“عشر ليال وليلى” …الرواية الأولى للكاتب السوري نذير الزعبي

الجسرةالثقافية الالكترونية – خاص – 

من خالد سامح:

عن الدار العربية للعلوم في بيروت ( ناشرون) صدرت مؤخرا الرواية الأولى للقاص السوري نذير الزعبي، والتي تحمل عنوان “عشر ليال وليلى”، وتدور أحداثها في بغداد في مرحلة مابعد الاحتلال الأمريكي، حيث يتوجه “زياد” استاذ في الأدب العربي وروائي سوري للمشاركة في مؤتمر أدبي في بغداد ليلتقي بفتاة اسمها ليلى تعمل في الفندق الذي مكث به عشرة ايام، فتحدث الكثير من المفارقات العجيبة وتتحول “ليلى” الى ملهمة للكاتب في عمله الروائي الجديد فتختصر سحر وغموض مدينة بغداد وحزنها العميق نتيجة الأحداث المأساوية التي مرت بها على مدى العقود القليلة الماضية.

وتتداخل في الرواية قصتان الاولى تتجسد بلقاء زياد بليلى والثانية من تاريخ بغداد القديم وبالتحديد الزمن العباسي حيث عمد الكاتب اسقاط احداثها على الواقع البغدادي الجديد، والى مزج الواقعي بالخيالي والغرائبي.

ويأتي في تقديم الدار العربية للعلوم ( ناشرون) لرواية نذير الزعبي : “عشر ليال وليلى ” عمل روائي ينتمي لمفهوم تجنيسي في السرد الروائي هو ( العجائبي)، يخترق بوقائعه الزمان والمكان، ويلخص فيه السرد دلالات تحيل على الزمن الغابر، بقدر ماتحيل الى لحظات زمنية راهنة، وبالتالي يتوجب على المتلقي أن ينجز عملا استدلاليا للربط بين المفاصل الزمنية، على اعتبار ان النص القصصي هنا له وظيفة جمالية تترك للقاريء المبادرة التأويلية لخلخلة معنى الزمن في مختلف اشكاله، فالسارد باعتباره مرسلا للنص يتركه عرضه لعدة أفعال من التأويل، وهذه الأفعال نجدها في عدة متواليات سردية تحيل الى زمنين: الزمن الماضي ( العصر العباسي)  وتمثله ليلى بائعة العطور في الدولة العباسية،  والزمن الحاضر ( بغداد) وماتمثله ليلى: الأميرة بثياب عاملة الغرف ومابينهما من شخصيات.

من أجواء الرواية نختار: “أشعل زياد سيجارةً وغاب بذهنه عن المكان والزمان، راكبا بساط خياله عائدا الى سوق العطارين، حيث كانت ليلى جالسةً في دكانها شاردة الذهن مسندةً وجهها العذب بين كفيها الناعمتين..كنخلتين على الفرات أطل بينهما القمر.

استيقظ من نومه عصرا، بعد سهرة امتدن حتى الصباح انكب فيها على كتابة فصل جديد من قصة ليلى. بدت له السماء من خلف النافذة كامرأة لفت على كتفيها عباءةً سوداء”.

 

ونذير الزعبي من الأصوات التي برزت مؤخرا على الساحة الأدبية العربية، فهو شاعر وقاص سوري، وصاحب مشاريع روائية، تعاين أعماله في مجملها الواقع العربي وحركة المجتمعات على الصعد السياسية والاجتماعية والفكرية، وتأثير كل ذلك على الانسان العربي المعاصر، حيث أصدر العام الفائت، عن الدار العربية للعلوم في بيروت (ناشرون) مجموعة قصصية «32 فهرنهايت»، سبقها قبل ذلك نثريات شعرية تحت عنوان «أطياف صور» عن دار فضاءات الأردنية للنشر.

 

والزعبي من مواليد الكويت ، وهو حاصل على دبلوم الهندسة المدنية من جامعة دمشق ، حيث يعمل حاليا في الكويت في مجال التسويق، ونشر نصوصه في بعض المجلات والمواقع الالكترونية ومنها “الجسرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى