فن الخط العربي وتاريخه في دبي

الجسرة الثقافية الالكترونية
*رضاب نهار
يحظى الخط العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة، باهتمام كبير طيلة شهر رمضان المبارك من كل عام، فتتوجه إليه الأنظار باعتباره خط القرآن الكريم الذي نزل في الشهر المبارك، فضلاً عن كونه كان ولا يزال، يعتبر فناً إسلامياً انتشر حتى طال جميع أنحاء العالم. ما يعني أن الفعاليات الثقافية الإماراتية في هذا الوقت، تزدحم بالمعارض والنشاطات والملتقيات التي تلقي الضوء عليه، وتبرزه بأشهر أنواعه وأعلامه.
وضمن فعاليات ملتقى دبي الرمضاني الرابع عشر، الذي يأتي تحت رعاية الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، استقطب معرض “تاريخ وفن الخط العربي” الذي افتتح في “دبي مول” يوم ٢٢ يونيو/حزيران الماضي، وجرى تمديده حتى ١٥ يوليو/تموز الجاري، آلاف الزوار ومن جميع الجنسيات بمعدل ١٠٠٠ زائر يومياً، كانوا يقفون مطولاً أمام الأعمال المعروضة، يتفحصونها ويتعرفون على جماليات هذا الفن. متضمناً أربعة أقسام هي: تاريخ الخط العربي عبر العصور، الخط الأصيل، الخط الحديث ونحت الحرف.
تحت التصنيفات السابقة، يضمّ المعرض ٥٠ لوحة وثلاث منحوتات لـ ٢٨ خطاطاً من العالمين العربي والإسلامي، تحاكي الطقس الروحاني الذي يعيشه المسلمون وغير المسلمين في شهر رمضان. وتروي من خلال أنواع الخط العربي من زمن العصر الجاهلي إلى اللحظة الراهنة، حيث صارت له أشكاله وتضميناته التي تعكس طبيعة العصر وشخوصه، فها هو يوجد على هيئة منحوتة بصيغة لها أبعاد عديدة.
ومن بين المشاركين الفنانون: محمد مندي وفاطمة الياسين من دولة الإمارات العربية المتحدة، عبدالرزاق المحمود من العراق، نورا غارسيا من إسبانيا وعدي ابراهيم الأعرجي من العراق.
بدورها، حظيت الأعمال الفنية بمفردات وعبارات تعكس روحانية شهر رمضان وسماحة الدين الإسلامي. فمن بين اللوحات: “أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار” للعراقي مصعب الدروبي. ولوحة “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن” للخطاط المصري أحمد الهواري، ولوحة “إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني” للخطاط الأردني ابراهيم يعقوب.
ويبرز المعرض جمالية اللغة العربية وقدرتها على التحول والتشكل، أمام زوار مدينة دبي الذين ينتمون إلى أكثر من ٢٠٠ جنسية. وبهذا يؤكد أن حداثة دبي لا تتنافى أبداً مع الاهتمام الكبير بلغتنا الأم، كجزء من الهوية الأصيلة ومن تاريخ وحاضر ومستقبل الإماراتيين.
كذلك فإنه يوثّق علاقة أبناء الإمارات وساكنيها الوافدين العرب باللغة العربية، ويدفع إلى المحافظة عليها واختزانها كضرورة، مبيناً وجودها الوظيفي والفني وفي الوقت نفسه. محاولاً إثبات أن لغتنا وفي حين أنها تمتد بجذورها إلى حضارة قديمة ضاربة في التاريخ، هي اليوم قيمة معاصرة تعكس في شكلها ومضمونها، ومن خلال الألوان، قابليتها التشكيلية وبأياد عربية وأجنبية.
المصدر: ميدل ايست اون لاين