فاة الكاتب والباحث المغربي، الأستاذ الدكتور عبد الرحيم المؤدن

الجسرة الثقافية الالكترونية – خاص
تلقى اتحاد كتاب المغرب، ببالغ الحزن والأسى، نبأ وفاة الكاتب والباحث المغربي، الأستاذ الدكتور عبد الرحيم المؤدن، في الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم الأحد 27 يوليوز 2014، بالديار الهولندية، هناك حيث كان الفقيد يتابع علاجه، إثر مرض عضال ألم به، ولم يمهله كثيرا ليواصل حياته وعطاءه الفكري والأدبي.
ولد الاديب الفقيد عام 1948، بمدينة القنيطرة، هو الذي عرف، رحمه الله، بطيبة نادرة، وبوفاء خاص للمبادئ وللقيم التي نشأ وتربى عليها، عدى عن إبداعه وأبحاثه الرصينة والمجددة، كما يشهد له بحضوره الإبداعي والنقدي والأكاديمي الوازن، وبكتاباته القصصية والمسرحية المضيئة، وبأبحاثه النقدية حول القصة والرواية والرحلة، وغيرها، عدا عشقه الكبير للكتابة للأطفال والفتيان، والبحث في قضايا ثقافية وتاريخية وأدبية وببليوغرافية ومعجمية استثنائية، أضحى معها الأستاذ عبد الرحيم المؤدن، رحمه الله، مرجعا أساسيا للباحثين وللطلبة، داخل المغرب وخارجه، وخاصة فيما يتعلق بأدب الرحلة.
والدكتور عبد الرحيم المؤدن، بقي، إلى جانب ذلك، حاضرا بقوة في المشهد النقدي العربي، بقراءاته النقدية في المتن الروائي العربي، في جغرافياته المتنوعة، وفي نصوصه وأسمائه الأساسية المختلفة، من المغرب والشام والمشرق العربي، من غير أن يشغله ذلك عن الاهتمام بالأسئلة الجديدة للقصة القصيرة، ومغايراتها، موازاة مع انفتاحه وإنصاته للمتغير القصصي المغربي.
عدا اهتمام الفقيد رحمه الله، بالبحث المعجمي، بما قدمه في هذا الباب من اجتهادات مفاهيمية ومصطلحية جديدة، هو الذي عرف عنه، أيضا، كونه أحد الكتاب الكبار الذين ما فتئوا ينتصرون للأفق المغربي، في كتاباته القصصية والرحلية، بشكل ساهم به الأستاذ المؤدن في ترسيخ الأبعاد السردية والتخيلية والجمالية والثقافية والحضارية المغربية، عدا اجتهاداته النظرية والتحليلية التأسيسية لمقاربة النص الرحلي، في خصوصياته وفي تقاطعاته وقضاياه المتنوعة.
فضلا عن ذلك، يعتبر الكاتب الراحل واحدا من الكتاب الذين بقوا أوفياء لكتابة القصة القصيرة وكذا الكتابة للأطفال، في المغرب ، إلى أن وافته المنية، رحمه الله، في وقت يستعد فيه اتحاد كتاب المغرب لإصدار مجموعة قصصية جديدة له موجهة للأطفال، باللغتين العربية والإسبانية، كان الراحل قد مكن منها الاتحاد قبل سفره الأخير ليلاقي ربه راضيا مرضيا.