شروط تعجيزية للدوحة المسرحي

الجسرة الثقافية الالكترونية

*أشرف مصطفى

 

وصف عدد من المسرحيين القطريين شروط المشاركة في مهرجان الدوحة المسرحي بالكارثية خاصة أنه تم الإعلان عنها عقب إغلاق باب قبول النصوص، حيث عقد المسؤولون عن مهرجان الدوحة المسرحي اجتماعًا مؤخرًا مع أصحاب الشركات المتقدمة للمشاركة في المهرجان، أعلنوا من خلاله عن بعض الشروط التي يجب توافرها في الأعمال المتقدمة.

 

واعتبر عدد من المسرحيين أن هذا الاجتماع متأخر وكارثي ، خاصة أن الاجتماع شهد إعلان عدد من الشروط، قضت على آمال بعض المبدعين في المشاركة نظرًا لأنهم لم يتعرفوا من قبل على تلك الضوابط من خلال لائحة تنظيمية واضحة، ليقوموا بتكييف أمورهم حسبها، وفي الوقت الذي كان المسرحيون يملكون في مخيلتهم وأفئدتهم طموحات كثيرة ينتظرون تحقيقها في الدورة المقبلة من المهرجان، جاءت الصدمة على البعض من جراء إعلان شروط تعجيزية في وقت متأخر، ورغم حرص القائمين على تلافي بعض الأخطاء إلا أن ذلك لم يمنع افتقار المهرجان للعديد من الأمور الهامة أبرزها افتقاد لائحة تنظيمية تضمن العمل ضمن ضوابط وشروط محددة سلفًا.

 

 

 

شروط واضحة

 

الفنان فالح فايز أكد على أهمية عقد مثل تلك الاجتماعات التي رأى أنها تضع الفرق المشاركة والمنتجين على بينة بشروط وقواعد الالتحاق بالمهرجان لكنه عاب تأخر موعده خاصة أن لجنة النصوص قد أغلقت باب استقبال النصوص بالفعل، وأكد فايز أن المهرجان يحتاج لإعلان شروطه وقواعده بصورة واضحة، فآلية اختيار الأعمال وقوانين اختيار كوادر العمل غير واضحة بالمرة، وربما قد أوضح الاجتماع بعضًا من هذه الشروط، لافتًا إلى أن هناك بعض الضوابط تم الإعلان عنها خلال الاجتماع تفيد المتقدمين للمهرجان مشيدًا بأهمية تلك الاجتماعات التي من شأنها أن تجعل العاملين في مجال المسرح في حوار وتواصل مستمر، كما تمنى إعلان شروط المهرجان بشكل واضح من خلال بنود تشتمل على كل التفاصيل، وقال: في العام الماضي وبعد فترة من العمل تفاجآت بشروط لتقديم الأعمال تخص تكوين العناصر بالعمل وأغلب تلك الشرط لم أكن أعرفها منذ البداية، وهو ما تسبب في ربكة بالعمل التي كنت أقوم بتقديمه، وأشاد بما أعلنه قسم المسرح خلال الاجتماع الاخير بشأن متابعة الأعمال أثناء البروفات لإبداء آرائهم بشأن قواعد وضوابط العمل، مشترطًا أن يتم ذلك منذ البداية بصورة واضحة ووافية، كما رأى الفنان فالح أنه من الضروري إعادة النظر في آلية اختيار النصوص المقدمة للمهرجان، مؤكدًا أن تلك الطريقة تسببت في إبعاد الكثيرين من الراغبين في المشاركة عن تقديم نصوص محلية، تخوفًا من رفضها، وقال: اتجه أغلب المخرجين وكنت من ضمنهم لاختيار نصوص غير محلية لكتاب من ذوي الأسماء اللامعة، حيث إن الاستغناء عن جائزة أحسن نص مسرحي أفضل من احتمالية الاستبعاد تمامًا من المهرجان، وأضاف: من السهل أن يلجأ المخرج لنص عالمي بشخصيات قليلة، ما يعني سهولته إخراجيًا والتركيز في عناصره القليلة جيدًا، لكنني أصر دائمًا على تقديم عروض كبيرة ومبهرة تليق باسم مهرجان الدوحة المسرحي. وتساءل هل من الممكن أن ترفض اللجنة نصًا عالميًا؟ وفي هذه الحالة هل يكون اسم المخرج معيارًا لذلك الرفض؟، وقال أمام هذه المعايير غير الواضحة نضطر للتوقع، حيث لا نعلم على أي أساس يتم اختيار النصوص أو رفضها.

 

 

 

لائحة الإدراج

 

كذلك انتقد الفنان فهد الباكر تأخر إعلان الشروط لما بعد إغلاق باب قبول النصوص وأكد على ضرورة الوضوح منذ البداية، وقال بدون اللائحة يصبح هناك خلل حقيقي في المهرجان، ووصف ما حدث من الإعلان متأخرًا عن بعض الشروط التي لم يكن مستعدًا لها بعض المتقدمين بالكارثة، وقال: أي مهرجان يتضمن مسابقة يضع شروطه في البداية ومن ثم يتم قبول الأعمال طبقًا لبنود لائحته التي سبق وأعلنها، ولكن ما حدث عكس ذلك تمامًا حيث أعلنت الشروط خلال الاجتماع، ولم يعد هناك فرصة للبعض لتوفيق أوضاعهم مع الشروط التي لم تكن معلومة من قبل، وأضاف هناك العديد من الضوابط لم يتم تحديدها أيضًا حتى الآن حيث لم تقرر لائحة المهرجان – غير المعلنة – أن مخرج العمل يجب أن يكون أكاديميًا أو له خبرة ذات عدد سنوات محددة في مجال الإخراج، ولكننا علمنا شفويًا أن هذا يدخل ضمن عملية التقييم، فلماذا لا يتم تحديد الأمر بوضوح ولا يترك الأمر مطاطًا، حتى لا يصدم الأمر مخرجًا وضع اسمه على نص وهو لا يعلم شروط الإقدام على الإخراج بالمهرجان،

 

وتساءل الباكر من المستفيد من إخفاء اللائحة، ولماذا تبقى في الأدراج، وهل فيها ما هو تعجيزي ويخشى المسؤولون عن المهرجان إعلانه، مؤكدًا أن الأمر يبدو بالفعل تعجيزيًا لدى البعض بسبب إخفاء الشروط وإعلانها فجأة ودون سابق إنذار، وعندها تتحطم طموحات بعض المبدعين على صخرة الواقع الذين لا يعلمون عنه شيئًا لأنه قد تم التحفظ عليه بالأدراج، وأكد أن ما يحزننا أن هناك بالفعل لائحة تم صياغتها قبل انطلاق الدورة الأولى من المهرجان ولكنها لم يتم الإعلان عنها أو ما تم تجديده بها على مر الدورات المتتابعة، موضحًا أن إعلان اللائحة سيجعلها بمثابة البوصلة التي يتم القياس من خلالها لكل تفاصيل العمل بدءًا من اختيار النص ومرورًا باختيار الفنانين، ومصاريف وتكاليف العمل، ووصولًا إلى الجوائز، وأكد على أن إعلان الشروط بشكل واضح سيعتبر الفيصل الأساسي في أي معضلة أو لبس، مضيفًا أن المبدعين يعيشون الآن في حالة من سوء الفهم بسبب التحفظ على اللائحة في الأدراج.

 

وأشاد الباكر بالإعلان خلال الاجتماع المزمع عن صرف المستحقات في البداية ودون تأخير مثل كل عام مؤكدًا أن تلك الخطوة هي لصالح العمل الفني وتمنى أن يتم تطبيقها بالفعل، كما أشاد باستبعاد الشركات التي يأتي ضمن تراخيصها العمل في مجال الإنتاج الفني.

 

 

 

الأمر الواقع

 

الفنان سالم المنصوري رأى أنه من الضروري إعلام الراغبين في المشاركة بالمهرجان بشروطه قبل تقديم النصوص وليس قبل فوات الأوان، وقال: بهذا الاجتماع الذي تم عقده مؤخرًا، وضعتنا اللجنة أمام الأمر الواقع، مضيفًا أنه لا يعترض على الشروط في حد ذاتها وأنه يرى أن أغلب ما جاء في الشروط أمر منطقي ويسهل التعامل معه، على أن يتم الإعلان عن ذلك منذ البداية حتى يكون هناك متسع من الوقت لتنفيذه، مؤكدًا على أنه من الضروري أن يكون هناك لائحة واضحة لا تعتليها الضبابية منذ البداية، وهنا تستطيع شركات الإنتاج أن تصدر قرارها بشأن ما يمكن أن نقدمه، كما يجب أن يعطي المسؤولون عن المهرجان الوقت المناسب حتى تستطيع الفرق أن تكيف طلبات الالتحاق مع ضوابط المهرجان، وقال: للأسف إنه بعد علمي ببعض الضوابط خلال الاجتماع من الصعب الآن أن أوفر الشروط خلال أسبوع على الأكثر حيث تلك هي المهلة التي أعطونا إياها، مضيفًا: في البداية طلبنا منهم معرفة المطلوب وعلمنا أن علينا تقديم نصوص دون تحديد أي اشتراطات كما أنه علينا أن نرفق مع النص ترخيص المؤسسة التي ستقوم بإنتاج العمل، وبعد تقديم النص وبعد فترة قام المسؤولون على المهرجان بعقد اجتماع ليعلمونا أن الشروط التي لم نعلم عنها من قبل غير متوفرة في طلباتنا.

 

 

 

المشاركة المحلية

 

وعن أهم ما طرحه المنصوري خلال الاجتماع: قال أبلغتهم أنني أضطررت أن أقدم نصا عربيا لكاتب معروف حتى يتم قبوله وفي حين قالوا مؤخرًا إن النص المحلي له الأولوية يأتي هذا مخالفا للانطباع الذي أخذه الكثيرون العام الماضي عندما تم رفض عدد من النصوص المحلية، ولأنني لم أستطع أن أحصل على كتاب إجازة لإخراج النص في الفترة الضيقة من ورثة الكاتب سعدالله ونوس حيث لم أعلم من قبل لوائح وشروط المهرجان، طلبت أن أقدم نصًا آخر لكاتب محلي لكنهم أبلغوني أن الفترة قد انقضت، علمًا بأننا وكثيرين من المنتجين سألنا من قبل عن اللائحة لكنهم أخبرونا أنها تتغير، ولذلك يجب الوقوف على قرارات ثابتة نكون ملمين بها، ولابد من صياغتها، وقال المنصوري ما يحزنني أنني أستطيع المشاركة في مهرجانات دولية كبرى في حين لا أستطيع المشاركة في مهرجاننا المحلي، لكني سأستمر من باب عشقي للوطن في المشاركة بالمهرجانات، فلا أعمل من أجل جني الأموال ولكني أعمل في المسرح من نابع عشقي له، وأرفع علم قطر في كل مكان وأحصل على الجوائز لبلادي، وأضاف: لا يعجبني التعامل معنا على أننا متسولون، وتجاهل كوننا مبدعين، وعلى المسؤولين عن المهرجان مراعاة التفرقة ما بين يريد أن يسترزق من وراء المهرجان ومن يهدف لتقديم الفن الحقيقي ومن له باع في المسرح، أو ليكتفوا بإشراك الفرق المحلية فقط في المهرجان خاصة بعدما زادت إلى أربع فرق، وعندها سنتعرف من الذي يعمل على مدار العام ومن ينتظر المهرجان ليتسول منه فعليًا.

 

 

 

بينما أشاد الفنان علي الشرشني بعقد المسؤولين عن المهرجان لهذا الاجتماع، مؤكدًا أنه مفيد بإيضاح كل الأمور وتفاصيل الاشترك في المهرجان، خاصة أن بعض الشركات قدمت نصوصا وهي لا تملك ترخيص الإنتاج الفني، كما كان قسم المسرح بوزارة الثقافة والفنون والتراث يعاني من مشكلة التواصل مع الشركات من قبل حيث لم يستطع منظمو المهرجان، الوصول للبعض، وكان الاجتماع بهم هو الحل الأمثل لإعلان الشروط عليهم وجهًا لوجه، حتى يتم الالتزام بها وبذلك يتم التعامل وفق ضوابط سليمة، ومن خلال محضر الاجتماع يتم تبرئة ساحة منظمي المهرجان أمام أي إشكالية تقف أمام التعامل بين المبدعين والمهرجان.

 

كما أكد أديب العوضي أن هناك أريحية يشعر بها المنتجون بعد توضيح كل تفاصيل المهرجان خلال الاجتماع وهو عكس ما كان يحدث في الدورات السابقة، كما أشاد بالقرار الذي تم الإعلان عنه خلال الاجتماع حيث تلقوا وعودًا بأن يتحصلوا على الدفعات في موعدها دون تأخير، وأكد أن هناك بعض البديهيات التي لا تحتاج إلى التنويه من قبل مثل الحصول على إذن المؤلف لتنفيذ العمل وهو ما يحفظ حق المؤلف، كما أن اللجنة تتحلى هذا العام بالمرونة في العديد من التفاصيل مثل عدم إلزام العمل بتواجد بعض الممثلين المحترفين الذين يتم الإتيان بهم من الخارج أثناء المشاهدة، وكذلك تفادي خطأ السماح بالاشتراك بمن لا يملكون تصريح إنتاج فنيًا بالمهرجان، وكذلك عبّر العوضي عن ارتياحه بكون الميزانية مفتوحة دون التقيد بعدد عروض معينة حتى ولو تم قبول الأعمال المقدمة كلها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى