«عتبات البهجة» لقطة مشهدية واسعة للفن السابع في الأردن

الجسرة الثقافية الالكترونية-الاتحاد-
صدر مؤخراً عن منشورات “فضاءات للنشر والتوزيع” في عمّان كتاب مهم في النقد السينمائي للباحث والناقد السينمائي الأردني ناجح حسن بعنوان: “عتبات البهجة ـ قراءات في أفلام أردنية” في 390 صفحة من القطع المتوسط، وعنوان الكتاب رغم أنّه مقتبس عن إحدى روايات المصري إبراهيم عبد المجيد إلا أنّه ينحو باتجاه السرد السينمائي بطريقة مبتكرة تجمع بين المتعة والمعرفة وفن النقد السينمائي المحترف. وكان قد صدر لمؤلف الكتاب مجموعة من الكتب النقدية منها: “الآن على الشاشة البيضاء” 1986، و”السينما والثقافة السينمائية في الأردن” 1990، و”متابعات سينمائية” 1993، و”شاشات النور شاشات العتمة” 2003.
في “عتبات البهجة” يتناول ناجح حسن، إشكاليات ومستجدات السينما في الأردن، أثناء عقودها الأخيرة، على مستويات الإنتاج والإخراج، وإنجاز الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة، كما يهتم بمجمل التطورات الحديثة التي صاحبت التجديد في مجال التقنيات وحرفيات السينما، مركزاً في الوقت نفسه على مجموعة من الأفلام المنتخبة لمجموعة من المخرجين الشباب، والدور البالغ الأهمية الذي لعبته شركات الانتاج، ويتصدرها كل من وزارة الثقافة، والهيئة الملكية الأردنية للأفلام.
يحتوي الكتاب على استهلال عن التأسيس في بنية الأطياف والأحلام، وفيها يرى المؤلف أن الساحة الأردنية قد شهدت حركة سينمائية واضحة، أخرجت للنور إبداعات المخرجين الشباب اعتماداً على الدراسة الأكاديمية والورشات التدريبية، ومن ثم حديث عن صناعة الأفلام الأردنية.
ويتناول الفصل الأول تحت عنوان “رهانات على مستقبل صناعة الأفلام” واقع وآفاق صناعة السينما الأردنية، ومحاولات الهيئة الملكية الأردنية للأفلام تفعيل حقل الثقافة السينمائية في المجتمع من خلال مبادرة إنشاء “بيت الأفلام” عن طريق وضع خطة لإنتاج الأفلام، إلى جانب إنشاء الصندوق الأردني للانتاج السينمائي، والمخصص لتمويل أفلام الشباب، إلى جانب الاهتمام بإنشاء دور عرض حديثة على أحدث مستوى من التقنية والتجهيز.
وفي الفصل الثاني بعنوان “حوارات صناعة الأفلام الأردنية” ينشر المؤلف سلسلة حوارات أجراها مع شخصيات حول صناعة الأفلام الأردنية، ومنهم المخرج محيى الدين قندوز، والمخرج جلال طعمة، والممثل نديم صوالحة، والناقد السينمائي عدنان مدانات.
وجاء الفصل الثالث تحت عنوان “رحلة مع صناعة الفيلم الطويل” وفيه حكاية العثور على نسخة نادرة من الفيلم الروائي الأردني “وطني حبيبي” الذي أنجزته مجموعة من الشباب عام 1962.
أما الفصل الرابع فكان بعنوان “في صحبة الأفلام القصيرة”، وحمل الفصل الخامس عنوان “سكوت إنهم يصورون”، وفيه يطرح المؤلف نماذج شديدة الخصوصية والنوعية من الأفلام الأردنية المتميزة، منها: “عاطفة الصحراء” للمخرجة هند خليفات، و”احذر أمامك تعليق” للمخرجة داليا الكوري.
كتاب “عتبات البهجة” مثير للاهتمام، لكونه إضافة جديدة ونوعية لمكتبة السينما العربية، ويمنح القارئ لقطة مشهدية واسعة وممتدة للحركة السينمائية في الأردن والتطور، الذي حققته عبر سنوات ومراحل مختلفة من العمل والجهد نحو تحقيق سينما بديلة ومستقبلية.