«سينما السوربون» تناقش دور الدراما في حياة الشعوب

الجسرة الثقافية الالكترونية – وكالات -عرض نادي سينما جامعة باريس السوربون – أبوظبي، الفيلم الدرامي رَجل على الشاطئ، للمخرج راؤول بيك، الذي أنتج عام 1993، وتدور قصته حول حياة أسرة أثناء اضطراب الأوضاع في هايتي، وانتشار العنف، وعدم الاستقرار في بداية عام 1960، بعد وصول فرانسوا الفاسد بجيشه الخاص إلى السلطة في هايتي، وبدأ تنفيذ الأوامر بقبضة من حديد.

وتلعب الطفلة سارة، وهي فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات، دوراً محورياً في الفيلم، فقد اكتسب والدها عداوة المسؤول المحلي الاستبدادي، في أحلك أيام هايتي، الذي مارس طويلاً التعذيب والعنف لكل من يخالفه الرأي، وأصبح يسيطر على هايتي، ويلحق العقاب بكل معارضيه، فتقرر عائلة سارة الفرار من البلاد خوفاً على حياتهم، وتترك وراءها سارة وشقيقتها مع جدتهما، وهي امرأة شجاعة ترفض الاستجابة لضغوط المسؤول الظالم.

وأوضح أحد الحضور من طلاب الجامعة، أن الدراما لها تأثير بالغ في ما تعرضه من أعمال تشكل في بعض الأحيان وجدان الكثيرين؛ بل ترسخ معتقداتهم وأفكارهم بشأن الخطأ والصواب، والمألوف والمباح وغير المباح، مشيراً إلى أن كثيراً من الأعمال الدرامية طرحت قضايا تهم الناس، وتمثل حاضرهم، وتنبش في ماضيهم، وتتنبأ بمستقبلهم.

وقال «من عدم الإنصاف أن نتصور سهولة ويسر إنتاج العمل الدرامي، خصوصا إذا اتسم بالإبداع والابتكار؛ فتخليق الأشخاص ورسم الأحداث يحتاج إلى موهبة كبيرة، وإحساس متدفق، وثقافة واعية، وقراءة ناقدة، وكل هذه الأشياء قلما تتجمع معًا وتُتاح لها الفرصة للانطلاق والخروج إلى النور».

وأكد الحضور، خلال الجلسة النقاشية التي أعقبت الفيلم، أهمية السينما وقدرتها التأثيرية والإقناعية الكبيرة، نظرا لما تتمتع به هذه الوسيلة الاتصالية من خصائص وسمات، تميزها عن بقية الفنون ووسائل التواصل الأخرى، مشيرين إلى أن السينما تقدم الصوت والصورة والحركة، وتخاطب أكثر من حاسة لدى المتلقي، كما أنها تقدم درجة عالية من الوضوح والتفاصيل، إضافة إلى أنها أكثر شدا وجذبا للجمهور، بحكم استخدامها للمؤثرات الصوتية، واستيعابها مختلف الفنون من موسيقى ورسم ونحت، خصوصا أن السينما تملك قوة سيطرة وتحكماً في المشاهد، وتمتاز بقدرتها على معالجة أكثر من قضية أو موضوع في الفيلم الواحد، ومن هنا جاءت أهمية السينما كأداة فعالة في عملية التوعية والتثقيف والتنشئة في مختلف مناحي الحياة.

أنشئت جامعة باريس السوربون أبوظبي في مايو 2006، تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومجلس أبوظبي للتعليم. وتعتبر جامعة باريس السوربون أبوظبي جامعة إماراتية، استنبطت من تجربة جامعة السوربون العريقة ذات 760 عاما، وتقع بحرمها الجامعي المتميز الذي يجمع بين الراحة وكفاءة التكنولوجيات الجديدة في جزيرة الريم بأبوظبي. أسلوب التعليم والمناهج والشهادات المعتمدة بالسوربون فرنسية صادرة من جامعة باريس السوربون في مجال العلوم الإنسانية وجامعة باريس – ديكارت، في القانون والإدارة والاقتصاد، وجامعة بيير وماري كيري للعلوم، وتطبق نظام تحويل الرصيد الأوروبي، كما أن الشهادات معتمدة أيضا من قبل وزارة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات، كما تلتزم جامعة باريس السوربون أبوظبي برؤية أبوظبي لإنشاء مركز علمي وثقافي بالمنطقة، وتسهم في تحقيق هذه الرؤية، من خلال تخريج كوادر إماراتية على أعلى المستويات الدولية من أجل دعم التنوع الاقتصادي للدولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى