“فتح الخير” تختتم اليوم اختبارات اللياقة بالإعلان عن المشاركين

الجسرة الثقافية الالكترونية
تختتم اليوم اختبارات المشاركين في رحلة “فتح الخير2” المتجهة إلى الهند والتي تقدم إليها نحو 26 مشاركاً من القطريين تتراوح أعمارهم بين (20-45) سنة، حيث تتضمن هذه الاختبارات مجموعة من الإجراءات التي يجب اجتيازها للقبول في الرحلة البحرية التاريخية التي تستغرق شهرين وتنطلق من شاطئ كتارا لتبحر في مياه الخليج العربي وبحر العرب، مرورا بسلطنة عمان ووصولا إلى مدينة مومباي في الهند، وذلك في تجربة مثيرة تسترجع ما كانت تشهده تلك السواحل في العصور الماضية، من أمجاد زاهية مضيئة يوم كانت موئلاً لأجدادنا سادة البحار وأساطين التجارة، يمخرون بسفنهم الشراعية عباب مياه الخليج العربي.
وأشار السيد أحمد الهتمي مدير إدارة الشواطئ بالمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) إلى أن الاختبارات التي بدأت أمس بين الساعة (4-6) مساء وتنتهي اليوم، تشمل سبعة بنود حول اللياقة البدنية من بينها: (سباحة 100 م، سحب وزن 50 كج لارتفاع 6 أمتار، المشي على عمود غير ثابت لمسافة 5 م، إنقاذ جريح أو غريق من البحر، التسلق بحبل معقود إلى ارتفاع 5 م)، منوها أن اللجنة المشرفة على إجراءات الفحوصات سوف تختار الناجحين في الاختبارات الذين يحصلون على 45 درجة على الأقل.
وأضاف الهتمي أن رحلة (فتح الخير 2) من المقرر أن تنطلق في الأول من أكتوبر القادم، ومن المتوقع أن يكون على متنها نحو (40) مشاركاً بقيادة النوخذة حسن عيسى الكعبي بالإضافة إلى فريق البحارة والطواقم الفنية والبعثة الإعلامية، مشيراً إلى أنها ستخرج من شاطئ (كتارا) لتصل إلى الهند في 25 أكتوبر، مرورا بسلطنة عمان، ثم تعود إلى الدوحة، لتصلها في 17 نوفمبر المقبل، تزامناً مع انطلاق النسخة الخامسة لمهرجان (كتارا) للمحامل التقليدية.
وأوضح الهتمي أن محمل (فتح الخير2) أنهى كافة أعمال الصيانة الخارجية في ميناء مسيعيد، ويجري العمل الآن على قدم وساق لاستكمال كافة التجهيزات الداخلية والترتيبات الخاصة بالرحلة، مؤكدا أن (فتح الخير2) ستعيد إحياء تراث الأجداد في السفر عبر البحار والمحيطات، وتأصيل الموروث الثقافي البحري القطري والخليجي والذي يمثل سمة أساسية ومميّزة لهويتنا الوطنية التي نسعى إلى نشرها وإطلاع الآخرين عليها، كما أن هذه الرحلة ستوفر لنا فرصة لاستعراض التاريخ البحري القطري للعالم، وتثقيف جيل الشباب حول هذا النوع الفريد من السفر، حيث تلتزم (كتارا) برعاية وتعليم جيل اليوم عبر توفيرها لفرص الاستكشاف وإتاحتها لخوض غمار تجارب استثنائية تتعلق بالتراث البحري.
ومن جهتهم، أعرب العديد من المشاركين في اختبارات اللياقة البدنية للانضمام لرحلة (فتح الخير2) عن ثقتهم بالنجاح والمشاركة في هذه الرحلة البحرية الرائعة التي تعيد إحياء تراث الأجداد في السفر والتنقل عبر العالم عن طريق المحامل الشراعية، مشيدين بدور المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) في المحافظة على هذا النوع من التراث وتعليم الجيل الجديد كيفية التنقل والسفر من خلال المحامل الشراعية وتعزيز التاريخ البحري القطري.
وقال السيد عبد الله التميمي إنه سعى للمشاركة في رحلة (فتح الخير 2) ليعيش أجواء الحماسة التي كان يعيشها الآباء والأجداد في الماضي، مشيراً إلى أن الرحلة تجسد عملياً مسيرة الكفاح التي عرفوا بها بكل ما يكتنفها من جد وعزيمة وإصرار وتحدٍ.
وفي السياق ذاته قال السيد ناصر الرميحي: إنه يريد أن يشارك في رحلة (فتح الخير2) لأنها تقدم تفاصيل الرحلات البحرية التي كان يعيشها أجدادنا في عصر الغوص والصيد والتجارة ويتوجهون من خلالها إلى الهند وزنجبار، بدءاً من الاستعداد للرحلة والعمل على تجهيز السفن التقليدية بكامل أدواتها ومستلزماتها وكوادرها، إلى التمسك بكافة مفردات العيش والحياة فيها، وذلك وفق منظومة موروثنا الثقافي البحري، بما يتضمن من قيم روحية دينية وإنسانية.
أما السيد محمد الجسمي فيقول إن مشاركته في رحلة (فتح الخير2) تأتي استكمالاً لمشاركته الأولى في رحلة فتح الخير الأولى التي شملت بنادر من دول الخليج العربي، ومن أجل مواصلة التعلم والاستكشاف، مشيراً إلى أن هذه الرحلات البحرية الاستثنائية، تقدم فرصة نادرة للجيل الجديد للتعرف على مهارات عظيمة كالقوة والشجاعة والجسارة، وقيم أصيلة كالتضامن والتآزر والتكافل، والتكاتف كانت ولا تزال حاضرة في وجدان المجتمع القطري، ويجب أن يتحلى بها كل إنسان.
المصدر: الراية