في أمسية شعرية فلسطينية بمدينة سوسة التونسية : فسحة بين الحنين والألم

الجسرة الثقافية الالكترونية – خاص
…رضوان شبيل
في إطار أنشطتها الثقافية نظمت مساء السبت جمعية “مجاز” الثقافية التربوية بالمركز الثقافي بمدينة سوسة في الساحل التونسي أمسية شعرية فلسطينية بمشاركة الشاعرين محمد خالد صافي النبالي وعيسى أبو الراغب .
“يا أمة…قتلت جميع بناتها وسلمت الذكور لليهود ماذا أقول لأجيال غدا؟ أرسلت لهم آلاف الوعود بأننا سوف نعود ولا نعود وأنا أراسلهم،أهاتفهم أطمئنهم اليوم اشعر أنني قد كنت كاذبا أغراني الكلام حين سمعته من بعض المناصب سوف نعود…ولا نعود!!! ” ،بين الأمل والإحباط ،وبين الرغبة في الحياة وأشباح الموت أخذ الشاعر خالد النبالي الحاضرين في رحلة شعرية وإن تعددت عناوين قصائدها “وثيقة إلى ضمير الزمن”، “أتوضا بالدم”،”صاحب الغضب””ثرثرة على وجع الصفيح”أخبار عن حبيبتي” …فإنها تجاوزت طقوس الشعر لتحرك فيهم حنين الماضي بألم الحاضر ضمن وطن اسمه فلسطين برتبة أمة ضاربة جذورها في أرض الحضارة ،تستمد من جرحها دواء الصمود ،لتقول” أذّن في اليابس والأخضر واستدع شاشات الدنيا في الوطن العربي وفي المهجر لن أنزل من فوق جوادي فأنا سيدة لا تُقْهَر”، فيما خاطب الشاعر المبدع عيسى أبوالراغب ذاكرة السامعين بقصائد اتخذت من عناوينها مرايا تحلل الواقع في صور وتبثها في شكل آلام مصورة ما إن تلامس خيال المستمع حتى تبث فيه عزيمة الجندي الذي عاهد نفسه على أن الحياة هي النصر والموت هو انتصار ،مرسخا في قصائده “هوية منقوشة على جسد” ل”أمة العروبة”ب”همسة العاشق”ضد “غربان الليل”ب”القلم” لا يخشى”القبر”حتى لو اتهم ب”التخاريف” بنفس لا تعرف الجحود تؤمن ب” من أرضي رضعت حليب الرجولة”، موجها صرخة “لا تقتلوننا مرتين” انشق خلالها بركان عيونه، كلما أخفى دموعه إلا وانسكبت قطراتها على أوراق قصائده لتزيدها عمقا متخذا من اللغة إناء لملمة جراحه وتوق للمواساة حتى في أبسط مظاهره وسكب فيضا من سائل الصمود جعل الحاضرين يتفاعلون معه بحرارة الصدق وبتضامن الجرح، حتى أن الشاعرة سامية لمين رغم علو كعبها الأدبي والشعري خانتها الكلمات ولم تجد منها غير قولها” نحن لا نتضامن معكم بل قضيتكم هي قضيتنا”، فيما كانت الشاعرة نفيسة التريكي ( رئيسة جمعية مجاز) تعقب عن الأشعار الملقاة بألم الكلمة وتأثيرات المعاني أعطت لهذه القصائد أجنحة حلّقت بالحاضرين إلى الأفق في أمسية فلسطينية تونسية ستبقى في ذاكرة كل من حضر وستكون وثيقة أخرى تخاطب الضمائر بإمضاء اسمين بلقب بصفة واحدة راغب خالد نحو كل من هو في الخلود راغب . وفي نهاية الأمسية الفلسطينية قدم الأستاذ جمال الشوبكي كلمة قدم فيها الشكر للقائمين على تنظيم تلك الأمسية ومثمنا الجهود الكبيرة لإقامة تلك الأمسيات ورعايتها للنهوض بالحالة الثقافية .