فرقة “أمبير” في مسرح المدينة.. لغز التضحية

الجسرة الثقافية الالكترونية-السفير-
*اروى عيتاني
لمن تضحي؟ هل يجب ان تضحي ام أنّ التضحية باتت عديمة الجدوى؟ بحث قامت به، أمس الأول، فرقة Impure وهومان شريفي في عرض Every order…..terror على خشبة مسرح المدينة ضمن فعاليات تظاهرة CO2.
طالعتنا الموسيقى. ولعلّها من أبلغ ما قيل وسط كل هذا العرض. فعازفا البزق والإيقاعات في عزفهما المباشر، كانا هم من أضاف إلى هذا العرض الفريد من نوعه الصخب اللازم للتفاعل معه. هذا التفاعل كان بسيطاً مع ما رأيناه على الخشبة، ما عدا بعض اللحظات القوية الانفعالات. بقيت الألغاز تكتنف العرض مع فكرة التضحيات المشتركة التي يجب ان يقدمها كل فرد في مجتمعه. روح الجماعة وروح التنافر خيطان لعب عليهما المصمم والمخرج هومان شريفي.
الأجساد كانت في بحث عن نفسها وهويتها، وعن اكتشاف القوالب التي وضعت فيها وصولا إلى السؤال الأهم: لمن تحيا هذه الاجساد ولمن تنتمي. هل فعلا هناك روح المجموعة أم وجدنا للتفرد والتقوقع. الاجساد كانت منظمة وشديدة التناسق في ما بينها، أدّت حركات آليّة وأحيانا ارتجالية، محاولة إمّا التشبه بالآخر او الابتعاد عنه. كلهم داروا في أفق مقفل، حاولوا الركض فيه وتسجيل هروب او فرار من الحلقة، مع كسر السينوغرافيا بأكسسوارات ذهبية أحيانا، سواء القناع أو الجاكيت او الصباغ الاحمر الذي لوّن به احد الراقصين جسده، فرسموا شخصيات مغايرة لما هم عليه في مجتمع عنيف وقاسٍ.
كل شيء دار في وتيرة التكرار البطيء كمنهج معتمد من المخرج، فبقي العرض غريبا في مشاهدتنا له، عدا بعض المقاطع الموسيقية التي ترجمت انفعالات في مكان معين. لكن للحقيقة، العرض لم يكن جذابا ولا حتى ممتعا في اكثر أجزائه، نظراً إلى غرابة غير مألوفة لنا بعد، ولطوله غير المبرّر. للأسف العرض لم يبدُ قويّا في طرحه ولم يترجم الا في نهاياته، عندما ترافق وقع النغمات مع ردّات فعل جسدية مؤثرة جدا استطاعت ان تهزنا… وأخيراً. نستطيع القول إن العرض خاص جدا، إمّا تنجر اليه او تصطدم بما هو عليه وهنا كان التحدي. فلم يستطع تحريك المياه الراكدة الا في لحظاته الاخيرة، لكن هذا لم يشفع له ما عدا الموسيقى الجميلة التي كانت عنصر المتعة الذي منحه البعد الدرامي الجميل.