صاحبة السمو تشهد حفل تدشين أربعة متاحف في مشيرب – قلب الدوحة

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مشيرب العقارية مساء أمس حفل تدشين 4 متاحف جديدة في الحي التراثي لمشروع “مشيرب- قلب الدوحة” .

 

كما شهد حفل الافتتاح عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء ولفيف من كبار المسؤولين وضيوف الشرف.

 

وقامت صاحبة السمو بجولة داخل متحف “بيت الشركة” اطلعت خلالها على المحتويات التي يضمها المتحف، وقصة إنشائه ورسالته، حيث يسرد هذا البيت، الذي كان مقرا رئيسيا لأول شركة نفط عملت في قطر، قصص الرواد القطريين الذين عملوا بكد ونشاط في حقول النفط قديما ووهبوا حياتهم من أجل بناء وطنهم وتأمين لقمة العيش لأبنائهم وأسرهم، وكانوا أول من ساهم في إحداث تحول حاسم في مسيرة نمو قطر خلال فترة اكتشاف النفط.

 

وبهذا الصدد، قالت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر: “يدخل مشروع مشيرب قلب الدوحة فصلا جديدا من تاريخه الليلة، ليلهم من خلاله العقول الشابة للمستقبل بحكمة وجمال الماضي. وبافتتاح هذه المتاحف، يبلغ مشروع مشيرب محطة تحقيق رؤيته بالحفاظ على هويتنا المعمارية الفريدة في قطر، في مكانٍ اختير ليكون القلب النابض لعاصمتنا” .

 

ويمثل افتتاح متاحف مشيرب علامة أخرى مضيئة في سبيل تطوير “مشيرب- قلب الدوحة” ويأتي تتويجا للمرحلة الأولى من الحي التراثي في المشروع، حيث تشكل المتاحف التي تضم أربعة مبانٍ تاريخية أُعيد ترميمها، جزءًا من عملية تجديد واسعة النطاق تشمل قلب المدينة وتستهدف بعث الحياة من جديد في مركزها التجاري القديم وإعادة خلق وتحديث الحياة القطرية التقليدية التي تقوم على روح الجماعة والتجارة والشعور بوحدة المصير.

 

وقد أشرف فريق متخصص من المعماريين والخبراء المحليين والدوليين البارزين على عملية ترميم المباني التاريخية الأربعة، حيث جرى ترميم البيوت التراثية وهي: “بيت بن جلمود” و “بيت الشركة” و “بيت محمد بن جاسم” و “بيت الرضواني” ، وتم تحويلها إلى أربعة متاحف ستمثل الوجهة الثقافية الأبرز للمشروع؛ وقد استخدمت في تشييدها مواد اختيرت بعناية وذلك للحفاظ على روح المباني الأصيلة وطرائق تشييدها.

 

 

 

ومن جانبه أكد المهندس عبد الله حسن المحشادي، الرئيس التنفيذي لمشيرب العقارية أن متاحف مشيرب الأربعة التي افتتحت رسميًا الليلة تمثل علامة مضيئة في مسيرة الوطن نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 التي تركز على الاستدامة وتحويل الاقتصاد القطري إلى اقتصاد دائم قائمٍ على المعرفة، منوهًا بأن هذه المتاحف الجديدة ستعزّز مكانة الدوحة كوجهة ثقافية رائدة في منطقة الخليج العربي وإحدى العواصم ذات الأهمية الثقافية البالغة على الصعيد العالمي.

 

ونوه المحشادي في كلمة ألقاها في حفل تدشين “متاحف مشيرب” مساء أمس في الحي التراثي “مشيرب قلب الدوحة” بأن المتاحف الجديدة سوف تستقبل المعارض المحلية والإقليمية والدولية وكذلك البرامج التعليمية والتوعوية العامة، معربًا عن طموحه بأن تصبح هذه المتاحف مستقبلاً أدوات لتحصيل العلم بين الأجيال القادمة.

 

وأوضح أن افتتاح هذه المتاحف في الحي التراثي يعد جزءًا من مشروع تطوير “مشيرب قلب-الدوحة” الذي يعد أول مشروع مستدام لتجديد وسط مدينة في العالم، حيث يسعى هذا المشروع إلى الحفاظ على الماضي العريق لدولة قطر وفي الوقت نفسه يساهم في صياغة هوية دولة قطر الحديثة والتقدمية، لافتًا إلى أن ترميم البيوت التراثية الأربعة يعد جزءًا لا يتجزأ من هذا الطموح.

 

وأضاف المهندس المحشادي في هذا الصدد: “وها هي الرؤية قد بدأت تتبلور بعد 6 أعوام من البناء والتشييد فأضحت واقعًا مشهودًا وجزءًا من المعالم الرئيسية التي تميز سماء الدوحة لتقف هذه المتاحف الأربعة والواقعة ضمن الحي التراثي شاهدة على تميز أعمالنا كشركة تطوير عقارية رائدة”.

 

وأكد الرئيس التنفيذي لمشيرب العقارية في نهاية كلمته أن رسالة مشيرب تتمثل في العمل على إحداث تغيير في مفاهيم وأنماط الحياة في البيئة الحضرية في دولة قطر، مشيرًا إلى أن مشروع “مشيرب قلب الدوحة” يتصدى للتحدي الذي يتمثل في تحقيق التوازن بين المتطلبات والمزايا المعقدة للحياة العصرية من جهة، ومسؤولية الحفاظ على تراثنا وهويتنا الوطنية والثقافية والتراثية من جهة أخرى.

