شكرًا قطر على دعمها اللامحدود لحماية التراث العالمي

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية القطرية-
تقدمت السيدة ايرينا بوكوفا مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالشكر الجزيل لدولة قطر على الدعم اللامحدود الذي تقدّمه للمنظمة من أجل دعم وصون التراث العالمي وحمايته من الخطر، مؤكدة أن دولة قطر تعتبر من الدول الأولى الداعمة في هذا المجال، والذي تجسّد خلال الأيام الماضية في إعلان الحكومة القطرية بدعم صندوق الطوارئ للتراث العالمي بمبلغ 10 ملايين دولار.
كما تقدّمت مدير عام اليونسكو بالشكر لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر رئيس الدورة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي التي تستضيفها الدوحة خلال الفترة من 15 إلى 25 يونيو الجاري، على استضافة دولة قطر لأعمال هذه الدورة وقيادة سعادتها لأعمالها، معربة عن امتنانها البالغ لرؤية دولة قطر وإيمانها بحماية وصون التراث العالمي.
وأضافت بوكوفا، خلال كلمة لها ألقتها في الجلسة العامّة التي ترأستها عصر أمس سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني: “إن دعم دولة قطر في هذا المجال يرمز في المقام الأوّل إلى عمق الشراكة والتعاون بين قطر واليونسكو، التي جسدتها بشكل كبير مبادرات صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر بصفتها المبعوث الخاص للتعليم لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)”.
وقالت: “إن دعم دولة قطر للمنظمة جاء في وقته، حيث تتصاعد التهديدات حول العالم على مواقع التراث الإنساني”.. معربة عن أسفها البالغ على الأوضاع المأساويّة التي تتعرّض لها كل من العراق وسوريا على سبيل المثال.
وحذرت بوكوفا خلال كلمتها من مخاطر التطرّف واستهداف المتطرّفين لمواقع التراث الإنساني، لافتة إلى أن استهداف التراث هو استهداف للهُويّة والثقافة الإنسانيّة، داعية إلى ضرورة حماية هذه المواقع من مثل هذه التهديدات.
وشدّدت على أن التطرّف يتخذ من تدمير الثقافة سلاحًا له لإضعاف وإذلال الهوية الإنسانية، وذلك بهدف تحقيق أهداف طائفيّة تسعى إلى تدمير العالم، مشيرة إلى أن هجمات المتطرّفين تتعدى المواقع إلى الأشخاص المسؤولين عن حماية التراث الإنساني، مثل الاعتداء الأخير الذي تعرّض له مدير منتزه “فيرونجا” الوطني بجمهورية الكونغو الديموقراطية.
وأكدت بوكوفا أن التراث الإنساني في أقطار عديدة يتعرّض اليوم للهدم والنهب من قبل مجموعات وعصابات تستغلّ ما قد تتعرّض له بعض المجتمعات في الوقت الراهن من اضطرابات اجتماعيّة، متخذة من هذا الضعف مدخلاً لاستهداف الذاكرة التاريخيّة وتراث الشعوب، مثل ما تعرّض له المتحف الإسلامي في القاهرة من هجوم ونهب.
وأضافت في هذا السياق : “إن الإرث الإنساني يقع اليوم ضحيّة للنزاعات الأيديولوجية والهجمات الغادرة، حيث يستخدمه البعض كأداة تنشر الكراهية وتعزّز الخلافات بين الشعوب بدلاً من جعله مطية للحوار والتفاهم والسلام والوصال بين مختلف الشعوب”.
ودعت مدير عام اليونسكو إلى ضرورة الاستجابة بقوة لدعوات حماية التراث العالمي من مثل هذه التهديدات، معتبرة أن حماية التراث من التهديد ما هو إلا حماية لأرواح البشر، وهو السبيل الأمثل لاستعادة المجتمعات عافيتها واستئناف الحوار.
ورأت بوكوفا أن حماية المواقع الأثريّة وإعادة بناء ما هدم منها من الممكن أن يتحقق عن طريق الدعم المادي والسياسي من قبل دول العالم كافة، وضربت مثلاً لما حدث في شيلي، حيث بذلت اليونسكو جهودًا كبيرة لمكافحة النيران التي اندلعت في مقاطعة “فالباريزو”، وذلك للحدّ من الأضرار والمخاطر التي نتجت عن هذا الحريق.
كما ألمحت إلى تجربة اليونسكو في الفلبين أثناء إعصار هايان، مؤكدة أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم تعتزم تقديم الدعم الكامل للبحرين، حيث تتعرّض أجزاء من مواقع صيد اللؤلؤ هناك إلى بعض المخاطر.
وأضافت مدير عام اليونسكو في ختام كلمتها : “في العام الماضي وجهت لجنة التراث العالمي نداءات عدّة لإدراج بعض المواقع الأثريّة السوريّة ضمن قائمة التراث المهدّد بالخطر، وذلك نظرًا لما تتعرّض له من هجمات وتدمير، حيث أهابت اليونسكو بشركائها للنهوض بأعباء الحدّ من الدمار، والعمل ضدّ تهريب الآثار الثقافيّة والقيام بعمليات جرد للآثار لضمان حمايتها”.