لم تغمرهم، فإنهم أخذوا في العمليات، أي في التجربة، وكان للتجربة عندهم شأن كبير، وبخاصة عندما أخذوا في محاولة إيجاد الذهب من الزئبق، فدرسوا أشياء هي في الواقع أصل النزعة العلمية الحديثة التي تتسم بالتجربة . ومما هو ذو دلالة في النهضة الأوروبية أن المجددين من أمثال روجر بيكون كانوا يهتمون بالإسلام وبمعرفة اللغة العربية” !

 

ولكن سلامة موسى ينسى هذه الحقائق، ويتناسى دلالتها على قدرة العربية الفصحى على التواصل والتفاعل مع اللغات والحضارات، ويمضي ليصبّ عليها جام الغضب كيف لا والرجل داعية انسلاخ عن الشرق والعرب والإسلام، بينما العربية رباط بين مصر والشرق والعرب والإسلام . فهو -وبتعبيره- “ينقم” عليها أنها تجمع مصر بهذا الإطار الحضاري الأوسع الذي يريد أن يحطمه ويلغيه، فيقول : “ومما يمكن أن ينقم على اللغة الفصحى أيضا، أنها تبعثر وطنيتنا المصرية أيضا، وتجعلها شائعة في القومية العربية. فالمتعمق في اللغة الفصحى يشرب روح العرب، ويعجب بأبطال بغداد القدماء. فنظره متجه أبدا نحو الشرق وثقافته كلها عربية شرقية.

 

مع أننا في كثير من الأحيان نحتاج إلى الاتجاه نحو الغرب والثقافة تقرر الذوق والنزعة، وليس من مصلحة الأمة المصرية أن ينزع شبابها نحو “الشرق” !

 

غاية سلامة موسى كما يتبين من الفقرات التي نقلناها له آنفا، واضحة كل الوضوح : هو يريد عزل مصر عن جسمها العربي ليسهل تحقيق حلم سلفه القديم “المعلم يعقوب اللعين” في إلحاقها بالغرب الأوروبي.

 

والعربية تمثل عقبة أمام العزل والانسلاخ، وأمام الضّم والإلحاق كليهما فلذلك استحقت منه النقمة التي وجدناها في نصوصه.

 

أما البديل الذي رشحه سلامة موسى ليحل محل العربية فهو العامية المصرية. ولقد اجتهد حتى أجهد الحقيقة، فزعم أن لا علاقة لهذه العامية المصرية بالعربية الفصحى. وجاء بكلام مضحك زعم فيه أن هذه العامية هي لغة الهكسوس القدماء.

 

والمرء يعجب من رفض الرجل للعربية لأنها آسيوية قديمة في ذات الوقت الذي يدعو فيه إلى لغة الهكسوس، وهم رعاة آسيويون غزوا مصر، ولغتهم أقدم من العربية في مصر! ولكن العجب يزول عندما نعلم أن العربية جامع لمصر بالعرب والشرق والإسلام، وفي ذلك عقبات أمام رسالة سلامة موسى في سلخ مصر عن محيطها وتراثها لإلحاقها بالغرب الأوروبي.

 

ولذلك فهو يفضل لغة الهكسوس الذي غزوا مصر قبل الميلاد بثمانية عشر قرنا على العربية التي جاءت إلى مصر مع الفتح الذي حررها من الاضطهاد الذي يؤرخ به أقباطها حتى الآن.

 

ولذلك فقد تجاهل تلك الحقيقة اللغوية التي أكدت وتؤكد أن العامية المصرية هي لهجة عربية وليست هكسوسية وهي حقيقة وضعت فيها كتب ودراسات بل إن قاموسا خاصا أحصى كلماتها وعاد بها جميعها إلى “القاموس المحيط” للفيزوزبادي!

 

يتجاهل سلامة موسى هذه الحقيقة اللغوية عن عروبة العامية المصرية ويسير خلف المهندس الإنجليزي السير وليم ولكوكس الذي نعرف من سلامة موسى أنه كان مهتما بتنصير المصريين أيضا حتى لقد ترجم الإنجيل إلى العامية المصرية، والذي تزعم الدعوة إلى استبدال مصر العامية بالفصحى، فكتب سلامة موسى عن “الداعية” و “الدعوة” : “إن السير وليم ولكوكس هو أحد أولئك الأجانب القلائل الذين تقرّ مصر بفضلهم وولائهم، وهموم السير ولكوكس مصرية أكثر مما هي إنجليزية، فهو يقيم في مصر ويفكر في صالح مصر لأن مصر هي وطنه الثاني” !

 

ويبدو أن ولكوكس وسلامة موسى كانا يريدان لمصر ما أراده “ليوتي” للبربر في شمال أفريقيا، أي التطور خارج إطار الإسلام وهجر العربية، لغة القرآن التي تتعلم فيه، إلى العامية، للعبور منها إلى الإنجليزية . وإلا فماذا تعني كلمات سلامة موسى عن تراث العربية: “إنه تراث لغوي يحمل عقيدة اجتماعية يجب أن نحاربها! فالعربية ليست لغة الديمقراطية والأوتوموبيل والتليفون، بل لغة القرآن وتقاليد العرب” .

 

ولم تخف صراحة سلامة موسى أن الأب الشرعي لدعوته “هجران الشرق والالتحاق بالغرب” هو بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر. فهو – بعبارة سلامة موسى “الذي شرع يغرس فينا الحضارة الأوروبية ويزيل عنا كابوس الشرق” . فرسالة سلامة موسى، استنادا إلى ذلك هي غصن من غراس نابليون.

 

الطريف أن سلامة موسى، على كراهيته لآسيا وللدم الآسيوي، رأى في دماء الجواري الشركسيات مصدرا لتحسين شكل المصريين حتى تقرب بشرتهم من البشرة الأوروبية، ولم ير فيهن – كما رأى في الأزهر والأوقاف والثقافة الإسلامية- عقبات أمام التفرنج الذي زرعه نابليون والإنجليز.

 

هكذا تكلم سلامة موسى، وعلى هذا النحو الصريح صاغ مذهبه في العمالة الحضارية التي مارسها ومازال يمارسها، وإلى اليوم سواه، ولكن بأساليب من المداراة والتمويه غير الأساليب التي توسلها سلامة موسى.      

 

 

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى