علي عيسى: مخزون الصور النابضة بالحركة يخلد المسرح العراقي

 

 الجسرة الثقافية الالكترونية – الشبكة – يعد الفنان علي عيسى احد اهم رموز التصوير الفوتوغرافي في دائرة السينما والمسرح، حيث بدأ ممارسته لهذا الفن منذ عام 1977 واكب عبر رحلته الفنية عطاءات المسرح بتسجيله لنشاطات الفرقة القومية للتمثيل، بالصور الفوتوغرافية الرائية والمعبرة لاكثر من عشرين عاماً.
 
خارج التقليد
دأب الفنان علي عيسى على العمل خارج التقليد الحرفي والنمط المألوف بالتوثيق الفوتوغرافي الوظيفي، حيث حرص على التعاطي مع العدسة بروح الفنان الذي يتوخى الخلق والابتكار، مجسداً موهبته باخضاع لغة الكاميرا، خاصة ان التصوير في فضاء المسرح الذي يبدو لديه أكثر تميزاً عنه في الميدين الاخرى، لأنه أي التصوير يقتضي امكانات وتقنيات خاصة لتصوير فعل الحركة لدى الممثل تتعلق بسرعة الضوء وحساسية الفيلم، الى جانب قدرة المصور على التقاط اللحظة المناسبة، فاللقطة اذا ذهبت لن تتكرر، وهذا ما يجعل برأيه تصوير العروض المسرحية نمطاً متميزاً عن أنماط التصوير الفوتوغرافي، فهو يثابر على حضور بروفات وتمارين العروض المسرحية، التي هو بصدد تصويرها كيما يعطي للعمل المسرحي مساحته في الاقناع والدهشة، من خلال اختياره للحركات والمشاهد والزوايا ويؤكد الفنان علي عيسى ان رغبته في التمثيل كبيرة منذ الطفولة الا انه عوض شغفه عبر فن التصوير، ليجسد الحركة ويوثقها في لقطات تحمل بصمات الابداع، اذ رافق عيسى نشاطات الفرقة القومية منذعام 1980 وأقام أكثر من سبعين معرضاً عن انتاجها داخل وخارج العراق، ليسجل طيلة هذه الأعوام كل شيء عنها تقريباً، وبذلك امتلك رصيداً كبيراً من مخزون صوري غني مكتنز بالمتعة والتوثيق والخيال ورصد الأعمال الجادة التي تتضمن معاني درامية عميقة تلامس حلم الانسان وتطلعاته.
 
نجوم الفن
وبين اللقطات والصور الأثيرة لديه، كانت لأبرز نجوم الفن في العالم والعالم العربي، الذين حضروا لبغداد في مناسبات مختلفة وأعوام متفرقة، منها لقطات للفنان (انطوني كوين) والممثل (جيمس ريد) الذي شارك في فيلم (المسألة الكبرى) و(مصطفى العقاد) و(عزت العلايلي) و(سعاد حسني) و(عبد الله غيث)، وغيرهم من حيث كان يرافقهم في جولاتهم ويتابع اعمالهم ويلتقط ما يراه جميلاً في عملهم.
الى جانب ذلك عمل الفنان علي عيسى مصوراً صحفياً في عدد من الصحف والمجلات المحلية والعربية، من بينها جريدة الدستور الاردنية، ويركز عيسى في معظم اعماله على الأسود والأبيض، كون التزويق والخداع البصري يحملان التشويه ويحيدان عن الهدف المنشود ولا يمثل الحقيقة على حد وصفه، بخلاف الاسود والابيض الذي يمنح متعة للمشاهد حيث الضوء وانارة المسرح، الذي كرس له جل طاقته ووجد العمل فيه سعادته في الابداع والابتكار.
 
جمال وحيوية
من هنا تميزت صوره المسرحية بحيويتها وجماليتها المتحركة التي تثير المخيلة، كأنها مشاهد حية، فهي أي الصورة لديه ليست جامدة مؤرشفة، انما لقطة توثق اللحظة المنفلتة الطائرة في ميدان العرض، موضحاً بأنه ظل يسعى طيلة عمله الا يكون مرؤشفاً فقط، بل بقى يبحث عن مكامن الابداع، وان يتحول نتاجه الى تخليد المسرح عبر تشكيل صوري يعيد اخراج الحدث المسرحي بالصورة النابضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى