فيلم “مدينة الرب”.. من هوليوود إلى السجن

الجسرة الثقافية الالكترونية

لن يكون غريباً أن نفترض أن النجاح المدوي لفيلم “مدينة الرب”، الذي وصل عدد مشاهديه في 2002 إلى ثلاثة مليون في البرازيل وحدها، وترشح أربعة من فريق العمل به إلى الأوسكار دون الفوز بها، كان نقطة تحول كبيرة في حياة ممثليه، فبين ليلة وضحاها، عُرِض على ما يقرب من 200 مواطن فقير، أغلبهم زنوج، لا علاقة لهم إطلاقاً بالسينما، أن يكونوا نجوماً في السينما، باشتراكهم في هذا الفيلم- الذي يحكي عن تطور الجريمة المنظمة في بلدهم، بين إطلاق النار والحلم بمستقبل أفضل.

فاز هذا الوثائقي بجوائز في المهرجانات البرازيلية كما عرض في ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة والأرجنتين لكن ماذا حدث لهؤلاء الأبطال بعد هذا الفيلم المدوي؟ هذا ما يرصده الفيلم الإسباني التسجيلي “مدينة الرب: بعد عشر سنوات”، بحسب “الباييس” الإسبانية، التي ذكرت في عددها أمس أن الفيلم بدأ عرضه في إسبانيا، مسلطاً الضوء على حياة الشبان الذين سافروا في اتجاهات كثيرة، وانتقلوا من مجد هوليوود لسفح الجريمة.

أين هم الآن؟
لاحظ الممثل لوثيانو فيديجال(34 عاماً) أن كثيراً من الممثلين أرادوا الاستمرار في التمثيل، غير أنهم اصطدموا بصعوبات.

وهكذا قرر فيديجال، والمنتج السينمائي كافي بورجس، أن يعملا معاً على فيلم تسجيلي عن حياة هؤلاء الرجال والنساء، وفي نفس الوقت رصد الحياة في البرازيل بعد 10 سنوات.

وفاز هذا الفيلم الطويل بجوائز في المهرجانات البرازيلية، كما عرض في ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة والأرجنتين، والآن يعرض في صالة بيرلانجا بددخول مجاني.

و من بين حالات الممثلين المختلفة، يعتبر روبينيو سابيو دا ساليفا أكثرها تطرفاً، حيث قام الشاب الثلاثيني، في فيلم “مدينة الرب”، بدور تاجر المخدرات الزنجي، وبعد عام من عرض الفيلم, تم القبض عليه لسرقته حقيبة امرأة في أوتوبيس ريو دي جانيرو.

يقول روبينيو في الفيلم التسجيلي:” يسألونني: هل أنت ممثل فيلم مدينة الرب، لماذا سجنوك؟ أنا مسجون لأنني أعارك في الحياة يا عم، لم أربح أموالاً كثيرة من الفيلم، فما فائدة أن تشترك في إنتاج مشهور عالمياً وأنت لا تملك سنتافو واحداً في جيبك”.

لم يعرفوا السوق جيداً
الحاجة للمال هي الشكوى المتكررة طوال الفيلم التسجيلي، فالذين قاموا بأدورار رئيسية حصلوا على 3800 دولار، فيما حصل من قاموا بأدوار ثانوية من 767 دولار إلى 1918 دولار.

و يقول فيديجال:” لم يكونوا يعرفون السوق جيداً، ولم يعرفوا أن الممثل لا يتقاضى نسبة من شباك التذاكر، حيث رأوا نجاح الفيلم ولم يفهموا لماذا صار المخرج الغني أكثر ثراءً، بينما صاروا هم أكثر فقراً”.

لكن لم يكن الحال كذلك بالنسبة للجميع، فالممثلان سو جورجي وأليس براجا استغلا الفيلم سلماً نحو النجاح.

سو، الذي قام بدور مانيه جالينا، شارك في أفلام عالمية أخرى، كما حظى بشهرة كبيرة في البرازيل بصفته ملحناً، أما براجا، التي قامت بدور أنجيليكا، فحققت نجاحاً في الولايات المتحدة، وقامت بدور البطولة في فيلم “أنا أسطورة”، بجانب ويل سميث.

………..

وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى