شروط مهرجان الدوحة المسرح ضبابية وغير واقعية

الجسرة الثقافية الالكترونية

*مصطفى عبد المنعم

 

انتقد عدد من الفنانين والمخرجين القطريين لائحة النظام الأساسي لمهرجان المسرح المحلي للمحترفين، مشيرين أنها تتضمن الكثير من الخطوط الحمراء والمحاذير، بالإضافة إلى محظورات وشروط ومعايير بعضها وهمي من نسج الخيال وبعضها حقيقي يتم تطبيقه على أرض الواقع، ناهيك عن بنود ثابتة يعلمها الجميع وأخرى متغيرة تظهر بين الفينة والأخرى.

 

الراية وعبر هذا التحقيق التالي رصدت آراء بعض المشاركين بالمهرجان تزامنا مع انتهاء فترة استقبال الأعمال المشاركة في المهرجان وبداية مرحلة قراءة النصوص حيث أثار هؤلاء العديد من الإشكاليات حول معايير الرفض والقبول للنصوص التي ستشارك بالمسابقة الرسمية، وحول الشروط الواجب توافرها فيمن يستحقون الجوائز، كذلك عدم وضوح شروط المشاركة بالمهرجان وضرورة نشر هذه الشروط بالصحف أو توزيعها على الفرق المسرحية والشركات حتى يعمل الجميع وفقا لهذه الشروط.

 

“شروط واضحة”

 

في البداية يتحدث الفنان والمخرج فالح فايز ويقول إنه من الضروري إعادة النظر في لائحة المهرجان، مؤكدا أن المهرجان يفتقر لإعلان شروطه وقوانينه بصورة واضحة، فآلية اختيار الأعمال وقوانين اختيار كوادر العمل غير واضحة بالمرة، فضلا عن عدم إتاحة اللائحة للجميع للاطلاع عليها ومعرفة كل ما فيها من بنود قبيل الشروع في المشاركة بالمهرجان، ويضيف فايز قائلا: ولذلك يريد الفنانون إعلان ضوابط واضحة، حيث لا توجد أي شروط يتقدمون من خلالها بأعمالهم، وقال: في العام الماضي وبعد فترة من العمل تفاجأت بشروط لتقديم الأعمال تخص تكوين العناصر بالعمل وأغلب تلك الشروط لم أكن أعرفها منذ البداية، وهو ما تسبب في ربكة بالعمل الذي كنت أقوم بتقديمه.

 

 

 

“عروض عالمية”

 

من جهة أخرى طالب الفنان عبدالحميد الشرشني أنه ينتظر إجازة العرض المسرحي للمخرج جاسم الأنصاري ليشارك به في المهرجان، مطالبا بأن يكون الاهتمام أكبر بهذا المهرجان، وأن يخرج بالشكل الذي يليق هذا الحدث الفني الهام، وألا يقتصر المهرجان على العروض والندوات التطبيقية.

 

وأضاف قائلا: يجب أن يكون هناك ورش عمل وعروض أوروبية وعالمية في حفلي الافتتاح والختام، واستضافة شباب من نجوم المسرح في الدول العربية.

 

وعن حال المسرح القطري قال الشرشني إن الحركة المسرحية في قطر في الإنعاش، والسبب الرئيسي هو إلغاء المسرح المدرسي الذي أنهى على الرافد الأساسي الذي كان يمد المسرح بفنانين موهوبين تم صقلهم بكافة الأدوات الفنية ليخرجوا مهيئين لممارسة دورهم على خشبة المسرح، مشيرا إلى أن معظم النجوم الموجودين على الساحة الآن هم أبناء المسرح المدرسي، وناشد الشرشني المسؤولين باتخاذ قرار بإعادة المسرح المدرسي مرة أخرى للنهوض بالحركة المسرحية.

 

 

 

“لائحة مبهمة”

 

من جهته قال المخرج فهد الباكر إن هناك خلطا لدى الكثيرين بين لائحة المهرجان التي ينبغي أن يتم الالتزام بها وتكون معلومة للجميع وبين إدارة المهرجان التي ربما لا تلتزم بجميع بنود اللائحة، وأكد الباكر أن لجنة التحكيم في العام الماضي جاهدت كثيرا لأن تلتزم بلائحة المهرجان، ومن المفترض أن تتبنى الصحف المحلية مهمة نشر شروط المهرجان، فلا يجوز أن يكون لدينا فنانة حصلت على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان العام الماضي ومقيمة في قطر وتعيش في قطر وتعمل في المسرح القطري ثم تكتشف اللجنة أنها ليست قطرية 100% الأمر الذي أثار ضجة حول سحب الجائزة أو حجبها، وهناك أيضا مشكلة أخرى تواجه المسرحيين في المهرجان سنويا وهو أن اللائحة تنص على الحصول على نصف المبلغ عند الموافقة على مشاركة العمل والباقي عند دخول المسابقة، ومع ذلك فقد تأخر تسليم هذه المبالغ العام الماضي ووصلنا إلى حالة من التقشف، وأضاف باعتبارنا منتجين منفذين فلا يمكننا البدء بالعمل إلا بعد الحصول على المادة بشكل كامل، ولكن أيضا نحن كمخرجين علينا أن نهتم بالفن والإبداع ولا نبحث عن الربح المادي فقط أو نقدم تنازلات من أجلها، وهو ما يطرح سؤالا حول جدية الالتزام بلائحة المهرجان.

 

وأوضح الباكر: في الحقيقة إن اللائحة بالنسبة لنا مبهمة وليست واضحة، فهناك شروط يمكن أن تتسبب في حرماني من المشاركة أو تتسبب في مقاضاتي، فمن يتحمل هذه الأمور ونريد أن نفهم ولا نريد أن تكون اللائحة مجرد تعليمات شفاهية أو تقال لنا بالكلام.

 

 

 

“محسوبيات”

 

إلى ذلك يؤكد الفنان والمخرج أحمد المفتاح ان هناك بالفعل غيابا للرؤية الواضحة في لائحة مهرجان المسرح ويمكن أن نعذرالقائمين عليه لأن المهرجان في أعوامه الأولى، وقد شهد تغييرات سواء في الأشخاص أو في النظام، ولكن ينبغي أن تكون اللائحة معلومة للجميع حتى لا تحدث إشكاليات أو حتى سوء فهم، ولفت إلى أن عدم وضوح الشروط يتسبب في حالة من الارتباك بين الفنانين ويفتح المجال للقيل والقال والشائعات، وأضاف قائلا: أنا في العام الماضي رفض لي عمل ولم أعرف حتى الآن أسباب الرفض بالرغم من أننا شاهدنا أعمالا تم عرضها في المسابقة الرسمية وكانت دون المستوى وأقل من أعمال تم رفضها، وهو ما يطرح تساؤلا هاما حول أسباب عدم الإعلان عن أسباب رفض الأعمال حتى نتجنب الوقوع في الأخطاء ذاتها إن كانت هناك أخطاء، كما نتمنى أن يكون هناك تدقيق من هذه الناحية وألا يكون هناك ترضية ومحسوبيات لأشخاص أو لأسماء عند قبول الأعمال، فمن المفترض أن تكون هناك شروط لائحة للمهرجان يعرفها الجميع وألا تتغير كل عام ولو تم تغيير بنود أو شروط يتم عرضها على الفنانين أولا ولا أقول جميعهم ولكن يتم تشكيل لجنة من بينهم يوافق عليها الفنانون حتى تكون ممثلة لهم بحيث لا يتم أي تعديل بمعزل عن المعنيين الأساسيين بالأمر وهم الفنانون أنفسهم.

 

“الإعلان والشفافية”

 

أما المخرج الشاب إبراهيم عبد الرحيم فيقول أنا لا أعرف أي شيء عن لائحة مهرجان المسرح المحلي ولكنني أتذكر أنني عندما رغبت في المشاركة قالوا إن المشاركات تقتصر فقط على المخرجين القطريين وبعدها سمعنا كلاما مفاده أنهم سمحوا للمقيمين ومواليد قطر بأن يشاركوا في المهرجان، والمطلوب أن يتم تبيان اللائحة ونشرها على الملأ بوسائل الإعلام المختلفة سواء كانت الصحف أو التلفزيون أو إرسالها بالفاكس للجهات المشاركة أو تنشر على الموقع الإلكتروني للوزارة، والمشكلة أن اللائحة غير واضحة ومتغيرة وكل عام نسمع كلاما ويجب أن يتم حسم هذه الأمور بالإعلان والشفافية.

 

 

 

“مكاشفة ومصارحة”

 

بينما يرى الفنان أحمد العقلان أن اللائحة واضحة ولكن يحدث فيها لبس نتيجة عدم توزيعها على المؤسسات أو نشرها للجميع، كما أن التعديل في اللائحة دون نشر هذا التعديل وتوضيح أسبابه أمر يمكن أن يتسبب في إحداث هذه الحالة من الضبابية، مؤكدا أن التعديل والتغيير في لوائح المهرجانات أمر وارد من أجل التطوير وتجنب المشكلات التي تنجم من جراء بعض السلبيات الموجودة في اللائحة القديمة ولكن التعديل هذا يستلزم مكاشفة ومصارحة مع توضيح الأسباب التي دعت إلى هذا التعديل حتى لا يتفاجأ فنان أو مبدع باستثناء عمله أو عدم قبول نص أو سحب جائزة بسبب عدم مطابقة شروط المهرجان لحالته.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى