عبداللطيف الزبيدي: جمال اللغة العربية يكمن في كتابتها ونغماتها

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-
ضمن فعاليات “رمضان الشارقة”، نظمت إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة مساء أمس الأول جلسة حوارية تحت عنوان “جماليات اللغة العربية” قدمها الزميل الكاتب عبداللطيف الزبيدي وأدار الجلسة الإعلامي أحمد ماجد .
تناولت الجلسة موضوع نشوء اللغة العربية وجمالها وقوة تأثيرها في الماضي وأسباب ضعفها وتراجعها في الحاضر . كما ناقشت بعض المقترحات التي يمكن من خلالها إعادة اللغة العربية إلى مكانتها ورونقها .
وقال الزبيدي: إن الفضل فيما تختزنه اللغة العربية من جمال يعود إلى أولئك الذين بدأوا بتكوين الجملة إلى أن وصلوا إلى كتابة أشعار في القمة كالمعلقات في الجاهلية ومن ثم جاء الشعراء كالمتنبي والمعري وابن زيدون وأحمد شوقي وغيرهم، ولكن هؤلاء لم يؤسسوا الشعر العربي وإنما أسسه أناس لم تكن لهم أي دراية بفنون الأوزان والبحور وإيقاعات الشعر وموسيقى اللغة العربية . هؤلاء وجدوا بنياناً متكاملاً وهذا ما يحيرنا اليوم، إذ كيف استطاعوا أن يوجدوا لنا ستة عشر بحراً من بحور الشعر لم يتدخل فيها أي عالم بعلوم الإيقاع الموسيقي وفنون تقطيع الشعر، إذ كانت أذن الشاعر الجاهلي أخطر من أذن موتسارت وبيتهوفن في الموسيقى الكلاسيكية . وما جاء في السجع والنثر أيضاً مرده إلى الشعر الجاهلي . لقد كانت العبقرية اللغوية مبنية على الفطرة والتي سماها ابن خلدون الملكة اللغوية أي أن يدرك الإنسان الخطأ والصواب والجمال والقبح في اللغة بفطرته .
وأضاف الزبيدي أن جمال اللغة العربية يكمن أيضاً في كتابتها ونغماتها فكل حرف له نغمة ووقع موسيقي . فالحروف العربية تنطق من بداية فك الإنسان إلى آخر الحلق . وقد وضع الفراهيدي أول قاموس في اللغة العربية يسمى قاموس العين، رتب فيه الحروف حسب مخارج الأصوات وكان قد بدأ بالعين لأنها أقرب إلى البطن” .
وحول واقع اللغة العربية وما تعانيه قال الزبيدي: لقد كانت لدى الجاهليين عادة جميلة حبذا لو تدوم اليوم، حيث كانوا يرسلون أطفالهم إلى البادية لتستقيم ألسنتهم ولتصبح ألسنة سليمة فصيحة بليغة قادرة على أداء كل شيء من دون أخطاء، في حين نرى اليوم الكثير من الجامعيين يتخرجون في الجامعات وهم لا يحسنون حتى كتابة جملة مفيدة، وفي هذا الإطار نستطيع أن ندرك مسؤولية الجيل الحاضر وخصوصاً في بنيان التربية والتعليم، فالذين يضعون البرامج التعليمية عليهم أن يدركوا مسؤوليتهم الكبيرة تجاه الأجيال، عندما نرى أن أوزان الشعر أصبحت صعبة جداً على الجيل الحاضر، وعندما نرى أن اللغة أصبحت مهلهلة وضعيفة جداً وعقيمة في كثير من الأحيان . فمناهج التربية والتعليم يجب أن يعاد النظر فيها بحيث تستطيع اللغة العربية أن تستعيد حيويتها، وتصبح قادرة على دخول وشمول كل المجالات .