«في البال» لغصون رحال رواية الشتات الفلسطيني

الجسرة الثقافية الالكترونية – وكالات -هشام عودة -وصف الناقد نزيه أبو نضال رواية “في البال” ، للروائية غصون رحال ، بأنها تمثل فصلا من فصول ملحمة “العوديسا” الفلسطينية ، مشيرا إلى أنها مدونة جديدة تسجل مواقع الشتات الفلسطيني ، وقد سردها وليد على شكل نشيد الإنشاد.
وأضاف أبو نضال ، في ورقة له بعنوان “رواية المنفى والوطن” ، قدمها مساء الأربعاء الماضي ، في المعهد الدولي لتضامن النساء ، أن رواية “في البال” هي فصل جديد يضاف إلى الملحمة الفلسطينية الكبرى التي كتبها رواد الرواية الفلسطينية ، وفي الوقت الذي تحدث فيه عن لغة شاعرية برزت في كثير من زوايا الرواية ، فإنه ذهب إلى الإشارة إلى طبيعة اللغة السردية التقريرية التي جاءت في بعض صفحاتها ، في أسلوب عرض لتاريخ العائلة ، التي هي جزء من تاريخ الشعب ، في طابع يمكن وصفه بالتوثيقي ، غير أن أبا نضال أكد أن الرواية حملت معها ما يمكن وصفه بإضافة جديدة إلى أدب المذكرات والسير الفلسطينية.
ولفت أبو نضال إلى تبادل مقصود بين لغة المؤرخ وإبداع الشاعر في النص الروائي ، الأمر الذي جعل الخطاب يصل إلى القارئ موثقا ومحرضا أيضا ، مؤكدا أن الروائية اعتمدت في بعض جوانب كتابتها على تقنية الاسترجاع والتداعي ، ما ساعدها في تكريس بصمتها كأنثى في مدونة التاريخ الفلسطيني من خلال روايتها.
نزيه أبو نضال لم يكتفً بتقديم قراءة في الرواية المحتفى بها “في البال” فقط ، بل ذهب إلى استحضار رؤيته النقدية في روايتين سابقتين للروائية رحال ، وهو بذلك أراد الإحاطة بأكثر من جانب من جوانب تجربتها الإبداعية ، لتدعيم ما ذهب إلى قوله حول روايتها الأخيرة ، مشيرا إلى أن غصون رحال ، المحامية أصلا ، تقدم في روايتها مرافعة تنتصر فيها للوطن والحياة ومن خلال نشيد الإنشاد الذي يقدمه بطل الرواية وساردها وليد فارس ، الذي يبدأ بالإنحياز إلى الحياة وقضاياها العامة ، كلما اقتربت بطلة الرواية رهام من الموت ، بسبب تفاقم إصابتها بالسرطان الذي نهش جسدها.
الروائية غصون رحال من جهتها وصفت قراءة أبي نضال لروايتها ، بأنها قراءة دقيقة وعميقة ، واعترفت بما يمكن وصفه بالإسقاط السياسي في روايتها بين رهام التي غزا السرطان جسدها ، وبين غزة التي تعرضت لعدوان (اسرائيلي) غاشم كان يستهدف الحياة فيها.
وفي الوقت الذي اعتذرت فيه عن تقديم شهادة إبداعية حول تجربتها الروائية ، لأنها كانت تقدمت بها قبل أيام في بيت تايكي ، ذهبت إلى قراءة شيء من الرواية ، واختارت الصحفتين الأخيرتين منها ، لتقدم للجمهور نموذجا من مسار الرواية ، التي شهدت تحولا في حياة بطلها. وفي ختام الأمسية دار حوار بين الناقد والروائية من جهة والجمهور من جهة أخرى ، أكد من خلاله أبو نضال على وجود أدب نسوي عربي ، يعبر عن تطلعات المرأة العربية ، رغم إنكار وجود مثل هذا النوع من الأدب في مداخلات بعض الحاضرين ، كما قدمت ربى أبو دلو قراءة انطباعية سريعة في رواية غصون رحال ، توقفت فيها عند عدد من المحطات والعناوين التي لفتت نظرها في سياق تدرج الرواية ، التي تميزت بلغة جاذبة ، كما أشار إلى ذلك عدد من المتحدثين.