فضل مسعود: الأدب في مصر يمر بمعوقات وعراقيل

الجسرة الثقافية الالكترونية
محمد الحمامصي
د. فضل مسعود طبيب وشاعر وكاتب ساخر، أصدر عن دار ليليت بالاسكندرية ديواني شعر من ضمنهما ديوان كامل للأطفال بالإضافة لمؤلفاته من الكتب والروايات والصادرة من نفس الدار، ومنها رواية “بوتشر كلب الأسد” والمجموعة القصصية الصادرة أخيرا “نواح وأشباح”، والكتاب الفكري التنويري “أرض الافلوطين” بالإضافة لكتابته السيناريو والحوار لثلاثة من الأفلام الكوميدية وهي “الزبادي خليفة”، و”كله كالو” و”ألف وتلت عيون”.
ويتمتع د. فضل برؤيته المتميزة للواقع الاجتماعي وموضوعاته العميقة ولغته السلسة، وقد أكسبته جذوره البحراوية فهو من مواليد البحيرة وبالتحديد قرية الروقة التابعة لمركز ايتاي البارود، قدرة على فهم واستيعاب أجواء الحياة في دلتا مصر.
حول رؤية د. فضل للكتابة الساخرة وعالم الكتابة والابداع كان لنا معه هذا الحوار:
بداية يقول د. فضل مسعود أن كتابة الأدب الساخر ليست تحديا بقدر ما هي قدرة على إثبات وتوثيق لفكرة وترسيخ لكل محتواها، وإن شئت قل إنها بديهيات بل هي من الأولويات على الأقل بالنسبة لكاتبها، أما من ناحية مردودها أو فائدتها بالنسبة للكاتب، فهي هواية يجد المتعة دوما في ممارستها، أقصد كتابتها هادفا الوصول الى مبتغاه، والمبتغى دوما هو توصيل ما يبتغيه ويقصده إلى القارئ وبالنسبة للقارئ فأعتقد أن الفكرة وفحواها وبعد إبرازها ستصل إليه وبأيسر السبل، ومن أقصر الطرق ستستقر معانيها بفكره ووجدانه.
ويؤكد أن تجربة الكتابة خطوة هامة بالنسبة له، ويضيف “لكن من خلال السؤال قد يظن البعض أو يتبادر إلى أذهانهم أن هناك خطوات تسبقها وهو ما يناقض الحقيقة تماما، فقد كانت الكتابة هي الخطوة الأولى والثانية بل هي كل خطواتي، وتبقي دوما لها أهميتها وإن أردت قل كل اهتماماتي”.
ويرى د. فضل أن أبرز تقنيات الأدب الساخر هي الإلمام بكل آليات بنائه ومكوناته، وأن يكون كاتبه لماحا ذا فراسة وموهوب له نباهة في توجيه الفكرة التي يريدها، كذا في كل إسقاطاته وأن لا يسهب ويطيل بل التركيز والاختصار في سخريته وانتقاداته حتي لا يمل البعض كتاباته.
أما بالنسبة لتضمين كتاباتي ذلك، فذاك متروك لفطنة قرائي وحسن إدراكهم، فهم الأقدر على تقيم وتحليل كل كتاباتي.
ويلفت د. فضل إلى أن الأدب بوجه عام في مصر يمر بمعوقات وتواجهه العديد من العراقيل والتحديات، لذا لم يعد هناك عقاد ـ محمود عباس العقاد ـ ولا حكيما ـ توفيق الحكيم ـ ومن الصعب أن تجد طه حسين أو يصادفك أنيس منصور، حتي وإن وجدت بعض المواهب المبشرة بالخير، فمصر لن تنضب ولن تجف منابعها أبدا، والحال في كل البلاد العربية كما هو في مصر حتى وإن كانت تلك البلاد أفضل نسبيا.
ويقول د. فضل “نعم أعتبر الأدب الساخر حاليا من عوامل اثراء الحركة الثقافية في مصر بل هو ما يحرك المياه الراكدة منذ سنين، فذلك النوع من الأدب له مذاقه الخاص وجاذبيته مما يزيد من إعداد مريديه وقارئيه، ويعمق إسهاماته في انماء الحركة الثقافية كذا تفرده في أسلوبه ومفرداته ناهيك عن سخريته وانتقاداته”.
وحول ما تواجهه حركة الابداع في مصر يؤكد د. فضل أن الحركة تواجه العديد من التحديات والصعوبات منها قلة أعداد القراء وتكاسل العديد منهم وابتعادهم عن تلك الهواية، والتي كانت هي المحببة لفترات طويلة في أزمنة ولت وخلت خاصة بعد انتشار الكتابات الإلكترونية وسهولة تصفحها والإلمام بمحتواها، بالإضافة لقلة دور النشر وانكماشها وتقلص دورها في مساعدة الكتاب وإبراز مواهبهم وإبداعتهم، مما يعرقل مسيرتهم ويقلل من انتشارهم خاصة ما يتعلق بالأدباء الموهبين من الشباب”.
المصدر: ميدل ايست اون لاين