فينوسا الإيطالية تحتفي بالفن العربي الأصيل

الجسرة الثقافية الالكترونية

*أشرف مصطفى

المصدر: الراية

 

يحتفل مركز سوق واقف للفنون مع جاليري “بورتا اتشيلوا” الإيطالي بالفن العربي الأصيل من خلال تنظيم معرض ثنائي بعنوان “أصالة خيل” للفنانتين القطرية “جميلة آل شريم” والفلسطينية “ريما المزين”، حيث يتواجد في مدينة “فينوسا” الإيطالية كل من الفنان فيصل العبدالله كممثل لمركز واقف للفنون والفنانة القطرية جميلة آل شريم، على أن يتم افتتاح المعرض مساء يوم 21 مارس الجاري في قاعات “مركز الدراسات وثقافة البحر الأبيض المتوسط للفن المعاصر” في قلب مدينة فينوسا الإيطالية القديمة، ويقام المعرض تحت رعاية مقاطعة باسيلكاتا ووزارة شؤون المرأة الإيطالية وبلدية فينوسا، ضمن التعاون الدولي الإيطالي القطري الذي يقام بين جاليري بورتا تشيلو “إيطاليا”، وإدارة مركز سوق واقف للفنون “قطر”.

 

 

 

“تيمة عربية”

 

من جانبه أوضح الفنان فيصل العبدالله أن هذا التعاون بين المركز وجاليري بورتا تشيليو يعتبر التعاون الأول، بينما سيقام في المستقبل العديد من الفعاليات المشتركة حيث إنه من المقرر أن يقام معرض يضم فنانين من إيطاليا والفنانة جميلة آل شريم في مايو المقبل بمركز سوق واقف للفنون بعد إقامة المعرض العربي بإيطاليا الشهر الجاري. وعن برنامج الحفل أوضح أنه سيبدأ بكلمة ترحيبية من خلال ندوة صحفية، تضم كلاً من الدكتور توماس جوماني رئيس بلدية مدينة فيونسا، والدكتور انيلو ارتيكو رئيس مركز الدراسات وثقافة البحر الأبيض المتوسط للفن المعاصر. ومدير جاليري بورتا اتشيلو الإيطالية للفنون، والمهندس فيتو سنتا ريزيرو رئيس المفوضية الأول لمقاطعة باسيليكاتا، والدكتورة فيوريلا فيوري المؤرخة والناقدة الفنية، بينما تضم قائمة الفنانين والضيوف الحاضرين في حفل الافتتاح الفنانة القطرية جميلة آل شريم والفنان فيصل عبد الله.

 

وأوضح العبدالله أن الأعمال المقدّمة في المعرض الثنائي تدور حول “تيمة عربية” أصيلة في حضارتنا وثقافتنا وهي “الخيل”، ويجمع المعرض بين أعمال فنانتين، لكل منهما حضارتها الفنية التي تستقي منها رموز وعناصر أعمالها الفنية، فقد تتشابه أعمال الفنانتين في رمز الخيل من حيث الشكل، لكن ستختلف في طريقة الطرح والتوظيف الفني. بالإضافة إلى الأسلوب الفني الذي يميز كل فنانة.

 

 

 

“آفاق عالمية”

 

من جهتها عبّرت الفنانة جميلة آل شريم عن سعادتها بهذه المشاركة الدولية مؤكدة أن مركز سوق واقف للفنون يتيح للفنانين القطريين عبر هذا التعاون آفاق عالمية أرحب من الاقتصار على الساحة المحلية. وعن مشاركتها بالمعرض أوضحت أن أعمالها تدور حول ثيمة عربية أصيله في حضارتنا وثقافتنا وهي الخيل العربي، بما يُعد قصة أسطورية تاريخية لخيول الشقب وشعر مؤسس الدولة، وذلك عبر أسلوب تجريدي تعبيري في الرسم النحتي، كما تنتهج في أعمالها الجديدة أسلوب اللعب الحر بين الغائر والبارز والشكل واللون لإظهار الكتلة والبعد الثالث واستخدام وسائط متنوعة مثل الرش والأحبار والرمل للوصول إلى البعد الجوهري الجمالي لإبراز جموح وشموخ الخيل العربي، ولفتت إلى أن اللوحة بالنسبة لها تمثل جانباً إنسانياً بعبّر عن تجربة إنسانية جمالية وشكلية تبدأ بالذات وبالواقع، فتترجم هذه الإحساسات والأحداث إلى صورة بصرية من خلال تجربة جديدة تعكس كل خبراتها في الرسم والطباعة، وأضافت أن لوحاتها تجسّد هدفها في التعبير عن نفسها وعن الأعباء التي تحملها كامرأة لتحقق التوازن الذي تنشده، وذلك في طريق بحثها عن القوة والتحدي والشموخ والحكمة والنجاح وهو الأمر الذي ألهمها أن تحوّلها إلى خيول.

 

 

 

“محرّك ثقافي”

 

كما تتناول الفنانة في لوحاتها بأسلوب تجريدي فني معاصر، والتي تأتي كنوع من رؤياها الخاصة في الحياة لثيمة الخيل العربية والذي يجتاز كل الصعوبات ويتفوق عليها بفخر ونجاح، وقالت: تلك الشخوص التي تسكن هذه اللوحات وتحيط بهذا المعنى تطفو تصوراتها على سطح اللوحة لتلعب كمحور أساسي ينتهج طريقة لإيصال الرسالة المراد التعبير عنها، فمن خلال خيولها تعبّر عن الحزن أو السعادة أو الأمومة أو القوه والتحدي – فالخيل هو عالم الفنانة لأنه يرمز إلى العديد من الصفات تبدأ من المرأة، مروراً إلى الصبر وتحمّل المشاق ومواصلة السير بنجاح، كما أنه رمز الشرق، خاصة أن فنها يأتي بمثابة رسالة فكر سامية تترجم أفكارها كفنانة عربية وقطرية، كما أنها في الوقت ذاته ضد أي لوحة تأتي من عبث ولا تقول شيئاً أو لا تأتي كمحرّك ثقافي لأن الأفكار لابد أن تترجم ومن ثم تكتبها برسم التشكيلى، ذلك فهي تحاول خلق حوار بينها وبين العالم لتنشد السلام فتعمل على تقريب الشعوب بما للفن من قدرة على التعبير والتغيير.

 

 

 

“موروث ثقافي”

 

إلى ذلك أكدت الفنانة ريما المزين أن الخيول لعبت دوراً رئيسياً ومهماً في حياة الإنسان على مر العصور، وكان لشكلها واسمها رمزية مقترنة دائماً بالأصالة والنبل، كما ارتبط أيضاً بالمرأة بتشابه المهرة أو الفرسة بالمرأة الجميلة، وأضافت المزين: حاولت أن أقدّم الخيل العربي من خلال موروثي الثقافي والتراثي الفلسطيني، وارتباطه بأغاني الأفراح، وأيضاً بليلة العرس تحديداً حيث تزف العروس الفلسطينية على خيل أبيض يلحقها نسوة الحي وهم يحملن “جهازها” وهو ملابس العروس وهذه الرمزية ترجمت في أعمالي بعنوان “حنة فرس”. وأيضاً عبّرت عن ارتباط الخيل بموروثنا البدوي الفلسطيني، الذي يعبّر عن الشهامة والأصالة والشجاعة، وأقرنته برمز أصيل أيضاً بثقافتنا الفلسطينية المتمثلة في شجرة الزيتون، والتي ترجمت من خلال أعمالي بعنوان “العرس الأخضر”، و”رمال وحنة وخيل”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى