فعاليات ثقافية وتراثية بمهرجان المحامل

الجسرة الثقافية الالكترونية
*محمود الحكيم
شهد النسخة الرابعة من مهرجان كتارا للمحامل التقليدية والتي تُنظم تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ارتفاع أعداد المشاركين والتي وصلت إلى (300) مشارك من متسابقين وحكام من قطر ودول مجلس التعاون الخليجي،إذ وصل عدد المشاركين في مسابقة الشراع التقليدي إلى (40) مشاركًا على متن (8 ) محامل، بالإضافة إلى (110) مشاركين في مسابقة التجديف (هوري) متوزعين على 10محامل،على كل محمل 11مشاركًا، فضلاً عن مشاركة 6 قطريين في مسابقة الغيص وهي “كتم النسم”، مع العلم أنّ الإمكانية مازالت متاحة لتسجيل من يرغبون في المشاركة في هذه المسابقة.أما في مسابقة الغوص على اللؤلؤ فقد تمّ تسجيل117مشاركًا على 9 محامل على كل محمل 13 متسابقًا، بالإضافة إلى مشاركة قرابة (100) محمل تقليدي في مسابقة أجمل محمل من جميع دول الخليج العربي.
وكان المهرجان الذي انطلق أمس وسيتواصل إلى 22 نوفمبر الجاري تحت شعار “ما يظهر التبراه غير المساني”. قد احتفل باليوم الوطني الـ 44 لسلطنة عمان.
يحتوي المهرجان على العديد من الفعاليات والأنشطة والمسابقات منها عروض الحِرف البحرية والفرق الشعبية وورش ثقافية للأطفال والعائلات والعديد من الفعاليات تتضمن التعريف بـ (16) مهنة قديمة منها مهنة الحدادة ومهنة الودج ومهنة الصل والتي كانت سائدة في المجتمع القطري.
ومن ضمن الحرفيين المشاركين بالمهرجان محمد سيف البلوشي من سلطنة عمان الذي قال إنه حرفي في “غزل لسكار”وهو عمل الشبك لصيد السمك حيث يقوم ثلاثة أشخاص بغزل الشبك بينما يتولى آخرون تركيب قطع الخشب عليه وتستغرق هذه العملية قرابة الساعة وهي حرفة تقليدية دأب عليها الأجداد في الصيد.
وبدوره تحدث عبدالله خميس المغيالي من سلطنة عمان عن حرفة (السَنّ) قائلاً إنّ السنّ هو قطعة صخرية تستعمل لتثبيت محمل الصيد ويتم استخراج هذه القطعة من صخور الجبال وهناك ما يستخرج من صخور البحر حيث يتم تركيب حبل يسمى (كراب) ويربط بـ (العمار)على حسب العمق الذي يريده الصياد حيث يثبِت المحمل دون حراك حتى يتم سحب الحبل.
القرية التراثية
هذا ويضم المهرجان القرية التراثية التي صُممت هذا العام بشكل مغاير كليًا عن الأعوام الماضية، وذلك وفق تصميمات مبتكرة مستوحاة من العمارة القطرية القديمة. ولتسجل مشاركة 38 عارضًا منهم عارضون من الهند وزنجبار وعمان والبحرين. ومن بين الأجنحة نذكر جناح متحف الخور الطبيعي الذي احتوى على أسماك حقيقية محنطة مثل القبقب الياباني وعماد وطْلاح وجناح الشاحوف وهيرات قطر وجناحًا خاصًا بمشاركة زنجبار إضافة الى معرض يوسف الشريف السادة ومعرض آل الدرويش الذي احتوى على لوحات وصور. إلى جانب معرض أهل البحرين الذي عرضت فيه نماذج لمحامل تقليدية مختلفة وأدوات بحرية متنوعة علاوة على جناج جوهرة مسقط وهو عبارة عن صور لمشروع إعادة بناء سفينة تعود للقرن التاسع الميلادي والتي أبحرت من مسقط إلى سنغافورة.
عروض شعبية
وكان الجمهور على موعد في حفل الافتتاح مع العديد من العروض الشعبية والفنية حيث استمتع بعروض شعبية لثلاثة فرق هي فرقة صور للفنون البحرية من سلطنة عمان وفرقة شباب الحدّ من البحرين وفرقة لجبيلات من قطر والتي ستواصل عروضها بشكل يومي في الفترة المسائية على كامل أيام المهرجان.
