ضم \”بتير\” الفلسطيني أبرز قرارات لجنة التراث العالمي

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-

تختتم اليوم أعمال الجلسة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي التي استضافتها الدوحة خلال الفترة من 15 إلى 25 يونيو الجاري برئاسة سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر.

 

وشهدت الجلسات على مدار عشرة أيام سجالات ونقاشات عديدة بين الدول الأعضاء في لجنة التراث العالمي، حيث تقدمت بعض الدول بطلبات للجنة لضم مواقع جديدة على قائمة التراث العالمي، وقد تم الموافقة على قبول ضم العديد من المواقع الجديدة، في حين تم استبعاد بعض الملفات المقدمة، وكذلك تم إدراج بعض المواقع على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، نظرًا للمخاطر التي تتعرض لها هذه المواقع.

 

ولعل الحدث الأبرز أثناء أعمال الاجتماع الثامن والثلاثين المنعقد في الدوحة هو إدراج لجنة التراث العالمي موقع بتير في فلسطين (بلد الزيتون والكرمة) في قائمة التراث العالمي لليونسكو وقائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، حيث يهددها جدار الفصل الإسرائيلي الذي يصر الكيان الإسرائيلي على مروره وسط هذه البلدة مهددًا إياها بتدمير مدرجات زراعية تضم أشجار زيتون تعود لعصر الرومان ونظام ري وصرف للمياه ضاربًا في القدم، ونجحت الوفود العربية في إدراج الموقع على قائمة “التراث العالمي” وأيضًا على قائمة التراث المهددة بالخطر.

 

وأعلن عن هذا القرار إثر تصويت سري في إطار آلية عاجلة، حيث أثار إعلان نتيجة التصويت هتافات الترحيب وسارع العديد من السفراء لدى اليونسكو إلى تهنئة نظيرهم ممثل فلسطين إلياس صنبر بعدما دافعوا عن القيمة الاستثنائية للقرية وأبرزوا الخطر الوشيك الذي يهددها خلافًا لرأي خبراء المنظمة.

 

وكان اقتراح موقع بتير قد تم من طرف فلسطين من أجل أن يتم تسجيله لأنه يجب أن يعالج بشكل طارئ، حيث وافقت اللجنة على تسجيل الموقع وتم اعتماد القرار بتسجيله على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر باعتباره تعرض للضرر بسبب التحولات الاجتماعية والثقافية والجغرافية والسياسية التي من شأنها أن تصيب الموقع بأضرار جسيمة غير قابلة للتصحيح، مع الإشارة إلى الشروع ببدء أسرائيل أعمال بناء الجدار العازل الذي من شأنه أن يعزل المزارعين عن الحقول التي يزرعونها منذ قرون.

كما شهدت أعمال اللجنة كذلك إدراج مواقع من المملكة العربية السعودية والعراق واليابان وهولندا في قائمة التراث العالمي لليونسكو، بجانب إدراج موقعين ثقافيين وموقع طبيعي وثقافي في القائمة ذاتها، وتشتمل هذه المواقع على كاباك نيان، (أو منظومة طرق الأنديز) وهي أول سلسلة من ممتلكات أمريكا اللاتينية التي تتخلل ست دول عبر القارة.

 

ومن المواقع الجديدة المدرجة في هذا الاجتماع أيضًا: إكوادور، وبوليفيا، وبيرو، وشيلي، وكولومبيا، ويستويرك كارولينجيان ومستوطنة كورفاي (ألمانيا)، بالإضافة إلى إدراج قناة الصين الكبرى (الصين)، وقلعة نام هان سان سيونج (جمهورية كوريا)، وطرق الحرير: شبكة طرق ممرّ تيان شان (جمهورية قيرغيزستان، والصين، وكازاخستان)، وكذا موقع راني كي فاف (بئر الدرج الخاص بالملكة) في مدينة باتان، في ولاية غوجارات (الهند).

 

ومن اللافت في اجتماعات الدوحة إدراج أول موقع لميانمار في قائمة التراث العالمي، حيث دخلت ميانمار قائمة التراث العالمي بإدراج أول موقع لها وهو “دول بيو القديمة”، كما قررت اللجنة إدراج موقع شهر شوخته في إيران.

 

كما وافقت لجنة التراث العالمي على إدراج ممتلكات من الاتحاد الروسي وكوستاريكا وفيتنام على لائحة التراث العالمي لليونسكو، وقامت هذه اللجنة بإدراج مواقع أخرى من فرنسا وإسرائيل وإيطاليا وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وهكذا وصل مجموع الممتلكات المدرجة في قائمة التراث العالمي 1010 مواقع.

 

وقد أعلنت سعادة الشيخة المياسة رئيس الدورة الثامنة والثلاثين أن الجلسة المقبلة ستكون في ألمانيا وستترأسها السيدة ماريا بوهمر وزير شؤون الخارجية الألمانية وسيكون لها خمسة نواب ومقرر وتم ترشيح المقرر من لبنان.

 

ومن الجدير بالذكر أن السيدة بوهمر هي امرأةٌ سياسية من الطراز الأول، تقلدت العديد من المناصب الحزبية في الحياة السياسية والعامة، كما شغلت منصب نائب لرئيس مجلس إدارة القناة الألمانية الثانية ZDF، كما تقلدت في عام ٢٠٠٥ منصب وزير الدولة المكلف بالهجرة واللاجئين والدمج. ومنذ ديسمبر ٢٠١٣ تمّ تعين السيدة بوهمر كوزيرة للدولة للشؤون الخارجية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى