سميّة جميلي: «مسرحة الشعر خروج من العاديّ»

الجسرة الثقافية الالكترونية
*علي عاشور
تتصاعد الأحداث في العالم العربي، وتتغيّر أفكار ومفاهيم ورؤى. الشعر ليس بعيداً عن كل هذه التغييرات. على الرغم من أن البحرين جزء لا يتجزأ منذ حراك العام 2011 حتى الآن، إلا أن الشاعرة سميّة جميلي (مواليد البحرين، 1994)، الطالبة في كليّة الحقوق، تُقرّر الهروب من خلال حبها وجراحها بعيداً عن كلّ ما يحدث، وذلك في مجموعتها الشعرية الأولى «أكملوا عنّي هذا المشهد» (دار «مسعى للنشر والتوزيع»).
] على الرغم من تصاعد الأحداث في العالم العربي والانفجار المعلوماتي العالمي، اتّخذت مجموعتك الأولى طابعاً رومانسياً إن صحّ التعبير. هل هي محاولة هروب من الأحداث؟ أم طرح تجربة الحب بعيداً عما يحدث؟
ـ كما لو كنتُ أشحذ «مكانًا آمنًا للحُب»، لو أني اخترت أن يأخذ هذا الحب شكله كاملًا، فيهرب طرح التجربة بعيداً عما يحدث. هذا تحديداً ما سعيتُ إليه، وهو تحديداً ما تحتاجه محاولات الحب المُرهَقة: متنَفَّس/ زاوية مضاءة/ حافّة تطلّ على ما يحدث في هذا العالم وكاتمٍ للصّوت. كيف ينجو حبّ ما حين يستجيب لما حوله من مشتتات وفوضى؟
] هل نستطيع القول هنا إنك تصبين تركيزك على الجمالي؟ ماذا عن قلقك الثقافي؟ هل هو مثقل بالجمالي فقط، أم هناك الكثير من المكبوت تبعدينه عن النص؟ وهل له مكان آخر؟
ـ تناولي تجربة الحب بعيداً عما يحدث ليس بالضرورة أن يعني ذلك استثناء قلقي الثقافي، بل بالفعل هناك المكبوت. الكثير من المكبوت مما كتب هو خارج ثيمة مجموعتي الشعرية، وهو ما احتفظت به أو نشرته في أماكن محددة، كالـ «فايس بوك» أو «تويتر».
] هل تجدين مواقع التواصل الاجتماعي مساحة للتناول الفكري والأدبي بعيداً عن استهلاك الذات فيها؟
ـ استهلاك الذات يبدو ضئيلًا مقارنة بالتعاطي الفكري والأدبي في هكذا مساحة. المدوّنة الإلكترونية مثلاً أشبه بالكتاب. الذات فيها أكثر عرضة للتعرية. أواجه ما أخشاه بأصابع ترتجف كلما كتبت.
] تعتمد تقنية الكتابة لديك على الموازنة بين الطابع السردي والحس الرومانسي، ممتزجين حيناً، ومتّخذين التسلسل المحكي للحالة مساحة حيناً آخر. ربما انطبع هذا الأسلوب على مجموعتك كي تخرجي الكتابة الرومانتيكية من العادي. ما تعليقك؟
ـ الامتزاج والموازنة بين السرد والوصف للمشاهد في القصيدة هو ما تتطلبه تقنية «مسرحة الشعر». هذا أسلوب أخّاذ أسعى إلى خلقه فيما أكتب، لو تساءلنا عن الغاية من وراء هذه التقنية في حين أن القصيدة لها قيمتها ومكوناتها. للمسرح كتّابه ومؤلفوه، إذ أن الغاية هي، كما عبّرت عنها في سؤالك: للخروج من العادي.
] إذاً نستطيع القول إنك حاولت بأسلوبك إعطاء الحب مكانه الذي يمكنك محاورته ومشاهدته بعيداً عما يشوبه. خلقتي خشبة الممثلين الخاصة بك فقط وأثثتها بحواسك.
ـ أصبت. هذا الأسلوب منحني إعادة حياكة ما أضعته، كأني أستعيده.
] كيف ترين التجارب الخليجية الشبابية؟ هل هناك تجارب أثّرت فيك أكثر من غيرها؟
ـ أبدو أكثر تفاؤلًا من أي وقتٍ مضى بالتجارب الخليجية الشبابية حقّاً. أعتقد بضرورة منح الوقت الكافي لهذه التجارب كي تنضج على مهلٍ. فالبعض قدّم ما لديه تاركاً لنا دهشة اللامتوقّع وضرورة الرهان عليه. هناك تجربتان شاهدتان على دهشتي وتأثري.
] ماذا بعد المجموعة الأولى؟
ـ مجموعة شعرية أخرى ستأخذ وقتها كاملاً.
] كيف تقرأين الساحة الأدبية في البحرين؟ هل ما زال جيل قاسم حداد وأمين صالح هو المسيطر على الساحة؟ هل هناك تجارب خرجت من كنف الطابع الكتابي للرواد؟
ـ قراءتي قاصرة فيما يخص الساحة الأدبية في البحرين لأني قليلة الاطّلاع على مجريات الأحداث فيها. من اطّلاع قاصر يمكنني أن أقول إن سطوة الجيل الشاب تجاوزت الحضور للرواد.
المصدر: السفير