كما تابع الحضور أوبريتًا غنائيًا بعنوان (الطبعة) وهو عمل فني بديع متكامل للفنان فيصل التميمي مستوحى من قصة واقعية حدثت في التراث البحري القطري عام 1925 عندما غرقت سفن الغوص على اللؤلؤ في مياه الخليج أثر تعرضها لريح عاتية على شكل إعصار شديد وأمطارغزيرة. ويشار إلى أنّ هذا الأوبريت سيتم تقديمه يوميًا الساعة السابعة مساءً.
مسابقات تراثية
كما يقيم المهرجان مسابقات تراثية وهي:” مسابقة الغوص على اللؤلؤ، مسابقة التجديف، مسابقة الغيص (كتم النسم)، مسابقة أفضل محمل، مسابقة الشراع التقليدي، حيث ستشارك في مسابقة الغوص على اللؤلؤ الفرق التالية: فريق الغاريّة وفريق بلحنين من قطر وفريق لِشخرة وفريق صور من سلطنة عمان وفريق فتح الخير وفريق السد العالي من البحرين وفريق غواص اللؤلؤ من المنطقة الشرقية في السعودية وفريق فَراسان من جازان من المنطقة الغربية في السعودية إضافة إلى فريقين من الكويت.
أما في مسابقة الغيص (كتم النسم) فسيشارك فيها ستة متسابقين قطريين والتي ستكون تصفياتها على مدى يومي الأربعاء والخميس ليكون النهائي يوم السبت.
وفي مسابقة الشراع ستشارك 9 محامل قطرية والتي ستكون على مدى يومي الأربعاء والخميس، إلى جانب مسابقة التجديف التي سيشارك فيها 4 فرق من سلطنة عمان وفريقان من الإمارات وفريق من السعودية وفريق من قطر بالإضافة الى مسابقة أجمل محمل والتي ستكون في آخر أيام المهرجان.
كما لم تغفل إدارة المهرجان الجانب التوعوي للأجيال القادمة فنظمت بالتعاون مع هيئة المتاحف 7 ورش ما بين ورش تلوين ورسم وورشة القصة التي ستنظم على متن أحد المحامل حتى يطلع الطلاب عن قرب على الموروث البحري للأجداد. وقد تجاوز عدد الطلاب المسجلين في هذه الرحلات 600 طالب من مختلف المدارس العربية والأجنبية.
عراقة المهرجان
وتجدر الإشارة إلى أنّ مهرجان كتارا الرابع للمحامل التقليدية يمثل امتدادًا للنسخ الثلاث الماضية التي سنّت هذا التقليد الحميد احتفالاً بالتراث البحري القطري خصوصًا والخليجي عمومًا خاصة أنّ المهرجان يستقطب مشاركات من عدة دول خليجية ليعكس التراث والتاريخ الذي عاشه المجتمع القطري خلال مسيرة النهضة التي انبثقت من رحم قسوة البيئة الصحراوية إلى اقتحام أهوال البحر برحلات الصيد والغوص ووصولاً إلى التعمير والتطلع إلى مستقبل أكثر ازدهاراً وإشراقاً.
ويرى المهتمون بهذا المهرجان أنهّ مناسبة للاحتفال بالعلاقة الخاصة التي ربطت المواطن القطري بالبحر منذ عصر الغوص حتى عهد النهضة الحالية، من خلال تعبيرات ثقافية وجمالية تبعث روح التجدد في ثقافة البحر وفنونه المختلفة التي عكست مفاهيم التراث القطري المتنوعة.
وبذلك يسعى المهرجان السنوي للمحامل إلى إبراز أهمية الشكل التقليدي والحفاظ على تراث قطر وربط الأجيال الجديدة بالماضي، فقبل ظهور النفط كان أهل قطر يركبون أمواج البحار بسفنهم الخشبية يبحثون عن الرزق والتجارة والسفر والتنقل بين موانئ المنطقة والهند وشرق إفريقيا ويصلون إلى الموانئ البعيدة في أنحاء العالم، ترافقهم الدعوات والأناشيد والأهازيج وأنغام الأغاني البحرية.
ـــــــــــــــــــــــــ
الراية