‘ضفاف الكلمة’ تنطلق من البحرين

الجسرة الثقافية الالكترونية
*أحمد المؤذن
ما يميز الساحة الثقافية البحرينية أنها تتجدد في عطاءاتها عبر العديد من المبادرات الثقافية التي تلتحم بجمهور الشارع وتنشر عبق الثقافة لتخرج بها عن نطاق الصالونات أو المؤسسات شبه الرسمية.
و”ضفاف الكلمة” واحدة من هذه الأفكار المتميزة في نهجها وطبيعة تعاطيها مع هاجس سؤال الثقافة، تبناها جمعٌ من مثقفي ومثقفات أبناء مملكة البحرين، حيث دشنت انطلاقتها الفعلية في عام 2015 بأمسية نقدية قرأت رواية الكاتب الكويتي سعود السنعوسي والتي قدم لها الكاتب عبدالإله رضي، مستعرضاً مناخات الرواية وبعض الأبعاد الدلالية التي حفل بها العمل.
بهذه البصمة قدمت “ضفاف الكلمة” نفسها للساحة وآثرت أن تحمل عبئا كبيرا من خلال الاهتمام بالجانب السردي في أفقه المحلي خليجياً وعربياً، تتوجه لفحص وقراءة النتاجات الأدبية وتشاكس بتساؤلاتها، تنقب هنا وهناك بغية اكتشاف مختلف الجوانب المعرفية التي يكتنزها النص، كما تولي أهمية إبراز الأقـلام المحلية لبؤرة الضوء والتعريف بإصداراتها وتكريم بعضها.
تستمر في مواجهة مختلف العقبات التي تحد من انتشارها، كما تعمل “ضفاف الكلمة” وبرغم جهودها الذاتية المتواضعة الإمكانيات على ترويج نشاطها الثقافي بالوسائل المتاحة تكنولوجياً لنشر رسالتها، فأطلقت لها صفحة عبر موقع فيس بوك كي تلتقي مع عشاق السرد والثقافة.
وعلى الرغم من تواضع الإطار المعنوي الذي يجمع هذا التكوين الثقافي وانتقالاته من مكان لآخر “المقاهي العامة” لعدم وجود هيكل إداري رسمي مصرح به ومقر فعلي، لكن حماس روح الفريق الواحد تزين طبيعة النشاط بهذا التلاحم الأخوي في سبيل الثقافة والمحبة والخير والجمال، وهي أبرز الأهداف التي تقدم ذاتها في مشهدية الضفاف، تحاول جاهدةً التعبير عن نفسها بكل ثقة وكلها طموح نحو مستقبل الساحة الثقافية، لن تبدأ بوضع خارطة طريق أكبر من إمكانياتها الفعلية، لكنها تمارس حلمها المشروع في استقطاب خطاب الثقافة كما أي جهةٍ ثقافيةٍ عربيةٍ، قاعدتها الشعبية جمهور الشارع، بعيداً عن الهيكليات الرسمية التي أحياناً “تصنم” الفعل الثقافي وتفرض عليه وصايتها الفوقية، فتعيق من آلياته، لتتحول مع مرور الوقت لمنابر رسمية تنهشها البيروقراطية التي لا تنتج ثقافة حقيقية.
المصدر: ميدل ايست اون لاين