سوناتات شيكسبير .. تكشف اللثام قليلا عن وجه الشاعر

الجسرة الثقافية الإلكترونية
المصدر: الأهرام
على الرغم من أن كتابة السوناتات لم تقتصر على شكسبير وحده-فقد كتبها أيضا معاصروه من الشعراء وسبقه اليها الشاعر الإيطالى بترارك بقرنبن من الزمان -الا أنه كان أبرزهم, مما دفع النقاد الى حد القول أن شيكسبير لو لم يكتب شيئا سواها لكانت كافية لوضعه في مكان الصدارة بين الشعراء.
ففي السنوات السبع الأخيرة من القرن السادس عشرنظم شيكسبير سوناتاته البالغ عددها 154. والسوناتا شكل من أشكال الشعر الغنائي تتكون من من 14 بيتا، وتعبر عن فكر الشاعر وأحاسيسه الخاصة تجاه ما تتناوله القصيدة, فهى بذلك تكشف من ذات شيكسبير وشخصيته ما لا تكشفه المسرحيات بأقنعتها الدرامية. وتنقسم السوناتات الى قسمين, فيحث شيكسبير في الجزء الأول من القسم الأول (من سوناتا1 الى 17 )صديقه الشاب على الزواج وانجاب الأطفال لكي يخلّد جماله في ذريته. ثم ينصرف الشاعر عن هذا الموضوع إلى التغني بحسنه، وتعلقه به، ووعده بالخلود في قصائده .أما الجزء الثانى من القسم الأول, الذى يبدأ بسوناتا 18 , فيتناول مسألة التحولات والتغيرات الزمنية التى يمكن أن تطرأ على صديقه الحبيب, فيقول له “مادامت للبشر أنفاس تتردد وعيون ترى,سيبقى هذا الشعر حيا ويحييك معه”. ويقول بدر توفيق-في كتابه “ترجمة سوناتات شيكسبير الكاملة”-أن شاعرنا تناول أيضا مسألة خيانة صديقه له مع محبوبته- أى محبوبة شيكسبير- الا أن ذلك لم يدفعه الى قطيعة صديقه وحبيبته. ويدور الجزء الثالث من القسم الأول من سوناتاته حول الشاعر المنافس لشيكسبير في علاقته بصديقه,وقد ظلت الشخصية الحقيقية لهذا الشاعر غامضة مثلما ظلت الشخصية الحقيقية لكل من صديق شكسبير وعشيقته غامضة, وليس هناك سوى تكهنات حول تلك الشخصيات الثلاث. أما في القسم الثاني من سوناتاته فيعبر شيكسبير عن تجربته مع معشوقته السمراء التى كثيراً ما يصفها بالسواد، زيادة في تعذيب نفسه، لأنه مجنون بها، تصله، وتخونه، وتعذبه، ويغفر لها خطاياها معه. فتارة يغضب منها لخيانتها له فنجده يقول لها , في سوناتا 131 “انك لست سوداء في شئ سوى ما تفعلين”, وأخرى يدافع عن عشقه لها, في سوناتا132 , بقوله “أقسم إن اللون الأسود هو الجمال بعينه”, وحين يعتصره ألم خيانتها مع صديقه الوحيد يقول لها في في نهاية سوناتا 147 “أقسمت إنك رائعة,واعتقدت أنك ساطعة,بينما انت سوداء كالجحيم,ومظلمة كالليل”.