سميح محسن: دور المثقف العربي لم يرتق إلى مستوى العدوان على غزة

إبراهيم خليل الجيدة
Latest posts by إبراهيم خليل الجيدة (see all)

الجسرة الثقافية الالكترونية – الدستور

للمرة الاولى يختلف المثقفون العرب حول فلسطين، هذا ما قاله الشاعر سميح محسن عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين في سياق قراءته لموقف المثقفين العرب من العدوان الصهيوني الغاشم على أهلنا في غزة، مضيفا في حديثه أنه «أمام شلال الدم المتدفق من أجسادِ الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، وأمام حجم الدّمار الذي تعمّدت آلة الحرب الهمجية الإسرائيلية فعله في أحياء سكنية عديدة، وجد المثّقف نفسه في لحظة ما عاجزاً عن الكلام، إذ اعتقدَ أن الصورة لم تُبقِ له شيئا لقوله. هنا بالطبع أتحدث عن المثقف المنحاز لفعل المقاومة، وليس ذلك (المثقف) الذي وجد نفسه واقفاً في خندق المعتدي، ممتدحاً إجرامه الدموي والوحشي ضد أبناء شعبنا في القطاع».

وقال الشاعر محسن إنه بعد مضي عدة أيام على العدوان الدموي الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في القطاع بدأت أقرأ بعض النصوص، وبخاصة الشعرية، التي تتحدث عن المأساة الفلسطينية الجديدة، إلا أنّ المواطن الفلسطيني، وبخاصة في القطاع، لم يلمس وقفة ترتقي إلى حجم المأساة التي يعيشها الفلسطينيون هناك من قبل المثقف العربي. 
في السابق، كان المثقفون العرب يختلفون على أيّ شيء، إلا على فلسطين وقضيتها، أما اليوم، وأعتقد أنه للمرة الأولى يحدث ما حدث، أن يختلف المثقفون العرب على فلسطين، وأن ينحاز بعضهم لوجهة نظر العدو، وكأنّه يريد أن يصفي حسابات مع تيار سياسي محدد، لافتا النظر إلى أن ما يحدث في غزة هو جريمة إبادة يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وليس حزبا سياسيا.
وأضاف محسن: لقد سطّرت المقاومة الفلسطينية صفحات مجيدة في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي، واستطاع المقاتلون أن يجترعوا الأساطير التي تفوق قدرة البشر على الشجاعة والاستبسال والفداء والتضحية. كما أن الشعب الفلسطيني هناك احتضن المقاومة رغم سقوط عدد كبير من الضحايا، ورغم الدمار الذي لحق بمنازلهم وممتلكاتهم، وأصبح عشرات الآلاف منهم يهيمون على وجوههم بالعراء، وبانتظار موتهم.
وحول دور المثقف العربي، وهل ارتقى  إلى مستوى هذه المأساة والبطولة معا؟ قال الشاعر محسن: للأسف لا، المطلوب من المثقف العربي أن يعلن موقفا واضحا في الانحياز للمقاومة الفلسطينية، وأن يتلمس حجم المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون في القطاع، وأن يبذل المثقفون العرب قصارى جهدهم من أجل العمل على تحشيد التجمعات الثقافية العالمية من أجل تعرية الاحتلال، وسحب الشرعية عنه.
وعلى صعيد آخر دعا الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين في بيان له التشكيليين الفلسطينيين والعرب كل في موقعه في فلسطين التاريخية والشتات للمبادرة بعمل معارض ميدانية للفن التشكيلي تصور حرب الإبادة التي تشن على غزة الصامدة من قبل العدو الصهيوني، وتؤكد الفن الملتزم. وقال الاتحاد في بيانه إن المقاتل يقاتل بسلاحه والشاعر بقصيدته والفنان بريشته وغنائه الثوري، كلنا شركاء في معركة الصمود والمواجهة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى