فنانون يكشفون أسرار غياب الحركة التشكيلية في رمضان

الجسرة الثقافية الالكترونية

*مصطفى عبد المنعم

المصدر: الراية

 

أكد عدد من الفنانين أن الحركة التشكيلية سجلت خلال السنوات السابقة غيابا تاما عن شهر رمضان المبارك، مشيرين في تصريحات لـ الراية إلى أن هذا الغياب يعود إلى أسباب عدة أبرزها قلة عدد الفنانين المتخصصين بهذا النوع من الفنون والذين يقدمون فنونا تشكيلية تعنى بالناحية الدينية، بالإضافة إلى أن معظم الفنانين يسيرون على نهج مدارس فنية غربية أو حداثية وهو الأمر الذي يجعلهم بعيدين عن مجال إبداع أعمال فنية ذات طابع ديني، يترافق ذلك مع عدم اهتمام المؤسسة الدينية بالأعمال الفنية حسب ما يقول بعضهم، ناهيك عن أن شهر رمضان تكثر فيه الروحانيات ويتفرغ الناس للعبادات وبالتالي يقل فيه النشاط الفني، معتبرين أن إقامة معرض خلال شهر رمضان المبارك مغامرة غير محسوبة النتائج.

 

 

 

أحمد سلطان: مدارسنا الفنية غربية لذا نفتقر للأعمال الدينية

 

أكد الفنان أحمد سلطان أن الحركة التشكيلية مزدهرة هذه الأيام وتعيش عصرها الذهبي وتشهد حراكا وأصبحنا نرى العديد من المعارض الفنية التي يمكن أن تنطلق في ذات الوقت لعدد من الفنانين المحليين والعالميين، وأضاف: بالفعل كنا نعاني من قلة في إنتاج الأعمال الفنية التشكيلية في السابق ولكن مع هذه الحالة من الازدهار والحراك أتوقع أن يستمر النشاط التشكيلي خلال شهر رمضان المبارك المقبل، ولفت إلى أن هناك تقصيرا واضحا في هذا المجال ولكنه يعود إلى الفنانين أنفسهم، فأنا عن نفسي أعترف بأنني أصاب بالكسل أحيانا ولا أقدم أعمالا فنية بغزارة وأتوقف في شهر رمضان وهناك مثلي كثيرون، لكن في المقابل هناك فنانون من الشباب يقدمون أعمالا تشكيلية متنوعة ومتعددة في كافة المجالات الفنية.

 

وحول ما إذا كنا نعاني من قلة الأعمال ذات الطابع الديني أو بشكل عام قال الفنان أحمد سلطان: بالفعل لدينا ندرة في الأعمال التشكيلية الدينية حيث إن كل فنان لديه خط فني معين ومدرسة يسير على نهجها وغالبية هذه المدارس غربية أو حداثية وهو الأمر الذي يجعل هذا الفنان بعيدا عن مجال إبداع أعمال فنية ذات طابع ديني، لذلك فإن قلة الأعمال الفنية التي تحمل الطابع الديني ربما تعود لهذا السبب، وقال: إنه يراقب الحركة التشكيلية عن كثب وبالفعل وجد ندرة في مثل هذه الأعمال والتي ربما تحتاج إلى متخصصين في هذا المجال ونحن ليس لدينا إلا عدد محدود من الفنانين الذين يمارسون هذا اللون من الفنون.

 

وقال سلطان إن الكثير من الفنانين يفضلون أن يكون شهر رمضان للعبادات ولكن إذا ما تم تكليفهم بعمل ذي طابع ديني فسوف يقدمونه، فمن يكره أن يقدم مثل هذه الأعمال؟.

 

 

  الأحمد: رمضان شهر استثنائي تزداد فيه الروحانيات

 

عبد الله الأحمد يرى أن الفنان ينبغي ألا يتوقف عن ممارسة الفن أبدا في شهر رمضان بل على العكس فلهذا الشهر الفضيل ظروف خاصة فهو شهر استثنائي ويأتينا كضيف كريم سريع مرة واحدة في العام، ويصاحبه انتعاش للروحانيات والعبادات وأيضا يوجد به وقت كاف للإبداع، وأضاف الأحمد أنه يعمل بشكل أكثر في رمضان، ولفت إلى أن لديه العديد من الأعمال التي تحمل طابعا دينيا ولديه استعداد دائم لتقديم مثل هذه الأعمال وبيعها والتبرع بعائدها لأعمال الخير، وقال: لقد شاركت مع عدد من الفنانين في مشروع مماثل كان في كتارا، وأشار إلى أن شهر رمضان تزيد فيه الطاعات ولابد أن يزيد معها العمل والإنتاج، وتعجب الأحمد من أن هناك فنانين لا يعملون في شهر رمضان مؤكدا أن الصيام يساعد على العمل كما أن الإنسان يقضي وقتا أطول في المنزل يمكنه استغلاله داخل المرسم لتقديم العديد من الأعمال الفنية.

 

 

 

العبد الله: المؤسسات الدينية لا تهتم بالفن التشكيلي

 

قال الفنان فيصل العبد الله نائب رئيس مركز سوق واقف للفنون: إن غياب أو ندرة الأعمال التشكيلية في شهر رمضان مردها إلى الفنانين أنفسهم حيث إنهم يختارون عدم العمل في شهر رمضان، مؤكدا ضرورة أن يستمر الفنان في تقديم الأعمال طوال العام، موضحا أن ندرة الأعمال التي تحمل طابعا دينيا في الناتج المحلي التشكيلي سببها هو عدم اهتمام المؤسسات الدينية بالحركة الفنية وخصوصا التشكيلية، مؤكدا أن البعض لا يزال حتى الآن ينظر إلى الفنون نظرة ريبة ويعتقد أن ممارستها أمر مخالف للفطرة، وهو كلام غير حقيقي حيث إن الإنسان يتوق دائما لرؤية الجمال الذي وهبه لنا الخالق جل وعلا ونحن كفنانين نحرص على تقديم هذه الصور الجمالية للمتلقي من زاويتنا التي نجيدها وهي الفنون البصرية بفروعها.

 

 

 

 

المالكي: المعرض الفني في رمضان .. مغامرة

 

أكد الفنان مبارك المالكي أن أسباب قلة العمل التشكيلي في رمضان ربما يرتبط بالعادات والعبادات، فالناس تحرص على أن تكون هناك حالة من التفرغ للطاعات ولأداء طقوس هذا الشهر الفضيل من وصل الرحم وتبادل الزيارات، وقال إن من يعمل معرضا فنيا في شهر رمضان سيغامر مغامرة ليست محسوبة بالنسبة لعدد الحضور حيث إن غالبية الناس في شهر رمضان لا تجد الوقت للذهاب إلى المعارض الفنية، ويفضلون أن يمارسوا الطقوس التي تحدثنا عنها، لذلك فإن كثيرا من الفنانين يقولون إن تدشين المعرض بعد شهر رمضان سيضمن حضور عدد كبير من الجمهور بأضعاف من كانوا سيحضرون في شهر رمضان، ولفت المالكي إلى أن هناك جهات في الدولة رسمية وخاصة تجتهد وتقدم انشطة خلال الشهر الفضيل، ونحن بالفعل شاركنا من قبل في معارض أقامها الحي الثقافي في رمضان.