 

وتتألف متاحف مشيرب من 4 من المباني الأثرية: متحف “بن جلمود”، ومتحف “المؤسسة”، ومتحف “محمد بن جاسم”، ومتحف “رضواني”، وقد تم تحويل هذه المباني الأثرية إلى متاحف عالمية. ومن موقعها في أقدم حي في العاصمة “الدوحة”، تمثل هذه المباني جزءًا أساسيًا من التاريخ العريق لدولة قطر.

 

 

 

متحف “بن جلمود”

 

إن الهدف الأساسي من إعادة تأسيس مبنى “بن جلمود” هو تسليط الضوء على أهمية إلغاء استغلال واستعباد الموارد البشرية. كما يعرض المبنى الأثري تنوع الثقافات ويحتفل بالروح والحضارة الإنسانية التي مرّت عبر الأزمان. كما يعكس المبنى النتائج الاجتماعية، والثقافية والاقتصادية التي تكونت إثر مشاركة الطبقة الفقيرة/المستعبدة في تطور دولة قطر.

 

ويعكس مبنى “بن جلمود” الفترة الزمنية التي اشتهرت بتجارة العبيد في المناطق المجاورة لساحل المحيط الهندي. وتبدأ القصة ببداية فترة العبودية وتنتهي بتحقيق الحرية والرخاء وسط أفراد المجتمع. وسيحظى زوار المبنى بفرصة السفر عبر التاريخ من خلال التجوّل في المتحف، وسيكتشفون أهمية فترة العبودية التي ساهمت في تكوين الحضارات على مدى آلاف السنين. ويمنح هذا المتحف فرصة لزواره بالتأمل في قصة ومراحل فترة العبودية التي سادت العالم، فضلاً عن أنه محطة تساهم في التزامنا لمقاومة أي نشاط يحرض على الاستعباد واستغلال العمال على جميع الصعد.

 

 

 

متحف “المؤسسة”

 

تتمحور أهمية هذا المبنى في أنه كان المقر الرئيسي لأول شركة بترول في قطر، حيث يحكي هذا المتحف قصة أول أفراد بادروا وساهموا في تطوير القطاع البترولي، والذين خططوا للحظة تحول مجتمع قطر إلى مجتمع حديث. سيتعرّف الزوار على قصة أول عمّال قطريين عملوا بجهد ليس فقط من أجل دعم أسرهم، ولكن لوضع حجر الأساس للمجتمع الجديد. وبالرغم من التحديات والصعوبات التي شكّلتها الحرب العالمية الثانية، لم يتوقف هؤلاء الرجال عن بذل جهدهم بإخلاص وتفانٍ، ومضوا قدمًا ليبدؤوا عهدًا جديدًا لاستكشاف النفط. وسيحظى زوار هذا المبنى بفرصة تقدير المواقف والخطوات التي أدّت إلى بناء دولة أفضل وأقوى لجميع القبائل والسكان على الرغم من المعرفة البسيطة التي حظوا بها. ومع طموح الأجيال القطرية الشابة اليوم، سيتمكن المجتمع من بناء قطر لتصبح أكثر حضارة وتطور.

 

 

 

متحف “محمد بن جاسم”

 

يعكس متحف “محمد بن جاسم” بساطة مدينة الدوحة القديمة والمختلفة كليًا عن مظهر العاصمة الحالي. وتأسس هذا المبنى على يد ولي العهد، ابن مؤسس دولة قطر ومحافظ الدوحة الأول. ومن جهة أخرى يسلّط المتحف الضوء على مراحل الماضي والحاضر، وجوانب الاستدامة التي تندرج تحت مشروع “مشيرب قلب الدوحة”، ويحتفظ هذا المبنى بمشروع “صدى الذكريات الفني”، من خلال عرض التحف المتبقية إثر هدم المبنى في السابق.

 

كما يمثل هذا المبنى قيم شركة مشيرب العقارية، والتي تعتبر من أهم مؤسسين ومطورين العاصمة “الدوحة”. كما سيقدّم هذا المبنى مراحل تحوّل مشيرب العقارية على مر الأعوام الماضية، وذلك من خلال عرض لحظات من الماضي والحاضر، فضلاً عن مشاركة الزوار بعضًا من الخطط المستقبلية لمشيرب العقارية. ومن جهة أخرى، يعكس هذا المتحف التحدي الذي تغلّبت عليه قطر في تلبية مطالب وأساسيات المجتمع الحضاري والمتقدّم، ومسؤولية المحافظة على ثقافة وهوية قطر.

 

وسيخوض زوار المبنى رحلة عبر موقع “مشيرب”، ويتعرّفون على كيفية تطور المنطقة. كما أنهم سيكتشفون كيفية عمل وتصميم ممرات وأزقة “سكة” المحاطة بالمنازل على الجهتين، وكيف تتلاقى هذه الأزقة في منطقة “البراحة”، وهي عبارة عن ساحة مفتوحة.

 

 

 

متحف “رضواني”

 

بني هذا المبنى في عشرينيات القرن الماضي، ويتواجد موقعه بين منطقتي الجسرة ومشيرب، أحد أقدم الأحياء في الدوحة. ويمثل هذا المتحف أسلوب حياة العائلة القطرية، ومن جهة أخرى يعتبر مكانًا للحفاظ على ومشاركة أهم اللحظات التذكارية لدولة قطر، في وقت شهدت فيه الدولة تحوّلاً في البنية الاجتماعية.

 

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى