صدور رواية “المدمن” لوليام بوروز بالعربية

خاص (الجسرة)
بريهان الترك
صَدرت رواية المُدمن للكاتب الأمريكيّ وليام س. بوروز (1914-1997) عام 1953، باللغة العربية ترجمة الشاعرة الفلسطينية ريم غنايم، وقد سبقَت رائعتَه الأدبيّة الشّهيرة “الغداء العاري” بستة أعوام حيثُ بدايةً تحت الاسم المُستعار “وليام لي”. تسردُ هذه الرّواية حياة التسكع التي عاشها الكاتب بالتفصيل في أمريكا الأربعينات، كاشفا بين خباياها عن الجريمة، البيروقراطيّة، والفساد في أمريكا في تلك المرحلة. في هذه الرواية، يقدّم بوروز وثيقة اجتماعيّة وثقافيّة فاضحة لم يجرؤ بسببها على توقيع الكتاب باسمه الحقيقيّ الذي عاد وكشف عنه في سبعينات القرن المنصرم، بعد أن حقق الكتاب شهرة كبيرة وبيعت منه أكثر من مليون نسخة.
هذه الرواية هي جزء من عالم خاص تشكل في مرحلة تاريخية واجتماعية وثقافية أمريكية خاصة قلبت موازين مفهوم الأجناس الأدبية، حيث عبر الأدباء في تلك الفترة وعلى رأسهم بوروز وكيرواك وغينسبرغ عن مآزق جيلهم بالكتابة عن الراهن بفظاظة وعفوية وضمن سياقهم المتفجر برغبات الثورة والتمرد والانفتاح والتغيير والتي تمثّلت في صعود الجاز، وثقافة البوب، والأزياء الهيبيّة وغيرها من مظاهر ميّزت جيل البيت.
وليام س. بوروز، أحد أهمّ كتّاب جيل البِيت الأمريكيّ إلى جانب كلّ من جاك كيرواك وألن غينسبرغ، وصاحب الروايات الشّهيرة “الغداء العاري”، “الفتية المتوحّشون: كتاب الموتى”، “ونضجت أفراس النّهر في أبراكِها” (بالاشتراك مع كيرواك). هو نفسه الكاتب الذي جسّد مفهوم الإجرام والجريمة في حياته الشخصيّة. كان بوروز، منذ صدور أولى رواياته عبارة عن حالة أدبيّة، تقليعة حداثيّة سورياليّة فانتازيّة، أشبه ب “كولاج” ينحت، ويصوّر ويُقحم وينشز، ويعمّق الواقع بكلّ غثيانه وقذارته وجماله