فتحية العسال ترحل بعد مسيرة نصف قرن مع الكتابة الإبداعية

الجسرة الثقافية الالكترونية-الاتحاد-
رحلت صباح أمس في القاهرة الكاتبة المسرحية المعروفة فتحية العسال عن 79 سنة بعد مسيرة طويلة مع الكتابة للمسرح والتلفزيون، وكانت الراحلة التي قطعت مشوارها التعليمي قبل أن تكمل السنة العاشرة من عمرها، بدأت بكتابة القصة القصيرة بعد أن تدربت على القراءة لوحدها ومضت تطور قدراتها القرائية حتى ملكت القدرة على تعليم بعضهن فك الخط ومضت في السبيل لتنجز العديد من النصوص القصصية والمسرحية والتلفزيونية (بلغت 60 نصاً) وتحرز مكانة منظورة في المشهد الثقافي المصري.
وتعتبر العسال من بين أكثر الكاتبات العربيات إنتاجاً في حقل المسرح وقد تميزت نصوصها بثراء مضموني لافت كما جاءت في أشكال حداثية وتجريبية، وكانت الهيئة الدولية للمسرح اختارتها لكتابة «رسالة اليوم العالمي للمسرح» 2004 ونشرت في أكثر من عشرين لغة حول العالم، وقد عبرت يومها العسال عن شغفها الشديد بـ«أبوالفنون» وحكت عن قدرة هذا الفن العريق على إرساء دعائم الحق والخير والجمال.
صاحبة «نساء بلا أقنعة» و«سجن النساء» و«من غير كلام» نشطت اجتماعياً واعتقلت مرات عدة منذ منتصف الخمسينات بسبب مواقفها السياسية، وقد تأثرت كثيراً بزوجها الكاتب عبدالله الطوخي (رحل 2001) وهي تنسب حيويتها الثقافية والإبداعية إلى رفقته برغم من أنهما افترقا لاحقاً.
وقد ظهرت العسال في مشهد التحولات الذي تشهده مصر منذ ثلاثة أعوام وتقدمت الصفوف في التظاهرات المطلبية برغم كبر سنها وهي كانت تعد لكتابة نص مسرحي يستلهم أجواء ثورة يناير بعنوان «شجرة الصبار».
وقد عرفت الراحلة التي ظلت وفية لحزبها الماركسي بمواقفها العروبية وناصرت دائما القضية الفلسطينية.