غزة الأمل”.. 50 صورة تجسّد معاناة الشعب الفلسطيني

الجسرة القافية الالكترونية-الراية-
افتتح أمس بمقر الجمعية القطرية للتصوير الضوئي في كتارا، معرض (غزة.. الأمل) للفنان الفلسطيني علي نور الدين، والذي يتواصل حتى الثامن من سبتمبر المقبل، افتتح المعرض كلٌ من سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي والسيد منير غنام سفير دولة فلسطين والسيد أحمد يوسف الخليفي رئيس الجمعية القطرية للتصوير الضوئي وذلك بحضور عدد كبير من الإعلاميين والفنانين، ويضم المعرض 50 لوحة جسّدت معاناة الفلسطينيين في غزة وما يواجهونه من تحديات وصعوبات يومية في أبسط شؤون الحياة، حيث حكت كل صورة قصة اختصرت ألف كلمة.
وبهذه المناسبة قال الدكتور خالد السليطي: هذا المعرض صورة مصغرة عن معاناة أهلنا في غزة وما يتعرّضون له من الآم ومتاعب، موضحًا أن تنظيم هذا المعرض يأتي بالتزامن مع الاستعداد لانطلاق مهرجان نصرة غزة اليوم الجمعة، وأن كل هذه الفعاليات والأنشطة تأتي انطلاقًا من دور كتارا في رعاية وتنظيم المبادرات ذات الطابع الإنساني، ورسالتها السامية في تعزيز العمل الخيري وخدمة القضايا الإنسانية عبر الثقافة والفنون .
من جانبه قال أحمد الخليفي، رئيس الجمعية القطرية للتصوير الضوئي: “إن الأعمال الفنيّة المعروضة للفنان الفلسطيني علي نور الدين تجسّد حياة أهلنا في قطاع غزة، حيث تنبثق الابتسامة والأمل والعزيمة في وجوه أطفال غزة وسط الدمار والحصار الخانق المفروض عليهم منذ عام 2007، فهذه المجموعة من الصور تناولت جوانب حياتية مختلفة منذ بدء الحصار والحرب الأولى موضحًا أن الحياة كانت صعبة جدًا وقت الحصار فكيف بها اليوم وبعد كل هذا الدمار.
قصة معاناة
ومن ناحية أخرى وللإشارة فإن الفنان علي نور الدين لم يتمكن من حضور افتتاح معرضه بسبب تعرّض منزله في غزة للقصف ما أضطره للتواجد مع عائلته.
وفي حديثنا معه حول معرض (غزة.. الأمل) قال: التحدي الأول الذي واجهته كمصور محلي مع وسائل الإعلام الدولية، هو كيفية الفصل بين حياتي الخاصة والقصة التي أرصدها بعدستي وهو ليس بالأمر السهل، لأنه وفي بعض الأحيان تواجه حالة تصبح فيها أنت أو أحبائك جزءاً من القصة مضيفاً: ففي عام 2012 تعرّض بيتي لهجوم بصاروخ إسرائيلي وقد وصلتني أنباء كأي صحفي في غزة أن منزلاً تعرّض للقصف لكني لم أعتقد أنه سيكون بيتي، وقد أصيب كل من والدي وأختي إصابات خطيرة وهنا توقفت الكلمات عن لساني ولم أستطع وصف مشاعري أو خوفي فقلت أصبحت اليوم جزءًا من القصة.
وأكد الفنان علي علي، كما يُطلق عليه، أنه دائمًا ما يبحث بعدسته عن الصور التي تحكي قصة الحياة اليومية في ظل الحصار والاحتلال لِيُعرّف الجمهور أن كل صورة تخفي قصة رئيسية وراءها، الأصوات، والشعور والأمل لحياة أفضل، والتي تُشكّل لحظات من مختلف جوانب الحياة اليومية للناس في غزة.
وعن الصعوبات والتحديات التي يواجهها في عمله قال: كمصور يعمل لوكالة الصور الصحفية الأوروبية في غزة، قمت بتغطية النزاعات المسلحة والفقر والسياسة وتحديات حقوق الإنسان، لقد تعلّمت العمل في ظروف صعبة وتحت الضغط الشديد وأضاف: أعتبر نفسي والصحفيين الآخرين رسلاً في غزة، نخاطر بحياتنا لإيصال صوت الناس ممن ليس لهم منبر إلى العالم الخارجي.
وعن المعارض التي أقامها في مختلف دول العالم قال: من بين المعارض العديدة التي نُظِّمت لعرض صُوَري ولم أتمكن من حضورها على سبيل المثال، معرض مؤسسة ماغنوم بمدينة نيويورك وبربينيان بفرنسا وصورة الصحافة العالمية بأمستردام.
بالإضافة إلى أن في عام 2013 تم اختياري للمشاركة في الصحافة العالمية فئة ماستر، ولم أتمكن من الحضور بسبب قيود التنقل التي تعرفها غزة حيث تم إغلاق معبر رفح الحدودي.
تحديات كبيرة
وعبّر الفنان علي نور الدين عن أسفه الشديد لعدم تمكنه من حضور افتتاح معرض غزة الأمل قائلاً: لا أستطيع أن أصف حزني العميق اليوم لعدم تمكني من حضور المعرض وعدم التواجد معكم لأشكر كل واحد منكم شخصياً لتنظيم هذه المعرض، وأكدَّ أنه على الرغم من كل التحديات التي يمكن أن يواجهها أي إنسان، فإنه مازال مصرًا على الاستمرار مهما كانت العواقب مبيِّنًا أنه وفي نهاية المطاف لديه رسالة يجب أن يبلغها للعالم الخارجي وهذا يُعدُّ واجبًا عليه تجاه وطنه وقضيته.
وعن أكثر صورة التقطها وأثرت فيه قال: هي صورة قريبة جداً من نفسي، حيث التقطتها قبل بضعة أيام من حرب غزة التي دامت ثمانية أيام، وكان الجميع في الشارع يتحدث قائلاً بأن الحرب قادمة، وعلمت أن أفراد الأسرة التي كانت هناك قد قتلوا، وقد منع أقاربهم المصورين من الدخول ودفعوهم إلى الخارج، ولكن سنحت لي فرصة لأن أكون هناك، وكانت بحوزتي كاميرا كانون 5D الصغيرة بعدسة واحدة فقط، وكنت ألتقط صوراً بهدوء في الداخل، وكان هؤلاء أكثر الناس الذين رأيتهم في حياتي غضبًا أثناء التصوير في غزة، وبعدها بدأ شقيق الأسرة بالبكاء وكنت متردداً في تصويره، لأنّي خشيت من ردّة فعله، ولم أتمكن إلاّ من أخذ صورتين أو ثلاث، رغم خوفي من ردة فعلهم، حينها تأثرت من أجله بشكل عميق كما لو كان أخي، وتساءلت بيني وبين نفسي كيف سيكون هذا الرجل بعد بضعة أيام، وهل سيبقى على هذا الحال؟ ثم أجهشت بالبكاء.
الفنان علي نور الدين أو كما يُعرّفه الجميع باسم علي علي، ولد في غزة فلسطين. كطفل لاجئ درس في مدارس الأونروا للاجئين، وواصل دراسته حتى حصل على شهادته في الصحافة من جامعة الأزهر بقطاع غزة، وكان مولعاً بالتصوير منذ صغره. وقد حصل على جائزة الورد برس فوتو لأفضل ١٠ مصورين على مستوى العالم في ٢٠١٣ كما حصل على تقييم من مجلة التايمز الأمريكية كأفضل تغطية صراع من جانب إنساني من قطاع غزه، حيث لا يزال ينقل بعدسته تفاصيل المعاناة الإنسانية في القطاع.
نصرة غزة
ومن جهة أخرى ينطلق اليوم مهرجان نصرة غزة الذي تنظمه المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري وتلفزيون قطر وقناة الريان وشركة كيو ميديا. حيث سيقام المهرجان في المسرح المكشوف في كتارا في الساعة التاسعة مساءً. وقد شاركت جمعيات ومراكز الحي الثقافي بأنشطة متنوعة في المهرجان ومن بين هذه الجمعيات جمعية القناص التي تنظم جناحًا على كورنيش كتارا، وكذلك الجمعية القطرية للفنون التشكيلة التي تقدّم ورشة على كورنيش كتارا علاوة على تواجد رسّام على المسرح المكشوف أثناء الحفل، كما سيشارك المركز الثقافي للطفولة بورشة للأطفال على كورنيش كتارا بالإضافة إلى جمعية التصوير الضوئي التي نظمت معرض (غزة.. الأمل).
وسيتضمّن المهرجان العديد من الفعاليات الثقافية والعروض الفنيّة والإنشادية والتي سيشارك فيها العديد من الفنانين والمنشدين والشعراء من قطر وفلسطين والسعودية ومن أبرزهم الفنان فهد الكبيسي من قطر، وسناء موسى ودلال أبو آمنه والشاعر الطفل مؤمن الفرا من فلسطين، ومن أبرز الشعراء المشاركين الشاعر خليل الشبرمي وعايض بن غيده وعلي معيض الغياثين وعلي صقر الخليفي من قطر بالإضافة للشاعر علي بن حمري من السعودية، ومن الشعراء المشاركين من فلسطين الشاعر محمود الباتع، والشاعر يعرب ريان.