عامود: أنا أول من كتب قصيدة النثر في سوريا

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-

استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، مساء أمس الأول، في قاعة عبد الله عمران تريم في مقر الاتحاد الجديد في معسكر آل نهيان الشاعر السوري إسماعيل عامود في أمسية شعرية سلطت الضوء على تجربته في الحياة ومع الشعر، قدّمها حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة الاتحاد، وحضرها عدد من الشعراء والكتاب . 

استهل حبيب الصايغ بالترحيب بالشاعر قائلاً: “أعبر عن بالغ السعادة باستضافتنا اليوم لشاعر كبير، وقامة فارعة في الشعر العربي، له أثر كبير وبصمة واضحة في قصيدة النثر، تلك القصيدة التي يدور حولها الكثير من الإشكالات، ونحن لسنا ضد هذا الشكل الشعري أو غيره، مع القصيدة والكلمة الرصينة أياً كانت، سواء كانت قصيدة عمودية أو غيرها شرط أن تكون جميلة” . 

وأضاف: “اتحاد الكتاب يسعى إلى الإسهام في توثيق هذه المرحلة المهمة في تاريخ الشعر العربي، وندعو الكتاب الكبار إلى الكتابة عن تجاربهم النثرية، لأننا لا نعرف شعر النثر جيّداً، وغير ملمين بما يدور في كواليسه، ولأول مرة يتحدث الضيف ثلاث مرات في اتحاد الكتاب، في رأس الخيمة، والشارقة، وأبوظبي نظراً لأهمية الموضوع وحساسيته وما يثيره من إشكالات .

أعقب الكلمة عرض فيلم وثائقي بعنوان “مطموراً تحت غبار الآخرين” من تأليف الشاعر إبراهيم الجبين، وإخراج الشاعر علي سفر، استعرض سيرة الشاعر عامود ومسار تجربته الشعرية وأبرز محطاتها، وبدأ بمحاكمة الأديب المصري طه حسين في القاهرة عام 1926 بخصوص كتابه “في الشعر الجاهلي”، معرجاً على الحراك الثقافي الذي عرفته سوريا خلال أربعينات القرن الماضي والذي عاش الشاعر في كنفه وارتوى من معينه، حيث بدأ حينها يطلع على بعض المجلات والدوريات الأدبية مثل “الأديب” و”الصباح” و”النواعير”، وكان الشعر العمودي هو السائد في هذه المرحلة، لكن عامود بدأ يتوجه نحو مسار مغاير، لابتكار شكل شعري جديد يروق له أكثر من المتداول، وهنا بدأت فورة الشعر مع عامود ورفاقه في مجلة “شعر” مع محمد الماغوط، وسليمان عواد . 

وقال عامود: كنا في هذه المرحلة من الانفتاح نحس أن المجتمع يرفض ما نقدّمه وقابَلَه الشعراء الآخرون بوابل من النقد اللاّذع والاستخفاف، مشيراً إلى ما واجهته قصيدة النثر في البداية من معارضة ومواقف صادمة، بيد أن كل ذلك لم يثن عزيمته ورفاقه عن مواصلة المسار الذي اختاروه، لأن قصيدة النثر، حسب عامود، باقية ولها قدرة كبيرة على التعبير وإيصال المعنى الشعري، ولم يسلم أحد من انتقاد .

وأضاف: “أنا لست مؤدلجاً، لأن الأدلجة تلغي الآخر، وكل ما يهمني هو ما قرأته وتأثرت به، ويشدني المعنى الجديد المبتكر الذي لم يطرق من قبل، وقد كتبت مقالاً نافحت فيه عن قصيدة النثر بعنوان “من الشعر المنثور . .” نشرته خلال ستينات القرن الماضي في وسط المعمعة، وأنا الأسبق زمنياً من غيري، وأول من كتب قصيدة النثر في سوريا” .

وتحدث الناقد السينمائي ناصر ونوس في تعليقه على الفيلم عن جوانب فنية وذهنية وثقافية، مشيراً إلى أن الفيلم كان من الأولى أن يبدأ بإشكالية قصيدة النثر وما أثارته من سجالات ونقاشات في الساحة الثقافية السورية وعلى مستوى الوطن العربي .

وأوضح ونوس أهمية الفيلم في تسليط الضوء على تجربة الشاعر عامود وهي تجربة مهمة في تاريخ الشعر العربي، واكب صاحبها العديد من التحولات الثقافية والفكرية . 

وقرأ عامود خلال الأمسية قصيدته “الريف المنقط بالمطر” التي يقول فيها:

أيتها الحقول المزركشة/ بقبلات النجوم وأصوات الريح الزرقاء/ كم أنت رائعة/ كامرأة عاشقة تبتهل في معبد متصوف/ كمساءاتك/ في الصباحات المتيقظة/ تغزلك العيون على مدارها الباقي/ على مدى العصور/ أيتها السهوب المنقطة بقطع الغيم/ المسافر أبداً/ في دروب الحنطة والزنبق/ تضمك أشواقي المبددة في وعي الكلمات/ المحفورة على دفتر العشق/ المسمى بالملكوت . 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى