ظافر عابدين: التمثيل مهنة رائعة

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

سارة نبيل

 

من ملاعب كرة القدم، ومماشي عرض الأزياء، بدأ ظافر العابدين مسيرته في عالم الأضواء، إلى جانب دراسة هندسة الكومبيوتر. انضمّ لاحقاً إلى جامعة برمنغهام البريطانيّة لدراسة التمثيل، وتخرّج في العام 2002. بدأ مسيرته الاحترافيّة في مجال التمثيل بين بريطانيا وفرنسا وهوليوود، مشاركاً في مسلسلات عدّة وأفلام منها «الجنس والمدينة» (2010)، و «سنتوريون» في العام ذاته. رشّحه المخرج نجدة أنزور لأوّل أدواره في الدراما العربيّة ضمن مسلسل «ذاكرة الجسد» في العام 2010. بعد عامين، كانت إطلالته الأولى في مسلسل مصري هو «فيرتيجو» من بطولة مواطنته هند صبري، وإخراج عثمان أبو لبن.

في رمضان 2015، شارك عابدين في عملين أوّلهما من إنتاج مصري هو «تحت السيطرة» لمريم نعوم وتامر محسن، والثاني من إنتاج لبناني هو»24 قيراط» لريم حنّا والليث حجو. يقول: «أنا سعيد أنَّني أعمل في المهنة التي أحبها سواء قدَّمت عملاً مصريّاً أو لبنانيّاً أو إنكليزياً، فكلّ تجربة أتحدّى فيها نفسي وأحقّق من خلالها أهدافاً جديدة، وكلّ عمل أشعر فيه أنَّني سعيد، وأذهب إلى موقع التصوير وكأنَّني ذاهب إلى مقابلة أصدقائي».

أثار أداء عابدين لدور حاتم في مسلسل «تحت السيطرة» الجدل، إذ يظهر بشخصيّة زوج المدمنة المتعافية مريم (نيللي كريم) الذي لا يعرف شيئاً عن ماضيها مع المخدّرات. وحين يكتشف الأمر، يجد صعوبة في تقبّل الحقيقة، ما يؤدّي إلى الطلاق، ولاحقاً إلى محاولته الحصول على حضانة طفلتها ذات الثلاث سنوات. يقول إنّه لم يكن يتوقّع نجاح المسلسل الكبير. «لم أضع توقّعات إيجابيّة أو سلبيّة للدور أو للمسلسل قبل بدء التصوير، وكان ما يهمني العمل في مشروع تتوفر فيه عناصر النجاح مثل مخرج كبير كتامر محسن، والمؤلفة مريم نعوم، وشركة «العدل غروب». ولكنني لم أشغل بالي بتوقّع النتائج، وقد فوجئت بردّ الفعل والنجاح الذي حقّقته في هذا المسلسل، وكنت سعيداً جداً بالجدل الذي أثاره دوري فيه».

خاض عابدين في العمل أولى تجاربه في البطولة بجانب نيللي كريم، وشكّلا معاً ثنائياً ناجحاً جداً. يقول: «نيللي ممثلة جيِّدة جداً، وموهوبة، وراقية، ومحترمة، والشغل معها ممتع، فهي مكسب لأيّ ممثل يعمل معها». وحول الاتهامات التي وجّهت للمسلسل بالترويج للمخدرات، يقول: «لا تعليق لديّ على ذلك، فنحن لن ندافع عن أنفسنا، ويكفي أنّ الجمهور شاهد المسلسل، وأدرك أنه يناقش خطورة الإدمان على الشباب في العالم العربي، وأثره السلبي على العائلة والمجتمع».

أتقن ظافر عابدين اللهجة المصرية لدرجة جعلت جمهوره في الوطن العربي يعتقد أنَّه مصريّ وليس تونسياً. يعلّق: «سعيد جداً أنني استطعت أن أتحدّث اللهجة المصريّة بشكل جيّد، والحمد لله أنني جعلت الجمهور يركز في الدور والشخصية التي أقدمها ولم يلحظوا وجود أخطاء في لهجتي».

وعن إمكانيّة تعلّمه اللهجة اللبنانيّة لتقديم أدوار لشخصيّات لبنانيّة كما قدم أدواراً مصريّة، يقول إنّ دوره في مسلسل «24 قيراط» كان الأوّل له في عمل من إنتاج لبناني، ولعب فيه دور رجل أعمال مصري، لذلك لم يكن مضطراً لتعلّم اللهجة اللبنانيّة. «إذا عرض عليّ دور لبناني سأحتاج للتفكير إن كنت سأستطيع تقديمه أو التدرّب على اللهجة اللبنانيّة أم لا، علماً أنّي كنت سأشارك في رمضان الماضي بمسلسل واحد فقط، ولكن عندما وجدت أن هناك اختلافاً بين دوري في «تحت السيطرة»، ودوري في «24 قيراط»، قرّرت خوض التجربة، على الرغم من أنّه كان صعباً جداً عليّ أن أصوَّر عملين في بلدين أثناء عرضهما».

تزوج عابدين من ممثلة إنكليزية وأنجب منها ابنته الوحيدة التي لا يمانع أن تكون ممثلة أيضاً، إذ أنّه يعشق التمثيل، ويرى أنّها مهنة رائعة، لذلك سيساعد ابنته ويقف بجانبها إن اختارتها. يتحدّث عابدين عن عائلته: «درست زوجتي اللغة العربية لذلك تستطيع متابعة أعمالي ونشاهدها معاً، وعندما تجد صعوبة في فهم اللهجة المصرية أو التونسية أساعدها. وعادة عندما يعرض عليَّ أيَّ عمل فنيَّ أتحدث معها وأسألها عن رأيها فيه». يضيف: «عملي في أكثر من بلد يضطرني إلى الابتعاد عن زوجتي وابنتي لوقت طويل، فأحياناً أصوّر بين فرنسا والمغرب وإنكلترا، ثمَّ أصوِّر في مصر وبعدها في لبنان بينما يعيش أهلي في تونس وزوجتي وابنتي في لندن. لذلك عندما أحصل على إجازة من التصوير، أتفرغ لهما تماماً وأقضي معهما كلّ وقتي».

بدأ عابدين حياته كلاعب كرة قدم في فريق «الترجي» التونسي، لكنّ إصابة تعرّض لها في الثالثة والعشرين من عمره، أجبرته على الاعتزال المبكّر. «كانت كرة القدم حلماً بالنسبة لي، وكانت أقرب شيء إلى قلبي، وبعد الإصابة شعرت بإحباط وحزن شديدين، ولكنني كنت محظوظاً أنني وجدت نفسي في مهنة أخرى أحبها وهي التمثيل».

يستعدُّ عابدين للمشاركة في بطولة مسلسل «سمرا» من تأليف كلوديا مرشليان، وإخراج رشا شربتجي، وبطولة نادين نجيم، وإنتاج صادق الصبّاح. وعن أسباب غيابه عن السينما العربيّة إلى الآن، يقول: «السينما مهمّة جداً، ولكن يجب أن يكون الدور مناسباً، لأنّ الجمهور سيتذكر دائماً أول دور لي في السينما المصرية أو العربية، لذلك أحرص أن يكون دوراً جيداً. وعندما عرضت علي أدوار مناسبة، كنت مشغولاً بتصوير مسلسلات رمضان، لذلك اعتذرت عنها، ولكنني أقرأ حالياً أكثر من فيلم قد أستقر على المشاركة في أحدها قريباً».

المصدر: السفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى