فنانون يؤكدون أهمية العلاقة التكاملية مع الصحافة

الجسرة الثقافية الالكترونية
*مصطفى عبد المنعم
المصدر: الراية
نظمت أمس ضمن فعاليات مهرجان الدوحة المسرحي ندوة متخصصة حول العلاقة بين الصحفي والفنان بحضور عدد كبير من الفنانين والإعلاميين والنقاد من ضيوف المهرجان ومن ممثلي وسائل الإعلام المحلية، أدارها الفنان القطري ناصر محمد، وشارك فيها كل من فاطمة عبدالرحيم وعلي الغرير من البحرين، وكل من الإعلامية منى شداد والناقد الدكتور بدر الدلح العنزي من الكويت.
وجاءت الندوة بعنوان “تأثير الصحافة الفنية الخليجية”، وتناولت العديد من المحاور حول العلاقة بين الفنان والصحفي، وحول مصدر الشائعات ومن أين تنطلق وهل العلاقة بينهما تكاملية أم أنها قائمة على المصالح، وهل يمكن أن تقود الطرفين أو أحدهما إلى أقسام الشرطة؟.
وشهدت الندوة نقاشات جيدة بأسلوب متحضّر، وخلصت إلى أهمية التكامل بين الطرفين حيث أقرا بأن الطرفين لا غنى لأحدهما عن الآخر.
في البداية تحدّث د. بدر العنزي عن طبيعة هذه العلاقة. مؤكداً أنه ينبغي أن تكون تكاملية، “فالفنان بحاجة إلى الصحفي، والعكس، وأن العلاقة بينهما ينبغي أن تكون قائمة على الاحترام”. وقال: إن الصحفي يحتاج إلى الفنان كمصدر معلومات له، كما أن الفنان ذاته بحاجة إلى الصحفي الناقد، الذي يقيّم أعماله بموضوعية ورؤية نقدية، بعيداً عن المجاملات أو التشوية أو المصالح الشخصية.
مصدر الشائعات
أما الإعلامية منى شداد فاتفقت مع الرأي السابق، وأضافت قائلة، فيما يتعلق بالرد على سؤال: من يثير الشائعات حول الفنان؟ وقالت: إن الفنانين أو الوسط الفني نفسه هو من ينشر هذه الشائعات، وألقت منى شداد باللوم في هذا السياق على بعض الفنانين، الذين يسعون للشهرة، وإلقاء الضوء عليهم بشكل دائم، كلما كان هناك اتجاه إلى توقف النشر عنهم، أو عدم التعرّض لذكرهم في وسائل الإعلام”.
وأكدت أن الفنان يمكنه أن يسوّق نفسه بنفسه، بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، مشدّدة على ضرورة أن تبتعد العلاقة بين الصحفي والفنان عن الأمور الشخصية، وأن تكون العلاقة بينهما قائمة على الصدق، وألا تكون هذه العلاقة مدعاة للتخريب بينهما في يوم ما، حرصاً على المصلحة المشتركة للجانبين، شريطة ألا تكون هذه المصلحة شخصية.
مكاشفة ومصارحة
ومن جانبها، انتقدت الفنانة فاطمة عبدالرحيم الشائعات التي يمكن أن تطول الفنانين جرّاء نشر أعمال صحفية، ما يستدعي ضرورة أن تكون العلاقة بين الجانبين قائمة على المكاشفة والصراحة والوضوح.
وقالت في ردها على سؤال حول إذا ما توترت العلاقة يمكن أن تقود الطرفين إلى أقسام الشرطة، أجابت بالإيجاب، مستشهدة في ذلك بواقعة شخصية لها، وقالت “لجأت إلى أقسام الشرطة، عندما وقع بحقي تجاوز من إحدى الصحفيات، وخرجت عن حدود التعامل الصحفي المهني، والتطاول، وتم إنصافي في هذه القضية”. غير أنه مع ذلك، فقد دعت الفنانة فاطمة عبدالرحيم إلى ضرورة الوثوق بالصحف، وعدم إنكار دورها بالنسبة للفنان.
لا للنفعية
ومن جانبه، شدّد الفنان علي الغرير على أهمية أن تبتعد العلاقة بين الصحفي والفنان عن النفعية، والمصالح الشخصية، وأن يكون لها محدّدات خاصة تتعلق بتحقيق التكامل بين الجانبين، “لحاجة كل طرف للآخر، بعيداً عن الذاتية”.
وفيما تمنى الفنان الغرير ألا تقود العلاقة السلبية بين الصحفي والفنان إلى أقسام الشرطة، فإنه لذلك دعا إلى أن تكون العلاقة بين الجانبين قائمة على الاحترام والتقدير المشترك، وإدراك أهمية كل جانب للآخر.
ومن جانبه، أكد مدير المهرجان سعد بورشيد، في مداخلته، أن إثارة الشائعة لو كانت من قبل الصحفي، فإنها لن تكون من مصلحته، مشدداً على ضرورة الارتقاء بدور الصحافة، وأنه “لدينا في قطر نموذج للصحف الجادة التي تقدّر قيمة الفنان وترتقي بالذوق العام ولا تلجأ إلى القضايا الرخيصة كما يلجأ إليها البعض”.
وأعلن بورشيد عزم قسم الأنشطة المسرحية بوزارة الثقافة والفنون والتراث تنظيم ورشة مرتقبة لتعريف الإعلاميين بقواعد النقد المسرحي.