فارس البيل يقرأ الأنساق الثقافية للرواية الخليجية

الجسرة الثقافية الالكترونية
صدر مؤخرًا في العاصمة الأردنية عمان كتاب “الرواية الخليجية .. قراءة في الأنساق الثقافية” لمؤلفه الأكاديمي والناقد اليمني الدكتور فارس البيل.
ويعد الكتاب من أوائل الدراسات المكتملة التي اعتمدت منهج النقد الثقافي في قراءة وتحليل النصوص الروائية العربية والخليجية بالتحديد، حيث يتناول الكتاب تحليل الرواية الخليجية ثقافياً وفنياً ورصد تاريخها ومراحل تطورها في الدول الست، عبر منهج النقد الثقافي الذي بدأت ممارساته في أوروبا في القرن الثامن عشر، وانطلق وفق قواعد محددة مع بداية التسعينيات من القرن المنصرم؛ وبدأ يُمارس بفاعلية في الوطن العربي، إذ يدرس النقد الثقافي الأنساق الثقافية في الخطاب والعلاقات التي يقوم عليها، ويقوم بتحليلها للكشف عن الإشارات والدلالات والأبعاد التي يرمي إليها.
سار الكتاب بشكل متسلسل في تحليله للأبعاد الثقافية في الروايات الخليجية، بعد أن مهد للنقد الثقافي ومراحل تطوره، وقدم مدخلاً تاريخيًا وفنيًا عن الرواية الخليجية ومراحلها وخصائصها الفنية والموضوعية، وملامحها التطوريةِ في كل دولة من هذه الدول على حدة، ثم اعتمد تحليل الروايات المختارة بدءًا من خارج النص، بقراءة العنوان وبنيته الصياغية، ودلالاته الثقافية، ثم الراوي في النص، ووقف على مفهومه وأنواعه ووظيفته، واتجه الكتاب لتحديد الراوي في الروايات المختارة وأبعاده وطريقة تأثيره في النص، وتوصل إلى تحديد بعض المفاهيم الثقافية التي تبنى النص إرسالها للمتلقي عبر العنوان والراوي.
ثم تعمق الكتاب في المتن السردي، وحللت مكوناته الأربعة في الروايات: الحدثُ، والشخوصُ، والزمان والمكان، واللغة، للكشف عن ثقافة المجتمع الخليجي وواقعه ودوافعه وآليات تفكيره وعاداته المختلفة.
وانتهى الكتاب في فصله الثالث إلى استنطاق المتلقي فيما بعدَ النص، حيث ابتدأ بمفهوم عملية القراءة، والتفريق بين القارئ الحقيقي والضمني، ورصد الكتاب ردود أفعال القارئ الخليجي “الفرد والمؤسسة” إزاء الروايات بين الرفض والقبول والمهادنة.
واعتمد الكتاب في تحليله على الروايات الآتية: “بنات الرياض” لرجاء الصانع من السعودية، و”صمت الفراشات” لليلى العثمان من الكويت، و”تبكي الأرض يضحك زحل” لعبدالعزيز الفارسي من عمان، و”ذهب مع النفط” لعبدالله خليفة من البحرين، و”الديزل” لثاني السويدي من الإمارات، و”أشجار البراري البعيدة” لدلال خليفة من قطر.
يقع الكتاب في 349 صفحة من القطع الكبير في طبعته الأولى 2016، وهو صادر عن دار ” الأكاديميون للنشر والتوزيع ” بعمان .
المصدر:ميدل ايست اون لاين